من معالم مدينة بحري البارزة “مدرسة الامريكان” و116 عام من التعليم

امير شاهين
تزخر مدينة الخرطوم بحري اسمها الرسمي في السجلات والتي تعنى الخرطوم شمال بحكم موقعها الجغرافي شمال الخرطوم عموم و“بحري” الاسم الدارج المستخدم لدى الناس في الحياة اليومية والتي تشكل مع اخواتها الخرطوم عموم (العاصمة الإدارية) وامدرمان (العاصمة الوطنية) تشكل ما يعرف بالعاصمة المثلثة وبحري أيضا تلقب بالعاصمة الصناعية نسبة لما كان يوجد بها أكبر منطقة صناعية في السودان منذ الأربعينيات من القرن الماضي ويا حليل الصناعة والمنطقة الصناعية في السودان!! . الوطن الذي كان مزدهرا وفى مقدمة دول المنطقة في جميع المجالات أيام حكم البريطانيين الأجانب (1899-1956م) واضمحل وتدهور وأصبح في مؤخرة دول العالم في كل شيء ابان حكم أبنائه السودانيين (م 1956 وحتى الآن) !! تزخر المدينة بالكثير من المعالم التاريخية التي تميزها عن غيرها من مدن ومناطق السودان وتعطى المدينة تميزها وشخصيتها المتفردة وعلى سبيل المثال لا الحصر ، المنطقة الصناعية ، جسر النيل الأزرق او كوبري بحري والذي اضيف اليه مؤخرا اسم “كوبري الحديد” ويعود تاريخه الى العام 1910/ كواحد من أقدم الجسور في السودان الى جانب كوبرى عطبرة والمصالح الحكومية الثلاثة والتي كانت ملا السمع والبصر وأصبحت الآن أثرا بعد عين (النقل الميكانيكي والمخازن والمهمات والنقل النهري) ومحطة السكة حديد والتي يرجع تاريخها الى بدايات القرن العشرين (يربط المؤرخون انشاء محطة سكة حديد بحرى بإنشاء كوبرى النيل الأزرق اذ ان انشاء الكوبرى كان من اجل مرور قطارات السكة حديد كما ان إدارة الكوبرى كانت تتبع أيضا للسكة حديد) ودار الضو حجوج للعجزة والمسنين (تأسس) 1928 ميدان عقرب (1921) وخلافهم . ومن ضمن المعالم التاريخية البارزة بالمدينة هي المدرسة الإنجيلية والتي يطلق عليها سكان بحري بمدرسة الأمريكان نسبة لتأسيسها الأول كما سوف نتطرق اليه ، والمدرسة بمبانيها المميزة على الطراز الكلاسيكي الكنسي باللون البنى الغامق تقع على تقاطع اهم شارعين في بحري وهما شارع البلدية المتجه شرق/ غرب وشارع المعونة المتجه شمال/جنوب وهي بهذا الموقع الفريد الذي يجمع بين اناقة حي الأملاك وعراقة حي حلة حمد والذى كانت بداية تأسيسه في العام 1692م عندما انتقل اليه الشيخ حمد ود أم مريوم من جزيرة توتي اثر خلافه مع شيخه ادريس أرباب العقائد , وواجهة المدرسة الجنوبية لا تبعد كثيرا عن الضفة الشرقية لنهر النيل الأزرق مما يعطى المدرسة موقعا استراتيجيا في قلب العاصمة , وتشير السجلات التاريخية الى ان المدرسة تم تأسيسها في العام 1906م تحت إدارة الإرسالية الأمريكية وكان اسمها مدرسة الارسالية الامريكية للبنات وكانت مخصصة لتدريس البنات فقط وبذلك تعتبر أول مدرسة لتعليم البنات في الخرطوم بحرى وكان من المعروف انه في ذلك الزمن كان السودانيون لازالوا حديثو العهد بالتعليم النظامي لأبنائهم في المدارس مع النظر بريبة الى المدارس الحديثة لاسيما التي تدار بواسطة أجانب وغير مسلمين ! فما بالك بتعليم البنات ؟ ولكن رويدا رويدا ومع انتشار الوعي واطمئنان السودانيين وثقتهم في إدارة المدرسة وإدراكهم للفوائد من إرسال بناتهم لتلقي التعليم فيها تزايدت أعداد الدارسات اللاتي كن يتلقين تعليم ذات جودة عالية وباللغة الإنجليزية لجميع المواد بواسطة مدرسات أجنبيات وبذلك ساهمت المدرسة بقدر كبير في نشر التعليم منذ تلك الفترة وتخرجت من المدرسة الكثير من الدارسات اللاتي أسهمن بدورهم في تنمية وتطور المجتمع وفي العام 1965م أصبحت الأدارة سودانية ومستقلة وكانت المساهمة الكبيرة في الإدارة والتدريس من جانب المدرسات السودانيات الاقباط والذين حملوا الأمانة وقاموا بواجبهم خير قيام ويحتوي السجل الذهبي أسماء المدرسات على سبيل المثال لا الحصر المديرة أستاذة ليلى وميري عكاشة وباتريس يعقوب وايزيس منير وجوزفين وخلافهم . والان أصبحت المدرسة تضم رياض الأطفال وجميع المراحل الدراسية للبنين والبنات وتواصل حمل مشعل التنوير والاستنارة الذي كانت تحمله منذ 116 عام ! .