مقالات سياسية

سوس الناس بالكيد أو المكايدة في النموذج السوداني

أسامة ضي النعيم محمد

للأسف هو حالنا في السودان ، قطع الطريق علي حكومة حمدوك ووقف التطبيع مع المؤسسات المالية حول العالم ، تعطيل رفع اسم السودان من قائمة العقوبات الامريكية بل اعادته الي بيت طاعتها بتدبير الانقلاب العسكري ، منع التدفقات المالية البالغ قدرها أكثر من مليار دولار وعد بها المجتمع الدولي ، الاستفادة من برامج الامم المتحدة للدول الفقيرة ، نجاحات انتظرها أهل السودان طويلا ، كل تلك الفيوضات ومع موعد التنفيذ طاف عليها انقلاب 25 أكتوبر2021م ، صارت تأريخا وفشلا لحكومة حمدوك وإخفاقا يحسبه أعداء النجاح علي الرجل وطاقم حكومته ، يعود الوطن السودان منبوذا بين الامم الي وضع رجل أفريقيا المريض.

في عالم السياسة السودانية أمثلة كثيرة في يوم أهل السودان هذا، عمل بعض الساسة لتعطيل مصالح الوطن لكي لا يحسب النجاح لصالح الطرف الاخر ، اتفاقية الميرغني قرنق لحل مشكلة جنوب السودان في تسعينيات القرن الماضي خير دليل ، البديل حرب شعواء بين أبناء الوطن الواحد وكان الانفصال الجريمة في حق الاجيال علي جانبي الحدود ، الغاء اتفاق عقار نافع تطاولت معه أزمة منطقة جنوب النيل الازرق ، وبالمثل ساهم الكيد في اقصاء الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو وسارت جنوب كردفان في درب الحروب ، حركات دارفور لا تخلو ساحتها من أفعال صبيانية تمثلت أعنفها في دخول حركة خليل ابراهيم الي عاصمة البلاد.

ثم فض الاعتصام في يونيو2019م مثل يوما كما هو عند العرب يوم داحس ، يوم بُعاث  أو يوم نجران، توالت ( تحت التربيزة) المكايد وتفلتات أمنية تُسخر لها تسعة طويلة مرة ، تارة أخري قاتلا مجهولا بملابس نظامية يقتل الشباب الثائر سلميا ، اعتصامات في الشرق وقفل ميناء البلاد يدار باحترافية دولة لعمليات صد سفن التجارة الدولية عن ميناء السودان ، عصابات مسلحة تعتدي علي البنوك في الجنينة وتروع الاهل في كثير من معسكرات النزوح في دارفور وطرقها بين القرى والمدن، السجل الاسود في الكيد يطول لترسيخ الفوضى الخلاقة ومهد لانقلاب 25 اكتوبر، الهدف هو افشال نجاحات تحسب لصالح  الوطن ، فلتذهب تلك النجاحات التي تأتي بها الحكومة المدنية.

هو نوع من تفضيل الانا علي الوطن ، السياسي السوداني يوظف جهده الاساسي لمعارضة انجازات غريمه الجالس علي أو شريكه في سدة الحكم ،لا يحلو لطرف الا عرقلة جهود الاخر لكي لا تحسب النجاحات لصالح الغريم ، فلتتعطل مصلحة الوطن ليسجل الفشل هدفا في مرمي الغريم. تأتي ثورة ديسمبر 2018م ومعها لجنة تفكيك نظام الانقاذ ، يترصدهم من يرى في نجاح التفكيك واستعادة أموال الشعب ذكرا حسنا يذهب لغيره ، وكان الانقلاب ليعيد المنهوبات واللصوص يسندون بليل الخطط . من وعدوا بالحصانة ذهبوا الي السجون ولم تشفع لهم امتيازات المناصب ، صناعة التهم علي طريقة ( دق حلبة ) أو من غير احترافية هي من أدخلت معظم أعضاء لجان التفكيك الي المحابس ومراكز الاعتقال ، يلقى الناطق العسكري أبو هاجة التهم على أعضاء لجنة التفكيك ولا يقصر في ارسال الاحكام معها من فوق وسائل الاعلام ، منها مبالغ يطلب سعادته استردادها قبل اطلاق سراح بعض المعتقلين ، كيد كحاطب بليل .

كان من قبل أيضا في تأريخنا كيد ومكائد ينسجها بعض الساسة ، لكن كان في المجتمع السوداني مجلس شيوخ غير مرسم وله الاحترام من الجميع ، مجلس السيدين المهدي والميرغني مع بعض زعماء العشائر تشكل منهم مجلس شيوخ أهل السودان ، هو ليس مجلس حكماء يزكون أنفسهم فوق رؤوس أهل السودان ، يختارما يسمون أنفسهم حكماء بانتقائية ، ما يحللون من مواضيع عاما ثم يحرمونها عاما آخرليواطئوا ما يقبله زعيم العصبة. مجلس شيوخ أهل السودان الذى كان تميز بالمصداقية ، خيرات الدوائر الزراعية ومساهمات أهل الاحسان أبعدته عن الحاجة لطعام الحكام ، خرجت توصياته ورؤاه كما يريد اجماع الشعب وكان استقلال السودان .

مجلس شيوخ السودان لازمة في حالة غياب العقل والحكمة التي يعيشها أهل الحكم في السودان ، التوافق علي شخصيات عامة تركت بصمات في الخدمة العامة بجانبيها المدني والعسكري وترسيمها في وضعية مجلس شيوخ أهل السودان ، توكل مهمة اختيار المجلس لمراكز البحوث في جامعة الخرطوم، تنقب السيرة الذاتية للمرشح  وينظر في توافقه مع معايير توضع مسبقا قبل الدفع باسم المرشح ، في ذهني مثالا لبعض الاسماء كما هو شيخنا محجوب محمد صالح والبروفسير محمد ابراهيم خليل والبروفسير مهدي أمين التوم والأستاذ فاروق عبد الرحمن ممثلا للدبلوماسية والأستاذ أمين سيد احمد والأستاذة منى عوض خوجلي من مائدة المملكة المتحدة المستديرة، ربما كان العدد في حدود معقولة يمثل خارطة تواجد السودانيين في السودان والمهاجر ويدار اسفيريا. التمويل المستدام عبرقومة للشهداء ورفعها وقفا في صورة بناء مستشفي مثلا يعمل بطريقة احترافية ، يذهب الريع لتمويل أسر الشهداء ومقابلة نفقات مجلس الشيوخ . الاجراء يمنع الارتماء في حضن الحاكم كممول أو لعطايا  حكام بعض دول الجوار ، ذلك يضمن الحيدة وتحصين مجلس الشيوخ وملخص توصياته  من الارتهان الي جهات أجنبية وتعرية الخبراء الاستراتيجين ليكسبوا عيشهم بشرف وبعيدا عن  شاشات بعض القنوات الفضائية العربية  .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مخلصكم /

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..