مقالات سياسية

جبريل إبراهيم والقفز من المركب

أصحي يا ترس

بشير اربجي

حينما تحدث الكل قبل تكوين حكومة د عبد الله حمدوك الثانية، وقالوا أن جبريل إبراهيم لا يصلح لوزارة المالية الاتحادية، لم يكن هذا الأمر يعني التأهيل المهني والعلمي للمنصب فحسب، إنما كانت هناك مثل هذه الأبعاد التي تحدث الآن وتثير دهشة الجميع، وما قرارات زيادة أسعار كل الخدمات التى تهم المواطن ويحتاجها بشدة ولا يمكن تركها إلا واحدة منها، إضافة لتلون الرجل كعادة المنتمين لما يسمي بالحركة الاسلامية بالبلاد، فها هو الرجل يتنصل من الإنقلاب الذي قاد إليه هو ومناوي ومجموعة ( الارادلة) العسكر وعاونوهم فيه وكانوا نواته الأساسية، حيث أنكر جبريل كعادة عضوية النظام البائد بمؤتمر صحافي مساء الأمس الترتيب لاعتصام القصر مدفوع القيمة ووضيع الهدف،

 

قائلا: لم نرتب إعتصام القصر وإنما صادف خلافنا مع قوى الحرية والتغيير وما كنا نظن أن الوضع سيتأزم علينا كما الآن، ورغم عدم تسميته لما حدث بالانقلاب الذى تقاومه جماهير الشعب السوداني وثواره الاماجد، إلا أن الرجل يريد أن يقفز من المركب ومن المسؤولية التاريخية بشكل واضح، حاله حال كل الانقلابيين الذين رحبوا بالانقلاب على جزء من الحكومة والإحتفاظ بما يليهم فيها فى انتهازية لم يشهدها التأريخ العالمي على إطلاقه، ورغم نكران المتأسلم للترتيب

 

لكن الجميع شاهدوه يحضر مرارا وتكرارا لساحة القصر الجمهوري حيث ما عرف حينها باعتصام القصر (الموز)، بل إنه كان يحضر بمعية التوم هجو ويستمع إليه وهو يهتف بمنتهي الضحالة (الليلة ما بنرجع إلا البيان يطلع)، فهل كان جبريل ومن ينادي بالبيان يعتقدان أنه بيان لكشف حساب وليس انقلاب؟.

 

ومهما فعل الرجل أو قال فإن هذا الإنقلاب يقع تحت رعايته هو وحركات مناوي والطاهر حجر وعقار والهادي إدريس، وإن كانوا يشعرون أنهم تم استخدامهم كالمناديل الورقية وإن القادة الحقيقين فى الطريق لرميهم، فهذا ما لا يخص ثوار الشعب السوداني فى شيء، ولن يسمح حتي برميهم كنفايات داخل حدود ثورته المجيدة، وسيكنسهم مع من استخدموهم فى إكمال سيطرتهم على مفاصل السلطة، ولن يستطيعوا حكم هذه البلاد مهما استخدموا من أسلحة ضد ثوارها الأشاوس، ولن تثني حروبهم العبثية سواء كانت بالسلاح الناري، أو السلاح التكنولوجي والهجوم الإعلامي الشعب السوداني عن إكمال ثورته والانتصار لأهداف الشهداء فى الحرية والسلام والعدالة، ولن ينجو قافز من مركب البرهان وحميدتي بعد كل هذا الخراب والدمار الممنهج.

الجريدة

‫4 تعليقات

  1. مصيبتنا كبيرة في جبريل فهو انتهازى بامتياز يفتقر للاخلاق والسلوك السياسى القويم لم يحدث فى تاريخ الحكومات ان يقال رئيس الوزراء ويظل احد وزرائه على رأس وزارته دون أن يتم تجديد تعيينه فى الموقع …وهذا يعنى فقدان الرجل للشخصية القويمة التى تزجره عن الدنايا ويترفع عن الإرتماء….ولكن جبريل نسيج ذاته فهو قد جاء إلى رئاسة الحركة بالإلتتفاف بعد أستشهاد أخيه د. خليل إبراهيم رحمه الله.إن جبريل ربيب الحركة الإسلاموية ورث عنها كل سوءاتها من حقد وكراهية للمواطن السودانى وسوف لن يتردد فى إلحاق كل الأذى به. جبريل موهوم كما كان من سبقه من رهطه الإسلامويين وهو جشع أيضا نهم للمال العام لا سقف لطمعه وبخله وقد كان الدكتور خليل يحذر الناس من سلوكه وكل ما حذر منه يتحقق اليوم. لا مستقبل سياسيا لجبريل فقد أثبت أنه ضعيف فى قدراته رغم نيله درجة الدكتوراه فهو لن يساهم فى حل معضلات الإقتصاد السودانى بل صار هو نفسه جزءا من هذه المعضلات معروف أن مالية السودان تحتاج لعلاقات دولية وإقليمية والرجل منغلق في كبسولته ببناية المالية لا يعرفه أحد ولا خطط لديه وخلاصة تجربته في شركة عزة الإرهابية حمالة الحطب فماللذى يرتجيه السودان والمواطن من شخص كهذا

  2. يا استاذ بشير: اهم ما جاء في كلام جبريل الافاك هو انهم لم يتصوروا ان الوضع سوف يتأزم عليهم كما هو الآن. لقد أخطأوا الحساب وطاشت تقديراتهم في الهواء لسبب بسيط , لأنهم قللوا من قدرات الشعب السوداني العظيم وشبابه الثائر وكنداكاته العظيمات. التاريخ يحفل بالكثير من الانتهازيين من امثال جبريل ومزبلة التاريخ ما يزال فيها حيز لهؤلاء. ماذا تتوقع من ناس باعوا معاناة اهلنا في دارفور ولم يهتموا بمعاناة المساكين القابعين في المعسكرات؟

    مثلما حاول الانتهازي الاخر علي مهدي التنصل عما قاله في حق جبريل – لعله يحصل على قرش قرشين – هاهو جبريل بنفسه يحاول التنصل والقفز من السفينة الغارقة.

    ان صلابة الشعب السوداني العظيم اقوى من ان يتصورها هؤلاء الاوباش. وكما قلت سوف تستمر المسيرة بإذن الله لحين اسقاط الانقلاب وكنس كل من سانده ووقف معه. ولا تستغرب استاذ راشد اذا خرج احد المنافقين غدا من امثال علي مهدي ليقول بأنه رأى “جبريل” ابراهيم – يطير بجناحين في السماء. انهم حثالة نظام الاوباش وتجار الدين فماذا تتوقع منهم؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..