مقالات سياسية
الصحفيون السودانيون .. خطوة نحو تأسيس نقابة ديمقراطية

خارج السياق
مديحة عبدالله
وقع ممثلو اللجنة التأسيسية لنقابة الصحفيين، ولجنة استعادة نقابة الصحفيين السودانيين، واللجنة التمهيدية لنقابة الصحفيين السودانيين على مسودتي مشروع النظام الأساسي ومشروع ميثاق الشرف الصحفي، وذلك مساء الثلاثاء 15 فبراير الجاري بمقر صحيفة التيار، وتأتي هذه الخطوة الكبيرة نتيجة جهود مضنية استمرت طيلة فترة الحكم المدني الديمقراطي لتأسيس نقابة ديمقراطية وتواصلت حتى في ظل الانقلاب البغيض، لتؤكد إصرار المجتمع الصحفي على المقاومة بالعمل المنظم لحماية حرية التعبير والصحافة وحماية حقوق الصحفيين من انتهاكات السلطة الانقلابية.
النقابة حق وليس منحة من سلطة حتى لو كانت مدنية ديمقراطية، ويستند إرث النقابات في السودان على قاعدة ذهبية (لكل حزبه والنقابة للجميع) ورغم إيمان الكل بهذه القاعدة إلا أن الوصول لهذا الاتفاق أخذ وقتًا وجهدًا كبيرًا، فالمجتمع الصحفي مثل غيره من أجسام المجتمع المدني واجه الانقسامات والتشرذم بفعل النظام البائد وبسبب الانتهاكات الممنهجة لحرية الصحافة والتعبير، حتى باتت مهنة الصحافة مهنة من لا مهنة له وباتت بوقًا لنظام قمعي فاسد إلا من نماذج مشرقة تعود لجهود فردية لصحفيين وصحفيات وبعض مؤسسات صحفية استطاعت أن تقاوم الحصار الأمني والاقتصادي.
ويأتي مشروع ميثاق الشرف الصحفي متزامنًا مع مساعي التأسيس، فالإعلام يمثل العمود الفقري للديمقراطية والتنوير، ولا بد لنا في المجتمع الصحفي من وقفة مراجعة حقيقية شجاعة لجرد الحساب بشأن الدور الذي قمنا به طيلة سنوات الحكم المدني، لأي مدى كنا دعمًا له بالعمل المهني القائم على الحرية والمسؤولية الاجتماعية، وقفة المراجعة ضرورية لأن مجرد التوقيع على مسودة ميثاق شرف صحفي لا تعني أن الممارسة الصحفية والإعلامية ستكون كما تقتضي قواعد المهنة في مجتمع ديمقراطي.
هذا التوقيع يمثل بداية لمشوار آخر طويل لكن لن يكون معبدًا في ظل سلطة الانقلاب، مما يتطلب الاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات، حتى لا تتعطل مسيرة تأسيس النقابة، مهما يكن فاتفاق الأجسام الصحفية يرسل رسالة لكل القوى المدنية مفادها (قوتنا في وحدتنا)!
الميدان
فى ظل الوضع الراهن مافى حاجة اسمها النقابة للجميع.
النقابة يجب ان تنحاز للثورة بصورة واضحة.