د. وجدي كامل
كأى معلم سابق أشعر بالسعادة والفخر بنجاحات طلابنا وطالباتنا وبمساهمة مني متواضعة ضمن اخرين من الزملاء والزميلات في خدمة تعليم أجيال من النساء والرجال من ٨٦ حتى ٩٦ بجامعة بنغازي (حاليا) وقاريونس (سابقا).
كان قسم الاعلام بكلية الاداب بجامعة قاريونس يغلق الانتساب بهذا القسم على الليبيين والليبيات فقط تاسيسا على تفسير سياسي (قد لا اتفق معه) بان دراسة الاعلام مكلفة وذات حساسية سياسية فلم يطرح القسم وقتها مقاعدا كثيرة للطلاب والطالبات. اما بجامعة الخرطوم التي تشرفت بالعمل بها من عام ٢٠٠١ – ٢٠١١ التي توليت تدريس عدد من المواد بها كالثقافة السودانية، والراى العام، وتكنولوجيا الاتصال فقد كان الانتساب مفتوحا وغير ملزم لطلاب وطالبات كلية الاداب بالتخصص الواحد فقط. فدائما ما كان الطلاب والطالبات احرارا في اختيار التخصص بمساقين او تخصصين بالكلية.
اقول سعدت بتدريس طلاب مجيدين لدروسهم ومهنهم فيما بعد، وطالبات من بنات السودان (سابقا) ونسائه (لاحقا) من المتميزات اللاتي برزن بمجالاتهن الاعلامية الدقيقة من صحافة وتلفزيون واذاعة وقد صرن شهيرات الان، ومنهن من هن معى هنا كصديقات بالفيس بوك، ولا اود خوض تسميتهن كى لا اثير قدرا من الحساسية اذا ما نسيت احداهن.
عفراء فتح الرحمن كانت طالبة مختلفة، ذات مثابرة عالية، وجراة، وشغف لافت بالتعلم. فانت لا تلاحظ نشاطها وتفاعلها بالمشاركة اثناء الدرس فقط ولكن مبادراتها في صناعة المساءلات غير الاعتيادية وعليك اذن ان تكون جاهزا وانت في الاستراحة ما بين المحاضرة، وانت بالمكتب لمطر من الاسئلة واحيانا الاراء المفاجئة.
تجربتي علمتني بان هذا النوع من الدارسات والدارسين لا يهدأ له بالا حتى يحقق غاياته من العلم والمعرفة ما يؤهله ليكون في طليعة افراد مجتمع المهنة والمعرفة المتخصصة. ولم يخب ظني في عفراء ابدا. فبعد اعوام قليلة من تخرجها اصبحت مقدمة برامج تلفزيونية لامعة تتخصص في البرامج التوثيقية والحوارية التي برعت فيها وقد شهد لها الجميع بحصافة الاسئلة ومتعتها، واحيانا حدتها عندها لدي ضيوفها.
تابعت مسيرتها الاكاديمية فعلمت عن حصولها على الماجستير ومن ثم الدكتوراة واثناء ذلك توليها لعدد من المهام الادارية الاذاعية. عفراء وبالاضافة الى قدراتها وتعليمها الاعلامي شاعرة مجيدة، وان كنت الاحظ تاثرها وقتها اثناء طلب الدرس بشعراء عرب محدثين بعينهم.
فيما بعد اصدرت مجموعة شعرية، وقبل ايام تلقيت دعوة كريمة منها لحضور تدشين مؤلف بعنوان: حواراتي معهم. وللاسف وعدم حسن الحظ لم تسعفني الصحة او خشية نقل عدوى على وجه الدقة من حضور مناسبتها الادبية المحضورة ولكن تابعت الصور الفوتوغرافية من خلال صفحتها بالفيس.
اتقدم بالتهنئة للدكتورة عفراء احمد فتح الرحمن وأتمنى لها المزيد من الإصدارات والتأليف ولزميلاتها من خريجات قسم الاعلام بكلية الاداب بجامعة الخرطوم التطور و التوفيق.
هل هي نفسها المذيعة عفراء بتاعت إدارة تفجير الطاقات بجهاز امن العصابة البائدة ام هو تشابه اسماء فقط؟
اتفق معك انها متميزه جدا ولو لم تذكر اسمها لما خطر في بالي غيرها فلها منا كل التقدير.
بالله لسه عزباء؟