
بينما تحتفل العاصمة السودانية الخرطوم بمهرجان جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي أواصل هنا ما بدأ في المقال السابق من انطباعات وذكريات عن لقاءات المرحوم الطيب صالح وأحاديثه التي لم تجد ما يليق بها من انتشار رغم أهميتها .. هذه المرة نكون في زيارة لمركز الحوار العربي في العاصمة الامريكية واشنطن الذي أسسه المفكر والاديب العربي اللبناني الاستاذ صبحي غندور .. المركز عبارة عن منتدى يناقش قضايا الفكر العربي من سياسة وادب وغيرها مع تخصيص يوم من كل شهر للقضايا الفنية يتم خلالها تقديم نماذج من فنون البلاد العربية المختلفة ..
في اليوم الذي كان مخصصا للطيب صالح امتلأت القاعة بحشود من الجمهور من مختلف البلاد العربية وكثير من أعضاء السلك الدبلوماسي وأساتذة الجامعات والمفكرين العرب المقيمين في واشنطن .. ونهض الأستاذ صبحي لتقديم الطيب للجمهور حديث العارف للقيمة الأدبية والفكرية للمتحدث ..
بعدها تحدث الطيب حديث المتمكن من لغته والمواضيع التي طرحها بأسلوب كالذي وصفه البحتري بـ “السهل الممتنع” ..
ثم فتح الأستاذ صبحي باب الحوار والنقاش والاسئلة ..
استمرت جلسة الحوار هادئة تتخللها الأسئلة والتعليقات من جمهور الحضور من الجنسين والاجابات من قبل الطيب صالح حتى حدث ما زاد من سخونة النقاش وذلك عندما نهض أحد الادباء العرب معلقا وطارحا تساؤلات للإجابة عليها من الطيب صالح .. طرح المتحدث قضية الادباء والمفكرين العرب اللذين تتم استضافتهم في الدول النفطية الغنية ويحدث اثناء تلك الجولات ما يؤثر على المصداقية في طرح حلول لقضايا حيوية في الوطن العربي ومما يضفي على طرحهم شيء من عنصر المرونة في حين أن الموقف قد يتطلب قرارات حاسمة صلبة لا تقبل الحلول الوسط والتسويات ..
والطيب المتمرس في مثل هذه اللقاءات ومنعرجات دهاليزها عرف على الفور ما يرمي اليه المتحدث حنى وإن كان غير مباشر في طرحه .. وتحدث الطيب بطريقة مباشرة وصريحة عن هذه القضية ..
حكى عن مواقف واجهها حين كان مسؤولا عن برنامج محو الامية في الوطن العربي الذي ترعاه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” ومقرها العاصمة الفرنسية باريس .. وكيف انه التقى بمدراء مؤسسات ووزراء تعليم ورجال اعمال بما في ذلك رؤساء دول .. جولات مكوكية لخدمة قضية تقع في صميم قضايا التنمية وتقدم المجتمعات وهي محو الامية .. وهذه هي المناسبة التي استخدم فيها الكلمات المعبرة عن الموقف الذي يملي عليه التعامل مع من هم في قمة أروقة صنع القرار حين وصف ذلك بقوله عن الهدف هو “توريطهم في عمل الخير” .. وتحدث الطيب عن ان هناك من يعتقد ان فلان امير
“By definition”
قالها بالإنجليزية أنا اذن ضده .. واعلن – في تحد واضح – من ذلك المنبر المذاع في وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة منها والمرئية انه تعامل مع تلك النخبة التي وضعتها الاقدار في موقع القرار والتأثير من أجل المصلحة العامة للمجتمعات .. اما اذا كان هناك أيا من كان يدعي انه اعطاني أموالا او أي شيء من هذا القبيل فليتفضل ويعلن ذلك على رؤوس الاشهاد ..
هكذا انتهت القضية ووضحت معالمها بمثل ما ينوه به المحامون ورجال القانون عندما يتم استنفاد كل الحجج والأدلة وتتضح عدالة القضية ومنطقها السليم او كما تقول الفرنجة:
…“I rest my case”
[email protected]
واشنطن
يا خوي الأنجاس ما خلوا فيها طيب ولا صالح ألم تر فيديو خالد الإعيسر الكارثة مع الطيب صالح وتقريظه للمخلوع قبل وفاته؟! كلام لما تسمعه لا تصدق بأن الطيب صالح عاش في بلاد الديمقراطيات أو أنه مثلهم تماماً لا يعتقد بأن العالم الثالث يستحقونها!
https://youtu.be/kkpEzs6Wzkg
شوف الطيب صالح ماذا يقول!
ترشيح رواية الحيطان لجائزة الطيب صالح