مقالات وآراء

من انت أيها الانسان ، ولماذا انت هنا ! وهل انت مُسير كالبهيمة أم مُخير ومُكرم كالخليفة ؟

صديق النعمة الطيب 

من انت أيها الانسان ، ولماذا انت هنا ! وهل انت مُسير كالبهيمة أم مُخير ومُكرم كالخليفة؟ .

بدون الاسئلة الوجودية الكبرى والمقلقة ، سيكون الدين مجرد ترديد وتقليد واتباع (هذا ما وجدنا عليه آباءنا) ! .

اهم حاجة وأكتر حاجة تم تغييبها (بحرفية وقسوة) هي حقيقة ان الدين في نهاية الأمر تجربة (ذاتية) ، تجربة ترى فيها ذاتك مقابل هذا الوجود ! عندها ستفهم ان الدين لا يمكن ان يتم تنظيمه في قواعد وأُطر وقوانين دولة ، وإلا اصبح المتدينون مجرد قطيع يُحرِّم على افراده نزوعهم الروحي للعُروج صُعوداً في مقامات القرب من حقيقة وجودههم وأصلهم :

” أنصت إلى الناي يحكي حكايته ومن ألم الفراق يبث شكايته :

مذ قطعت من الغاب ، والرجال والنساء لأنيني يبكون
أريد صدراً مِزَقاً مِزَقاً برَّحه الفراق
لأبوح له بألم الاشتياق..
فكل من قطع عن أصله
دائماً يحن إلى زمان وصله..
نعم هنالك شعائر وعبادات تنظم سلوكنا الخارجي وتُلفت نظرنا كل يوم خمس مرات الى حقيقة صلتنا بالوجود (الله)… ولكنها ليست جوهر الدين … الدين هو تلك الشعلة المتقدة في صدرك والتي ينتج عنها كل فعل صالح (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) الدين هو الايمان وما تولد عنه من خير !  .

لذلك آية مثل (قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا) لن نستطيع ان نفهمها إلا اذا عشنا حقيقة وجودنا.. الا اذا سألنا أنفسنا لماذا نحن هنا ، ولماذا يتوجب علينا ان نعمل صالحاً ؟ .

اذا كان كل شيء تمت كتابته في سيناريو متقن لا يمكن مخالفته ، إذن ليس للانسان اي اضافة في هذا الوجود ، ولا ميزة تفضله عن الحجر والشجر، بل الحيوانات ستكون افضل منه لانها لم تسأل سؤال (هل انا مُسير ام مُخير) …

لا يمكن ان يتبلور سؤال (هل انا مُسير ام مُخير) الا في عقل له إمكانية ان يكون مُسير أومُخير ، وله القدرة على أن يسلك بمقتضى اختياره وتفضيله.

وبالتالي إجابتك انت هي التي تُحدد مفهوم الاية ، فاذا كنت انت حراً ومختاراً ، وحاولت تمارس إمكانية ذلك وتحققت منها، عندها ستفهم الآية وفق خبرتك وتجربتك الذاتية…

وستفهم ان الله تعالى كتب لنا قوانين الكون كلها، ولن يصيبنا إلا ما جرى وفق هذه السنن ، فاذا خرجت وزرعت ستأكل وتشبع ، اما اذا جلست في البيت فستموت جوعاً ! هذا ما كتبه الله لنا …! قانون السعي وترك لنا اختيار ان نسعى وان ننوم!

ولكن احذر ، فانك لن تستطيع ان تقنع غيرك بما توصلت له في وجدانك ابداً ! اللهم إلا إذا كان الشخص الآخر يخوض تجربه تُشبه تجربتك …

فهمك للقرءان واياته هو الذي يحدد علاقتك بالوجود ! .

ملحوظة:
لا يستقيم ان نقول الله (موجود – مفعول) لان هذا يقتضي (مُوجد – فاعل) .. الله تعالى هو سر هذا الوجود ! (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ) ، (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) ! .

التغيير إرادة واختيار وسلوك بمقتضى ذلك! .

‫2 تعليقات

  1. ((لا يستقيم ان نقول الله (موجود – مفعول) لان هذا يقتضي (مُوجد – فاعل) ..)) \
    الله موجود وقد أوجد نفسه وهو قائم بنفسه (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) آل عمران، وليس موجوداً بغيره ولا مع غيره.

    1. منطق مفعول وفاعل دا منطق كوني أي حسب سنن وقوانين الكون المخلوق ولا يسري على الخالق لأنه هو الذي أوجد الكون وقوانينة وحدد عقل الانسان بحدود الكون وما وراءه غيب وكلمة غيب تعني أن العقل الانساني يعيه ويقبله منطقياً وإن لم يدرك تفاصيله ولا يملك نفيه وإن استحال اثباته!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..