
ما يحز في النفس حقا انه وبعد كل الاجراءات الاقتصادية القاسية التي اتخذها رئيس الوزراء الاسبق الدكتور عبد الله حمدوك انتكس السودان من جديد وعاد القهقري ..
وانغلقت كل ابواب الامل بالعبور الي حياة رحبة يستحقها كل اهل السودان ..
وحدثت النكسة الكبري..
لنعود من جديد الي المربع المظلم ..
ويعود علينا وزير المالية (المكنكش) بالبكائيات الاقتصادية ناعيا شح الموارد وضعف الموازنة ..
وما اتعسها دعواتك يا جبريل ووعودك الفاشلة للشعب وتلاعبك بمشاعر الشعب الدينية و (في السماء رزقكم وما توعدون) ..
طيب ما انتو السبب ..
فبعد ان استعدت البلاد لأجواء الخلاص من رواسب التخلف عدنا من جديد الي غياهب الظلام التي قادها علينا بعض اهل التخلف السياسي من عسكر وغيرهم ..
وحقا ففي الدول التي تحترم نفسها تقتنص الشعوب الذكية مثل هذه الفرص الذهبية التي تأتيها كليلة القدر لتخرج بنفسها للحياة ..
فهل كتب علينا نحن السودانيون ان نعيش طويلا حياة المعاناة ..
ومن يا تري من له المصلحة في بقاء السودان في هذا المستنقع الكريه ..
ومن هم من يرغموننا لمتابعة نفس مشاهد المسرحيات القديمة التي تتكرر مع كل حكومة ..
انهم والله اعداء الوطن..
واعداء الانسانية..
وقد انقضوا علي كل موارد البلاد سرقة وتهريبا ..
وهم قلة انتزع الله من قلوبها الرحمة ..
مافيات تمسك بكل خيوط المشهد ومازالت..
ومعهم سياسيون ملعونون ينتهزون فرصة لاستئناف مهمة الكسب السياسي اللعين .. يترصدون ضحاياهم من الشعب السوداني المسكين ليكونوا لهم انصارا مقابل دراهم معدودة على اختلاف مواقعهم ..
هذا الواقع الاليم يجعل الكثير من الشرفاء يكتشفون أن قلة قليلة من قطاعات الشعب هي حقا مريضة بالسلطة والمال والجاه..
والآن ومن جديد اوقفت هذه القلة حال البلاد والعباد ..
فلا حكومة ولا برامج تنموية ولا دولاب عمل ولا حياة ..
وفقط سفن معدودة ترسو في الميناء بالقليل من الدقيق والبنزين ..
وجوع شعبك يتبعك ..
فلقد كنت أعلّلُ النفس بالآمال أرقبها .. وما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ ..
فهى الدنيا حين تتأرجح بنا ما بين فرح وحزن ..
فلقد فرحنا كثيرا حين كانت انطلاقة السودان نحو المجتمع الدولي ..
ويا فرحة ما تمت ..
وان كان الفرح مباح ولم لا وقد عاشت الشعوب افراحا في عصر ديونيزوس وسقراط وكونفوشيوس وموسى والمتصوفة والمسيحيين وصولا الى المسلمين ..
فدعوات كل الديانات السماوية هي دعوات للفرح والسعادة.
ولكن لا يريد هؤلاء لشعب السودان ان يفرح..
وهم حقا جهلاء بكل دعوات الديانات السماوية ..
ولا يعلمون ان شعب السودان شعب قنوع وان صدر فرمانهم ان لا عبور له ..
ولكنه سيعبر رغم انفهم..
عبرنا وكتبنا.