تدشين أول عملية إنتاج للكهرباء.. “سد النهضة” أرقام وحقائق

احتفلت إثيوبيا، اليوم الأحد، بتدشين أول عملية توليد كهرباء من سد النهضة، بموقع السد في إقليم بني شنقول جموز غربي البلاد.
وحظى الاحتفال بمشاركة رسمية وشعبية وحضور كبار الشخصيات مثل رئيس الوزراء السابق هيلي ماريام ديسالين، والرئيس الإثيوبي السابق، ملاتو تشومي، ووزير الدفاع الإثيوبي، أبرهام بلاي، فضلا عن تغطية إعلامية كبيرة على المستويين المحلي والدولي.
الاحتفالية التي دشنها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اليوم بموقع السد، تعد أول عملية توليد كهرباء من سد النهضة الإثيوبي بطاقة 375 ميغاواط من توربينة واحدة من بين توربينتين تم تركيبهما فيه.
ومن المنتظر أن يتم إنتاج الطاقة من التوربين الثاني لاحقا ليصل إجمالي الإنتاج الأولي من التوربينتين معا، ما يعادل 750 ميغاواط.
أهم معلومات السد
بدأ العمل في إنشاء سد النهضة في الـ2 من أبريل/نيسان 2011 بتكلفة مالية أولية تبلغ 4.7 مليار دولار في منطقة “قوبا” بإقليم “بني شنقول – جومز”، على بعد أكثر من 980 كم من العاصمة أديس أبابا.
ويعتبر سد النهضة الإثيوبي أكبر سد في أفريقيا والعاشر في العالم، حيث يرتفع جدار السد لأكثر من 160 مترا.
وتسعى إثيوبيا إلى تصدير الطاقة من سد النهضة الذي وصلت أعمال البناء الكلية فيه إلى 83.9%، بعد اكتماله، إذ من المنتظر أن يولد 6450 ميغاوات من الكهرباء، فيما تصل سعة التخزين لبحيرة سد النهضة 74 مليار متر مكعب من المياه.
ويتكون السد من قسمين الأول خرساني بطول 1800 متر وارتفاع 160 مترا ويشكل هذا الجزء بحيرة تسع لـ14 مليار متر مكعب، بينما يمثل القسم الثاني، السد الجانبي الاحتياطي حيث يصل ارتفاعه إلى 55 مترا مع طول 4800 متر ويعمل هذا الجزء في حصر مياه البحيرة وضمان عدم تسربها إلى المناطق المنخفضة، حيث يمكن لهذا الجزء احتجاز 60 مليار متر مكعب من المياه.
وتعول إثيوبيا على سد النهضة ليكون قاطرة التنمية في البلاد، مستهدفة الوصول إلى اكثر من 6 آلاف ميغاواط عند الانتهاء من بناء السد الذي تخوض حوله مفاوضات شاقة مع دولتي المصب؛ مصر والسودان.
أهداف إثيوبيا
وتسعى إثيوبيا إلى تصدير الطاقة من سد النهضة عند اكتماله، الذي من المنتظر أن يولد 6450 ميغاوات، من الكهرباء وتصل سعة التخزين لبحيرة سد النهضة 74 مليار متر مكعب من المياه .
فيما جرى اليوم تدشين أول عملية توليد كهرباء من السد بطاقة 375 ميغاواط من توربينة واحدة من بين توربينتين تم تركيبهما بسد النهضة، فيما ينتظر أن يتم إنتاج الطاقة من التوربينة الثانية لاحقا ليصل إجمالي الإنتاج الأولي من التوربينتين مايعادل 750 ميغاواط.
وفي أغسطس/آب الماضي، كشفت إثيوبيا عن خطهها لكسب إيرادات تبلغ 138 مليون دولار من مبيعات الطاقة الكهربائية لثلاث من دول الجوار، من خلال التخطيط لتصدير 1.63 مليار كيلو وات/ساعة من الكهرباء للسودان وجيبوتي وكينيا.
من المنتظر أن يكتمل قريبا بناء خط ناقل للكهرباء بين إثيوبيا وكينيا لنقل طاقة تقدر بنحو 500 ميغاواط من الإمدادات الكهربائية
وتسعى إثيوبيا لربط عدة دول أفريقية بخط كهربائي انطلاقا من أراضيها مرورا بكينيا وتنزانيا وصولا إلى جنوب أفريقيا، والذي سينقل نحو 2000 ميغاواط من الكهرباء.
وكانت هيئة الكهرباء الإثيوبية أعلنت العام الماضي تزويد السودان بنحو، 263.7 مليون كيلو وات من الطاقة بالإضافة إلى 159.6 مليون كيلو وات لجيبوتي في أكتوبر/تشرين أول 2021
وحصلت إثيوبيا على 13.8 مليون دولار مقابل الكهرباء التي زودت بها السودان وحده، فيما حققت 9.76 مليون دولار مقابل الكهرباء التي زودت بها جيبوتي ليصل الإجمالي إلى 23 مليون دولار.
مفاوضات شاقة
وتؤكد أديس أبابا أنها لا تستهدف الإضرار بمصالح دولتي مصب نهر النيل، مصر والسودان، وتقول إن إنشاء السد مهم لدعم جهود التنمية في إثيوبيا، فيما تخشى القاهرة والخرطوم أن يُضر السد بمنشآتهما المائية وحصتهما السنوية من مياه النيل، وسط تقف للمفاوضات منذ أشهر بسبب أزمات داخلية في السودان وإثيوبيا.
يذكر أن المفاوضات المرتبطة بسد النهضة متوقفة رسميا منذ أبريل/نيسان الماضي بعد فشل مصر والسودان (دولتي المصب) وإثيوبيا (دولة المنبع) في التوصل لتفاهمات قبل بدء الملء الثاني للسد، والذي نفذته إثيوبيا بالفعل في يوليو/تموز الماضي .
وأصدر مجلس الأمن الدولي منتصف سبتمبر/ أيلول 2021، بيانا رئاسيا “يشجع فيه الدول الثلاث على استئناف المفاوضات برعاية رئيس الاتحاد الأفريقي للانتهاء من نص اتفاق ملزم ومقبول بشأن ملء وتشغيل السد خلال فترة زمنية معقولة”.
وتطالب كل من السودان ومصر إثيوبيا بإتفاق قانوني ملزم حول الملء والتشغيل لسدالنهضة والحصول على بيانات المياه، لاسيما في أوقات الجفاف، للحيلولة دون وقوع أزمات.