مقالات وآراء سياسية

دراسة حديثة تفوز بجائزة ، وتؤكد نجاح منهج SNAP وتوصي بضرورة تفكيك علاقة الجيش بالحُكم في السودان

محمد أبكر موسى 
 

دراسة حديثة تفوز بجائزة، وتؤكد نجاح منهج “snap” وتوصي بضرورة تفكيك علاقة الجيش بالحُكم في السودان

أقام مركز مصادر الشباب بمنظمة منتدى الشباب أمس السبت حفل تكريم وتوزيع الجوائز للفائزين في مسابقة “الكتابة البحثية والتفكير النقدي” النسخة الثانية 2021 ، وقد تضمن الفعّالية منتدى نَاقَشَ الورقة البحثيّة الجائزة على المرتبة الأولى في المسابقة للباحث محمد أبكر موسى.

وحضر الفعالية لفيف من الباحثين ، والطلاب ، واساتذة جامعات ، وأصحاب مراكز ومعاهد بحثيّة ، والمهتمين ، وقد وجدت الورقة الاشادة ، وتفاعل كبير ، والاهتمام بالاطلاع عليها ، والسعي لنشرها من قبل الحضور خاصةً فيما يتعلق بالمتغير المستقل في الدراسة، وهو منهح “SNAP” المقدم من معهد ” USIP” في واشنطن، وهو اختصاراً ل” Synergizing nonviolence action and peace building “، ويعني “التضافر بين التحرّك اللاعنيف وبناء السلام”.

وأكدت التعقيبات والمداخلات والتعليقات التي صاحبت المناقشة على أهمية الدراسة وحداثتها ، وأضافتها المعرفية للمكتبة الأكاديمية السودانية ، والمجتمع والدولة ، ومدى محاولتها الجادة لمعالجة قضايا سياسية واجتماعية وثقافية سودانية مصيرية عالقة تحتاج إلى حلول عاجلة وجذرية كالعنف ، والحروب ، ودولاب السلطة.

وحملت الدراسة عنوان : “البنيّة المعرفيّة لمنهج “snap” وفاعليته في الانتقال الديمقراطي في السودان”، وسعت من خلال اتباعها منهج المُقاربة الوصفيّة التحليليّة إلى “البحث حول مدى قدرة المنهج على ترسيخ ثقافة اللاعنف وبناء السلام ، وكيفية إسهامه في الانتقال نحو تحقيق الديمقراطيّة في البلاد .

وهدفت إلى “التعرّف على طبيعة العلاقة بين منهج “SNAP”، ابستمولوجياً واستراتيجياً، بالوعي العام للمجتمعات من خلال معرفة بنيّته ، ومدى فاعليته في إذكاء روح المُقاومة السلميّة ، وسُبل إسهامه في عمليّة الانتقال الديمقراطيّ ، بالإضافة إلى التعرّف على توقعات وتصورات المجتمع المبحوث حول مستقبل ثقافة اللاعنف وبناء السلام  في السودان”.

وقد حاولت الدراسة “اثبات أو نفي ست فرضيات ، أهمها : يعمل منهج “SNAP” على تعزيز ثقافة اللاعنف وبناء السلام في خارطة وعيّ المجتمعات ، التعليم النوعيّ بجانب التثقيف المدنيّ يعملان على زيادة الوعيّ العام للمجتمع في قضايا الشأن العام ، تطور حركة الوعيّ العام للمجتمع، ولا سيما الوعيّ الحقوقيّ يساعد على تشكيل رأي عام للمواطن ، ويعزز الممارسة الديمقراطية ، وفشلت تجارب التحوّلات السياسيّة السابقة لتحقق انتقالاً ديمقراطياً حقيقياً بسبب ضعف الوعيّ في المقاومة السلميّة ، وهشاشة الممارسة السياسيّة ، طبيعة علاقة المؤسسة العسكرية بالحُكم، وطبيعة بنيّة الدولة السودانية..”.

