مقالات سياسية

محاولات النيل من الحزب الشيوعي

فرح ابو روضة
هذه الأيام مع أنها زحمة بالمشغوليات بالمقابل دفعني لهذا المقال الاحساس بالشفقة والرثاء على قيادات ومنسوبي أحزاب شركاء اللجنة الأمنية، بعد رفض الحزب الشيوعي السوداني العودة لقوى الحرية والتغيير بشكلها وآلياتها القديمة، ودعوته لتكوين المركز الموحد لكل القوى السياسية الثورية الفاعلة وبرؤى تجاوزت تحالفات المكونات والقيادة المركزية التي احتكرت القرار وأسهمت بشكل فاعل في إجهاض الثورة كما اللجنة الأمنية.
داخل السطر:
موقف الحزب الشيوعي أدخلهم في دوامة من السخط والهجوم غير الرشيد لدرجة التصور بأن من أزاحهم من سدة الحكم وانقلب عليهم الحزب الشيوعي السوداني وليس لجنة البشير الأمنية وحلفائهم من حركات نداء السودان وسلام جوبا الذي تم بمباركتهم.
ولنا أن نطوف باتهاماتهم المجانية والمحاولات للنيل من الحزب الشيوعي ومواقفه؛
الحزب ضد وحدة القوى السياسية وعن أي وحدة يتحدثون تلك التي يريدون لها أن تكون مفصلة قميص عامر على مقاس أجندتهم وما يطبخونه في العلن والخفاء من مخططات للعودة لشراكة اللجنة الأمنية مع علمهم برفض الشارع الثوري القاطع العودة لشراكة أضاعت الثورة لذا تتكرر محاولاتهم المستميتة من أجل جر كل القوى الثورية الرافضة للعودة لما قبل الخامس والعشرين من أكتوبر والتي دعا الحزب بالأساس إلى إسقاطها وبشقيها المدني والعسكري..
يظل السؤال
لماذا ترهبهم دعوة الحزب الشيوعي لهم التفاوض معهم كتنظيمات سياسية وليس مكون يدعي حاضنة الثورة؟
ولماذا لم يعترفوا بأن الحزب لم يرفض مبدأ الوحدة ولكنه رافض تمامًا لمنهجهم الانتهازي في التفاوض والإصرار على الاستمرار في التجارب الخطأ؟
نقطة سطر جديد:
فشلت منصات الهجوم على مواقف الحزب الشيوعي التي يتشرف بها الشيوعيين والتي شكلت درسًا قيمًا لكل القوى السياسية منذ انفجار ثورة ديسمبر المجيدة وحتى الآن. فاتجه التسوويون وصناع المحاصصات وموقعي الوثيقة الدستورية المعيبة، إلى ما هو دون مستوى الاضمحلال،
نشر صور لقيادات سياسية ملحقة بتعليقات وبوستات تعمدت الكذب والتضليل والتشكيك في نضالات الحزب ومواقفه.
صورة للراحلة المقيمة فاطمة أحمد إبراهيم وهي تصافح الرئيس المخلوع عمر حسن البشير!
وفي يقيني ليس من بينهم أو قياداتهم من ناضل الانقاذ أو مايو بمثل نضالات فاطمة أحمد إبراهيم أو مواقف فاطمة مفجرة الثورة داخل برلمان حكومة الوحدة الوطنية. وليس استثناء المجالات الثقافية والاجتماعية التي أسهمت فيها الراحلة فاطمة أحمد إبراهيم وبثراء باذخ. ومع قلة حيلتهم وضعفهم في النيل من مواقف الحزب الشيوعي السوداني.
نترك فاطمة السودان السمحة تتحدث عن هذه الصورة ومناسبتها:
(أنا كنت في احتفال بمدرسة القطينة صعدت للتكريم ولما نزلت شفت زول مهرول ناحيتي رجعت ليه..
تفاجأت بانه (البشير)
سالمته ثم أردفت لمحاورها وبابتسامة صافية.
(بعدين ياخ أنحنا سودانيين ولا ما صاح) انتهى كلام فاطمة،
كما علق الرئيس المخلوع أيضًا على الصورة عند سؤاله عن مناسبتها في احدى الحلقات التلفزيونية بقوله..
(ونحن طلاب في الثانوي كنا نحفظ أشعار الشيوعيين وأنا من المعجبين بفاطمة أحمد إبراهيم وكنت اتمنى لقائها شاهدتها وهي تصعد المسرح لما نزلت هرولت ناحيتها وهي رجعت سلمت على) انتهت إفادة الرئيس المخلوع والتي تطابقت مع ما حكته الراحلة فاطمة أحمد إبراهيم، المتبرعين بنشر الصورة في جهلهم الواضح لا يعلمون بأنهاتزيد الشيوعيين شرف وفخر واعتزاز بسودانوية شيوعية أصيلة
