مقالات وآراء2
يوم اليد الحمراء .. ماذا عن وضع أطفالنا الجنود؟

خارج السياق
مديحة عبدالله
(من الجاسوسية إلى الطهي، ومن مقاتلين إلى مستعبَدين جنسيًا.. مهما كانت أدوارهم، يُستخدم الأطفال من قبل أطراف النزاع ويتعرضون لعنف لا يوصف. أما الأطفال الناجون فيحملون ندوب المعارك لبقية حياتهم).
هذا ما جاء في بيان مشترك للسيدة فيرجينيا غامبا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة للأطفال والنزاع المسلح، ولجنة حقوق الطفل، بمناسبة الذكرى العشرين على اعتماد البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في المنازعات المسلحة، المعروف (باوباك)، ومع اليوم العالمي لمكافحة استغلال الأطفال كجنود أو يوم (اليد الحمراء).
في السودان صاحب التاريخ العتيد في الحروب يجرى استخدام الأطفال كجنود، وفي العام 2020 قامت (اليوناميد) قبل انهاء مهامها في ديسمبر في ذات العام، قامت بفتح حوار مع حركات مسلحة على إثر تقارير وردت فيها معلومات عن عمليات تجنيد للأطفال في صفوفها، في كبكابية شمال دارفور ونيرتتي وسط دارفور، ووجه فريق اليوناميد رسالة لقادة الحركات المسلحة (العدل والمساوة، حركة تحرير السودان- المجلس الانتقالي) وللمجتمعات المحلية في معسكر طور، وقارسيلا للنازحين مفادها أن (الطريق الوحيد للفوز والاستفادة من اتفاقية جوبا للسلام من خلال الكتب والأقلام وليس السلاح)!
تعهد قادة الحركات المسلحة تلك أمام فريق اليوناميد بالإفراج الفوري عن الأطفال في صفوفهم كما ذكر قائد جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي جلال موسى بحر الدين، وقال نسعى لضمان أن يتم دمج الأطفال الجنود عبر عمليات التسريح والدمج في مجتمعاتهم (موقع اليوناميد: اليوناميد تجري حوارًا مع المجموعات المسلحة لإنهاء تجنيد الأطفال)
كان الحدث الأبرز في الحوار مع قادة حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي هو توقيع القائد العام للحركة على أمر قيادة يمنع أعضاء حركته من تجنيد الأطفال وارتكاب انتهاكات جسمية ضدهم، كما وافق قادة حركة العدل والمساواة على تجديد التزامهم بتنفيذ أمر قيادة وقعوا عليه في شهر يناير 2017 وخطة عمل في شهر سبتمبر 2012.
الالتزام بعدم تجنيد الأطفال، وتسريح ودمج من هم جنود الآن، أمر في غاية الأهمية، الأهم هو تنفيذ الالتزامات، وتلك مسؤولية اجتماعية ووطنية وإنسانية يستند عليها أساس أي سلام، فالأطفال تقع مسؤوليتهم على عاتقنا جميعًا، ولا معنى لأي اتفاق سلام لا يتضمن حقوق تحمي حاضرهم ومستقبلهم.
الميدان