وخلصت الدراسة بنتائج أهمها: “أن منهج “SNAP” ضرورة ملحة لتحقيق السلام العادل والمستدام ، وناجح وفعّال ومقبول وملائم في السياق السوداني ، بل ثمة سعيّ نحو تعزيزه ليصبح ثقافة عامة وأسلوب حياة ، وأن فرضيات الدراسة ذات صدقية عالية على اثباتها ايجاباً ، وأن إعداد منظومة تعليميّة نوعيّة معززة بحركة تثقيف مدنيّ مستمر ضرورة عاجلة ، ويشكّل المدخل والأساس لقابلية المجتمع للتغيير إلى الأفضل ، وأن طبيعة وعوامل المجتمع الداخليّة تشكل الأصل في إحداث التغيرات سواء عبر ثورة أو انتفاضة أو احتجاجات للسعيّ نحو الانتقال الديمقراطي وسبل تعزيزها، وأن الأخير عمليّة معقدة وذات بنيّة داخلية وخارجيّة مرتبطة في الأساس برغبة المجتمع إلى الانعتلاق  من الاستبداد ، والتحرر من العنف والظلم بكافة أشكالهما”.

وأوصت الدراسة بمجموعة من المقترحات أهمها : “ضرورة “الاهتمام العاجل برعاية وتوسيع مشروع “SNAP” ليشمل مناطق البلاد كافة ، والسعي نحو ممارسته على كل المستويات ، وضرورة العمل على زيادة التثقيف المدني برؤية استراتيجية حكيمة تبني الثقة الاجتماعية ، وتعزز الوعي بأهمية المشاركة السياسية من خلال نشر الثقافة السياسية بفعاليّة ، ولابد من إعادة النظر في طبيعة العلاقة البنيويّة بين السلطة والجيش ، بالإضافة إلى ضرورة تفكيك نظريّة جدلية الهامش والمركز بمفهومها السياسي ، وضرورة إعادة النظر حول طريقة بناء المدينة في السودان ، والتي كانت وماتزال تتشكل على أساس أثني ، أو طائفي ، أو ديني ، أوثقافي”.

وأجلت بعض التوصيات منها : “ضرورة إعداد منظومة تعليميّة نوعيّة ذات رؤية استراتيجيّة عقلانية تسعي لبناء عقليّة مفكرة واعيّة مبدعة قادرة على تحقيق السلوك السويّ، وضرورة بناء علاقة ناجحة بين النظام التعليمي والسياسي والإعلامي تدير المواطنة ، والمؤسسيّة ، والتنوع ، والأخلاق المدنية..”.

وقد أكدت مداخلات المناقشة على الضرورة العاجلة في النظر حول وضع نظرية تغيير واضحة لقوى الثورة بغية استجلاء مشوار بلوغ الانتقال الديمقراطيّ ، بالإضافة إلى ضرورة السعي لمعالجة جدلية المجتمع والدولة وأيهما أساس الآخر والمتحكم في العلاقة بينهما ، وضرورة العمل على تفكيك المعتقدات التي تحاول ترسيخ جدلية المركز والهامش والنظرة الٱستعلائية بالسعي نحو تعزيز سبل الانفتاح وشرعية التعددية ، ونشر ثقافة قبول الاخر ، والتعايش السلمي .

شدّد الحضور على ضرورة الاهتمام بالبحث العلمي وقضايا التعليم النوعي ، وسبل تحديث المناهج التعليمية خاصةً بعد تغيير نظام الإنقاذ ، وإعادة النظر والمراجعة ، في ذاكرة السودان ، تجارب السعي والإرادة نحو تحقيق ديمقراطية ناجحة مستقرة ينعم بها المواطن في السودان .

وفي ختام الفعالية ، ووسط حماس وتفاعل ، واهتمام ، وتصفيق عال ، كُرمت اللجنة المحكمة للنسخة ، والتي تكونت من الباحث حسان الناصر ، والروائية استيلا قيتانو ، والكاتبة سارة الجاك ، ووزعت الجوائز الفائزين بالمراتب الثلاث الأولى بقيمة مالية وشهادة تقديرية ، بينما حصلت الثلاث التالية بشهادات تقديرية.

ويُذكر أن النسخة الاولى للمسابقة انطلقت عام 2020 ، وحينها قد فازت ورقة بحثية واحدة فيها بالجائزة ، والتي حصدها الباحث حسان الناصر بدراسة تحت عنوان : البنية السياسية للاحزاب السياسية السودانية .

تعليق واحد

  1. الدراسة جيدة فى الاطار النظرى لكن من غير المعقول عمليا التامين وتشجيع مواطنين عزل على مواجهت عسكر بكامل العتاد فانه اشبه بخطاب سياسى مما هو عليه ورقة علمية. اما بالنسبة للهامش ارجو من الدارس اعادة النظر فيه الان ترا لنا بعد الثورة مفهوم جديد للهامش

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..