ولا يعلمون وهم في جهلهم الفاضح بتن لحظة إلتقاط هذه الصورة وتعليق الرئيس المخلوع عليها كانت أحزابهم وقياداتهم جلوسًا إلى حوارات الوثبة..
ومهرولة ناحية أمبيكي..
بينما كان المؤتمر الوطني ورئيسه يغازلون ويتملقون الحزب بكل السبل للرضوخ لانتخابات ٢٠٢٠م والتنازل من إعلان إسقاط النظام عن طريق هبة جماهيرية سلمية وجبهة عريضة!
لم يكفيهم حديث إفكهم بحق فاطمة أحمد إبراهيم فاستعانوا بصورة أخرى للقيادي الرمز الخلوق الزميل صديق يوسف مع قائد مليشيات الجنجويد حميدتي، اهتموا بصديق يوسف مع ملاحظة قيادات قوى الحرية والتغيير تجلس معهم كتف بكتف ومع علمهم بأن الصورة أخذت أثناء المفاوضات وقبل مجزرة القيادة العامة وكما علق صديق يوسف (الصورة بعد نهاية إحدى جولات التفاوض مع المجلس العسكري وقبل مجزرة القيادة العامة) وبعد المجزرة فارق الحزب مفاوضاتهم وانسحب الزميل صديق يوسف من مفاوضات التسوية مع أنه كان ممثلًا للإجماع الوطني وليس الحزب الشيوعي. ومن المفارقات أن أول من قدمت قيادات الدعم السريع بلاغ ضده لأنه أشار إلى احتمال مشاركة قوات الجنجويد بمجزرة القيادة العامة هو القيادي صديق يوسف وليس غيره من قيادات قوى الحرية والتغيير التسووية.
داخل السطر:
حدثتني إحدى قريبات الزميل الراحل المقيم محمد إبراهيم نقد عن واقعة حدثت عقب وفاة والدة الزميل محمد إبراهيم نقد،
كان من بين الحضور لتقديم واجب العزاء الرئيس المخلوع عمر حسن البشير، احتج بعض الزملاء على هذه الزيارة الغير مرغوب فيها وكان في عزمهم طرد الرئيس المخلوع من العزاء.
فما كان من نقد إلا أن حسم الأمر بالقول (يا زملاء الزول ده جاني في بيتي)
ويكفنا فخرًا أننا كشيوعيين ندرك قيمة هذا الشعب العظيم. ومعنى أن يقدم لك نفر زيارة في بيتك وهذا الشعب هو الذي ترك لنا مثل ظل صامد تتوارثه الأجيال (ما ينبح في بيته إلا كلب)..
ونحن كشيوعيين نحمد لهذا الشعب أن هذبنا وأحسن تربيتنا فعلمنا التالي نصه..
ليس لدينا ما نخفيه عنه..
وأننا أولاد النور كل ما نطلقه من أفعال وأقوال ومواقف تظل كما هي غير قابلة للتراجع عنها ما لم يثبت مفارقتها الموقف السليم لحظتها يتم التراجع عنها واستبدالها بالموقف الصحيح وباعتذار واضح وتحمل النتائج..
والأهم من ذلك كله لم يعلمنا شعبنا العمالة والإرتزاق والتخابر على حساب مصلحة الوطن كما علمنا أن نقول لا ونعم وبإرادتنا دون خوف أو رهبة من أحد..
وأن يظل الاجتماعي اجتماعي وما هو سياسي يتطلب الصدق والوضوح
(من الجماهير وإليها نتعلم منها ونعلمها)
ختامًا
الآن في معيتهم سؤال يثبت غبائهم الذي تحدثنا عنه بعد اعتقال مزعوم لبعض قيادات قوى الحرية والتغيير..
السؤال..
لماذا لم تعتقل اللجنة الأمنية قيادات الحزب الشيوعي حتى الآن بينما تعتقل شركاء الفترة الانتقالية وموقعي الوثيقة الدستورية ؟ الإجابة هنا بسؤال ولماذا تعتقل اللجنة الأمنية قيادات الحزب الشيوعي وليس بينها وبينهم نقاط التقاء على ضوء ما قرره الحزب من مواقف غير قابلة للتنازل..
#لاتفاوض #لاشرعية #لاشراكة .. خاصة والاعتقالات كما علمتنا الانقاذ أشكال وأنواع
*اعتقالات من أجل التفاوض..
*اعتقالات من اجل اقناع بعض المحتجزين بأمر ما
* اعتقالات للمحاكمات والتعذيب والمقاصل وتلك قيادات الحزب ومنسوبيه لم يكونوا يومًا بمعزل عنها وسيأتي دورهم لاحقا.
وإذا ما سألتم متى؟
الإجابة
عندما تكتمل شروط التسوية ويتصافح حلفاء الامس فيما بينهم بأمر فلوكر والمحيط الدولي والإقليمي.
من هنا:
تبشرهم الحزب الشيوعي وقياداته ومنسوبيه كلهم استعداد لهذه المرحلة الاتية قريبًا بلا ريب.
الميدان

