قضية فنية.. انحسار الحفلات أوقف (العداد)… من أين يأكل الفنانون؟

*شكرالله عزالدين : قادرون على التأقلم مع الظروف..

*ود راوة : العدادات لم تتوقف ولكن قلت..

*نقل المناسبات خارج البلاد بسبب الأرقام الخيالية للفنانين..

الخرطوم/ مي عزالدين

يعاني الفنانون في الآونة الأخيرة أوضاعاً صعبة، بعد انحسار الحفلات وتوقف (العداد) والتحصيل المالي، خاصة الذين يحترفون الغناء ويعتمدون على عائداته لتسيير شؤون حياتهم وتذليل سبل المعيشة..

ويقف المغنون منذ فترة طويلة على الرصيف ينتظرون عودة الحفلات بشكل طبيعي، بعد توقف دام ثلاث سنوات تقريبًا منذ اندلاع جائحة (كورونا) المستجد، مروراً بمسيرات الاحتجاجات ، إلى جانب تتريس الشوارع وغيرها. وهذه العوامل مجتمعة هي التي أوقفت العدادات إلى حين إشعار آخر.. اليوم التالي استنطقت عدداً من الفنانين حول  القضية، وهي توقف عداد الحفلات وأثره على معيشتهم.. من أين يأكل المغنون والعازفون في ظل هذه الظروف الصعبة؟..

جاءت الردود متباينة، بعض الفنانين يرون أن الوضع الحالي غير مؤثر عليهم وأنهم قادرون على إحياء الحفلات والوصول إلى مكان المناسبة بكل سهولة، دون جهد يذكر.

فيما يرى آخرون أن هناك تأثيراً كبيراً على حياتهم، إلى جانب بعض الإفادات.

* التعايش مع الظروف..

وعن سبب توقف الحفلات رد الفنان (عصام محمد نور) بشكل مقتضب :( ح اقول شنو يعني مافي حاجة ٢يقولوها  والسبب معروف)

فيما أفاد الفنان (شكر الله عزالدين) : من وجهة نظري أنا شخصياً، ليس هناك شيء اسمه  العداد زاد أو نقص، ولكن ثمة شيء اسمه الوضع العام في البلاد، الذي له تأثير على أي شيء،  على العداد أو مناسبات الزواج أو التجارة، وفي أي  مجال آخر.. وأضاف (شكر الله) : أنه لم يتأثر بالوضع الحالي بالبلاد، وأن هناك عدم استقرار اقتصادي يتأثر منه أي شخص، وفي أي مجال كان، وذكر(عز االدين) رغم ذلك أننا قادرون  على التعايش مع ذلك، وأن المليونيات شغالة والحفلات ليست لها علاقة بذلك، وقال : إن عدم وجود حكومة أو استقرار سياسي هذا لا يؤثر، وأنه على الصعيد الشخصي لم يوقف أي عرس، وحتى حفلات الزواج يذهب إليها، مبيناً أنه لا يرى أن عداد الفنانين توقف، بل بالعكس هم يتحركون وأن الوضع بالنسبة لهم جيد، واختتم شكرالله عز الدين حديثه قائلاً : إنه ليس الوضع الذي كنا نصبوا له، ولكن أقول فقط أن الحفلات لم تنعدم، وهذا لن يؤثر علينا بشيء، وأنه عندما يرتبط بحفل، نجد أن الفرقة تحتاج مبالغ كبيرة، مما يضطر العريس أن يقلل عدد الحفلات من ثلاث في الصالة إلى واحدة فقط،، واذا اكتمل الالتزام فأنت قادر أن تصل منزل المناسبة، وأن الموضوع برمته ليس له علاقة..

الله ما شقالو حنكاً ضيعوا

في ذات الصدد قال الفنان (عصام الخضر) :

إن الأوضاع الاقتصادية لم  تؤثر على الشغل نفسه والفنانون قادرون على التأقلم على هذا الوضع، مضيفاً أن هناك مثل يقول “الله ما شقالو حنكاً ضيعوا” فالأمور على ما يرام وهم قادرون للوصول لمكان الحفل.. وقال (الخضر) إن كثيرين في ظل الأوضاع الماضية استطاعوا الوصول في الوقت المحدد وبرغم الجهد ليس هناك شيء يعرقل، ولم تكن هناك مشكلة، والأشخاص أصبحوا يعرفون المواكب، وليس هناك شخص يقوم بعمل حفلة في وقتها، وكشف (عصام) : أن الحفلات العامة اتلغت بسبب أوضاع البلد والحزن، وهو إحساس بداخل الشعب  السوداني، وهم بطبعهم يتعاطفون مع الأحزان، وأكد خضر ( لو ما عندنا ما بناكل ونشرب ولا نصل هنا).

المناسبات  في الإمارات

في ذات الصدد قال الفنان (جاليلو احمد) : إن العدادات واقفة بسبب حال البلد؛ وذلك بسبب قلة المبالغ والآن أصبحت المناسبات قليلة، كما أن المواطنين حولوا مناسباتهم إلى الإمارات وخارج البلاد، نسبة للوضع الحالي الذي تعيشه البلاد والمغتربين في الخارج.. وقال (احمد) : إن المغترب يفضل عمل المناسبة هناك، بسبب حال البلد الذي جعل العرس مكلف جداً ..

الفنانون والأرقام الخيالية

أشار الفنان محمد عادل فضل السيد (ود راوه) إلى أن الوضع في البلاد يمر بظروف صعبة، وكذلك الفنانون بصفة عامة، وعن نفسي بصفة شخصية أقول إن الفنانين أصبحوا يربطون الحفلات بأرقام خيالية، فلا يمكن أن أربط فنان ب ٨٠٠ مليون وهذه ميزانية للعريس، وأنه يرى من المفترض التقليل من ذلك لإتمام فرحة العريس و(العدادات) لم تتوقف تماماً ولكنها قلت، والناس (لازم نتشايل) ونحن نتمنى أن يعود الوضع في الوطن مثل السابق، وتعود الأمور إلى طبيعتها..

*ارتباط آخر… وتضخم..

في السياق نفسه، قال (وضاح):  إن بعض الفنانين مرتبطون بعمل آخر غير الغناء، ولكن هذه تفرق من شخص لآخر، والمعروف أن البلاد الآن بها  تضخم، وأن الشخص العادي لا يستطيع أن يرتبط مع فنان بمبلغ مليار، وقال : لابد أن يتعايش  الأشخاص مع بعضهم البعض  وأن الفنانين اليوم  يشتكون من الوضع العام؛ لأن الذي كان يعمل حفل يومياً بالأمس أصبح اليوم  قليلة، والحفلات التي كانت تعمل كل يوم أصبحت قليلة، وهذا يعني لابد أن نتصالح مع الأمر الواقع كي يستطيع المواطنون التأقلم مع الوضع..

اليوم التالي