مقالات وآراء

منطق (البرهان)  في حوار (لقمان)

أنفاس الفجر
عوض البارئ محمد طه

ظهر  قائد انقلاب 25/أكتوبر عبد الفتاح البرهان في الجوار الذي أجراه معه تلفزيون السودان الرسمي بدا متناقضا تناقضا عجيبا، فهو لا يقبل تعدد الآراء والاختلاف في القوى السياسية رغم أن هذا هو الأصل في القوى السياسية أن تكون متعددة وبالتالي مختلفة الآراء ، وهذا هو الأمر الذي حسمه الفكر البشري بالعملية الديمقراطية التي تتمثل آلياتها العملية الإجرائية في الانتخابات والانتخابات لها عدة شروط لا يتوافر منها الان في الساحة السياسية السودانية شرطا واحدا غير وجود الأحزاب التي أبعدها البرهان نفسه من المسرح السياسي بانقلابه على شركائه  في 25/ أكتوبر /2021م ، فهو يريد أحزاب ذات فكر واحد وتوجه سياسي واحد رؤية سياسية فيها اتفاق شامل  !! وإذا كان ذلك كذلك لما أصبحت (أحزاب) وإنما كانت  ستكون (حزب) واحد ، إذاً البرهان يريد حزب واحد ويرفض تعدد الأحزاب ، ولكنه يقبل تعدد (الجيوش) فهو قائد الجيش والى جواره جيوش موازية متعددة يبلغ عددها حوالي (8) جيوش ، وهو أمر معيب وخطير ، وما من أمر يقدح في سيادة الوطن ويعيب الجيش نفسه ويشكل خطورة بالغة على امن البلاد والعباد مثل تعدد الجيوش في بلد واحد ، ثم يأتي ليقول : ليس من حق أحد غير منتخب أن يتحدث في شان الجيش وترتيبات الأمنية !! . ولكن بالمقابل من حق قائد الجيش أن يكون وصيا على القوى السياسية المدنية ، وقد قال بالحرف الواحد ليس في هذا الحوار – ولكن قبيل الانقلاب – قال : نحن أوصياء على هذه البلاد ، نعم انتم أوصياء على أمنها واستقرارها وحماية شعبها وشبابها الذين يموتون في الشوارع الان ، وليس أوصياء على العملية السياسية فيها ، وما انتم أوصياء عليه هو الحلقة الأضعف في البلاد الآن ، فشباب هذه البلاد ومواطنيها يحصدهم الموت الزؤام في قلب العاصمة الخرطوم وانتم لا تعلمون من يقتلهم وتسمونه بالطرف الثالث .
وخلال (4) أشهر منذ الانقلاب لم تتوصلوا للطرف الثالث الذى يقتل الشعب السودانى فى قلب العاصمة ، فأي وصية تلك ؟!! وفي هذا الصدد قال البرهان أنهم القوا القبض على (4) أو (5) من النظاميين الذين أطلقوا الرصاص على المتظاهرين وهم محتجزين الان ، كما أقالوا قادة الأجهزة الأمنية، جميل … وبعد ذلك ها هو القتل مستمر حتى في موكب 14/ فبراير وبعد هذا الحوار إرتقى شهيدان وأصيب أكثر من (170) من الثوار ليظل السؤال قائما من يقتل المتظاهرين ؟ .
ذات الحديث ينطبق على فض الاعتصام ومن  أعطى الأوامر بذلك ؟ وفى هذا يقول قائد الجيش إذا ثبت ضلوعه فى فض الاعتصام أو إصدار الأوامر بفضه فهو مستعد لتقديم نفسه غرباناً نيابة عن الآخرين .. قبلنا بذلك المنطق ولكن لنعتبره مسؤولية شخصية ، ولكن أين مسؤولية قيادة الجيش وكيف يمكن لقيادة مسؤولة أن لا تعلم من أعطى الأوامر بارتكاب هذه الفظائع المهولة امام بوابات الجيش وعلى مرأى ومسمع منها ..!!!!!!!!!!!!!؟ الإجابة على هذا السؤال متروكة للخبراء الاستراتيجيين الذين يبحثون عن مبررات لارتكاب جرائم القتل ، ولكل من يبرر لقتل النفس البشرية .
كثيرة هي التناقضات في هذا حديث قائد الجيش وربما لا يتسع المقال لذكرها ولكن في شان العلاقات الخارجية والحديث هنا ليس موجها للبرهان ولكنه موجه (لرافضي التدخل الأجنبي) الذين تظلهروا بوطنية مدعاه .. نذكرهم إن العلاقة مع إسرائيل قد بدأت بلقاء قمة جمع رئيس المجلس السيادي مع رئيس وزراء إسرائيل في عنتبى قبل الانقلاب ، وبدأت بعدها العلاقة على مستوى التعاون الأمني والاستخباراتي كما قال البرهان ، كما  أن الشراكة المنقلب عليها والتي أفضت إلى جلوس العسكر على مقاعد السيادي قامت بها إثيوبيا والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوربي ودول الترويكا وغيرهم وجميع هؤلاء ليس من بينهم احد من (طابت الحسناب) أو (صقع الجمع) أو (شلعوها الخوالدة)  أو (اللعيت جار النبي) جميعهم أجانب ، وحاليا هنالك وساطة مصرية أو أمر ما يجريه مصريون فى الخرطوم ومبارك الفاضل طرف فيه، وقبل بعثة (اليونتامس) كانت بعثة (اليوناميد) التي سُرقت ممتلكاتها ، وبعد ذلك صحى قوم من نومهم العميق ليرفضوا التدخل الأجنبي ..!!!!! .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..