‫5 تعليقات

  1. والله لاشئ يضحكنى أكثر من وجود حزب سودانى باسم الحزب الشيوعى السودانى وهو ما اكرره دائما عند لقائى بزملاء الدراسة ممن لا زالوا نشطين فى فلك الحزب الشيوعى.. هذا الحزب الذى يرتبط بماركس ولينين وانجليز وغيرهم تطور وتخلق فى دولة البروليتاريا السوفيتية وما وتسى تونغ وبدرجة أقل قرامشى الإيطالى وجورج مارشيه الفرنسى وتكيف وفق ظرووفه الموضوعية لكنه إنهار ولم يكتب له النجاح وفى السودان مارس الحزب الإنتحار السياسى سواء قصد أم وقع فى فخ أبى عاج الذى طبق معه العنف الثورى بل الإبادة السياسية لقادته …لماذا إنهارت البروليتاريا السوفيتية ولماذا تحولت الصين الماوية إلى أكبر قلاع الراسمالية أما أوروبا فلا داعى للسؤال

  2. ما بالغت لكن الكوارث الحاصلة دى كلها سببها الحزب الشيوعى …شق الصف ومحاولة تسيد المشهد ظننا منهم انو الوضع فى صالحهم …وانو طالما انو الكيزان سقطو فهم الاولى بالامر ودى فرصتهم لحكم السودان …لكن ….

  3. ولكي نفهم فقط .. لماذا الإصرار والاستمرار على تسمية الحزب “الشيوعي ؟ هل ‏أعضاء الحزب الشيوعي السوداني لدينا أكثر فهما وقناعة بالنظرية الماركسية ‏الشيوعية من أهلها في روسيا حين رفضوها ؟ هل أعضاء الحزب الشيوعي ‏السوداني أكثر فهما للشيوعية من الصين التي أصبحت رأسمالية 100% وليس ‏بها من الشيوعية غير اسم مراسمي لا معنى له كما هو حال الملكية لدى الإنجليز ‏‏.. أصرار الشيوعين في السودان على الاستمرار بهذا الإسم يشبه تماما إصرار ‏الإسلامويين في تمسكهم بالسلفية. ‏

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..