مبارك الكودة ينتقد مثقفين أصدروا بيانا يخشون فيه من سرقة ثورة الشعب بانقلاب قصر ينتج الإنقاذ (2)

د. عصام محجوب الماحي (أحد الموقعين على البيان)
وجه مبارك الكودة في تسجيل صوتي تبادلته وسائل التواصل الاجتماعي امس الأربعاء 16 يناير الجاري انتقادات حادة لبيان أصدرته مجموعة من المثقفين السودانيين والناشطين بعد اندلاع الحراك الشعبي، جاء فيه “استفزني وأزعجني بيان صدر يوم 25 ديسمبر 2018 بعد بدء هَبَّة الشباب بيوم او يومين اطلقوا عليه (بيان مفتوح لجماهير الثورة الشعبية الرابعة) ولم اجد على رأسه اسم جهة تتبناه، وطرح البيان مواضيع معينة تتعلق بالتغيير، وانتهى بأسماء من وقعوا عليه”، واوضح الكودة انه لا يريد ان يتحدث عن محتوى البيان ومقترحاته، مؤكدا ان لديه تحفظات كثيرة عليها، مُنَوها بانه يركز على ما جاء في ختام البيان لأنها كخُلاصَة استفزته فاهتم بها، واضاف “عندما قرأت البيان ظننت انه مدسوس من جهات لها علاقة بالنظام الحاكم وتريد ان تعمل فتنة بين اليسار واليمين أي بين اليساريين والإسلاميين وهذا ما فهمته لأنني لم أتصور ان هنالك من سيكتب مثل هذا الكلام خاصة وان الذين وقعوا على البيان قامات عالية بالنسبة لِيَّ ولازالوا قامات وربما تكون خاتمة البيان مَرَّت عليهم دون ان يركزوا عليها شديد، ولذلك لم يعجبني حديثهم في الخلاصة التي اوردوها حتى إذا اعتبرنا ان تفاصيل البيان ليس فيها أي خطأ ولا يأتيها الباطل من بين يديها او من خلفها”.
وقرأ مبارك الكودة خاتمة البيان التي جاء فيها: (بهذا نعلن للشعب السوداني العظيم ولجموع ثواره الأحرار ــ نحن الموقعين أدناه ــ أن ما قمنا بطرحه أعلاه يمثل الحد الأدنى لضمان نجاح الثورة. إن الانتقاص أو التحفظ أو رفض أي بند من البنود أعلاه، بجانب أنه يطعن إما في نضج الوعي الثوري أو حتى في حقيقة الانتماء الثوري نفسه، سيكون بمثابة خطوة للوراء في سبيل إجهاض الثورة وإعادة إنتاج دولة الإنقاذ (1) عبر قيام دولة الإنقاذ (2) بما يعني سرقة الثورة ودماء شهدائها لم تجف)، ثم علق عليها بانه شعر ان ملخص البيان ألغى عقول كل الشعب السوداني، ووصف الخاتمة بانها سرقة للثورة نفسها ولعقول الناس واستفزاز لهم لان اصحابها جلسوا في مكانٍ عالٍ، ثم استدرك الكودة وقال “احترم مقاماتهم العالية وبعضهم أساتذة بالنسبة لِيَّ ولا زالوا وكثيرا ما أرجع لهم ويصححونني، ولكنني لا اقبل مثل هذا الكلام لان ربنا الذي خلقني، وليس الشخص الذي يصحح لي اخطائي، لَمْ يَقٌل لي ان تطيعني غصبا عنك بمثل هذه الصورة والالغاء للعقل”، وأعاد الكودة قراءة الفقرة التي استفزته فركز عليها، مُشَدِدا في قوله “وعليه انا مبارك الكودة أقول: مرحبا بنظام الانقاذ الوطني الى ان تقوم الساعة ان كان سيحكمني شخص بهذا الفهم الذي كُتِبَت به تلك الفقرة”، واردف في ذات الاتجاه “أحسن لِيَّ كفرا دون كفرٍ، أفَضل ان اصبح كافرا دون كفر بدلا عن كافر عديل، احسن ان يبقى لِيَّ شوية عقل بسيط، فهل معقول ان تلغي عقلي؟ أحسن لِيَّ الإنقاذ التي لَغَت 99% من عقلي وتركت لي 1% وأنتم شِلْتُم كل عقلي، عيب.. عيب يا اخواننا”. وتحدث الكودة عن الصراعات بين النقيضين وقال “ان السودان لن يتقدم الى الامام اذا لم نتجاوز ثنائية الصراع بين الإسلاميين الذين سيظلون هكذا لو لم يغيروا جلدهم وبين اليساريين بمفهومهم هذا اذا لم يغيروه”، واتهم الطرفين بانهما سرقا ثورة أكتوبر 64 وانتفاضة مارس ابريل 1985 و(بَوَّظوا) السودان، ودعا فيما اسماها نصيحة للشباب الثائر ألَّا يعطوا فرصة لا لليسار ولا للإسلاميين، وطلب من الشباب بعد نجاح ثورتهم ان يأتوا بالطرفين لمحاسبتهم وقال “تعالوا حاسبوننا، بالسجون بالمشانق باي حاجة، فقط عن طريق القضاء والعدالة واي شخص فسد يجب ان يحاسب ومن يريد يأتي معكم لتأسيس دولة مدنية لخدمة الانسان السودان رحبوا به وقولوا له حبابك عشرة”.
ادناه التسجيل كاملا بصوت مبارك الكودة وبيان مجموعة المثقفين السودانيين وأسماء الموقعين عليه:-
(البيان)
حتى لا تُسرق الثورة الشعبية!
الوعي الثوري الشعبي هو الضمانة الوحيدة لشعبنا
بيان مفتوح لجماهير الثورة الشعبية الرابعة
الخرطوم 25 ديسمبر 2018م
الثورة الشعبية انطلقت ولا توجد قوة على الأرض يمكن أن توقفها! ليس في هذا شك! ولكن هذا لا يعني أنها لن تُسرق كما سُرقت سابقاتها. ولهذا يجب أن يرتفع وعينا الثوري حتى يحول دون سرقة هذه الثورة المجيدة. وأول خطوات ترفيع هذا الوعي هو أن نتساءل: كيف ومتى تُسرق الثورة الشعبية؟ وما هي الخطوات الواجب اتخاذها للحيلولة دون سرقة الثورة الشعبية؟ تُسرق الثورة الشعبية في نفس لحظة تغيير وإسقاط النظام بحسب الكيفية التي يتم بها تغيير وإسقاط النظام. وبمجرد سرقة الثورة لن يكون من الميسور استعادتها وذلك لأن سارقي الثورات سوف يكون لهم قصب السبق في تشكيل الأجسام المُجهضة للثورة وسن القوانين واللوائح التي تكرّس سرقة الثورة الشعبية. وتتمثل سرقة هذه الثورة المجيدة التي انطلقت بيارقها في الآتي: تغيير نظام الإنقاذ (1) وإبداله بنظام الإنقاذ (2). هكذا تُسرق الثورات بإعادة إنتاج نفس النظام الذي اندلعت الثورة الشعبية لإسقاطه وتغييره ليكتشف الشعب أنه لم يحصد شيئاً غير تكريس نفس النظام البائد الذي ثار ضده.
ويكمن التحدي التاريخي في السؤال التالي: كيف يمكن أن ننتقل من مرحلة دولة الإنقاذ (1) المارقة والخائنة للوطن إلى مرحلة الثورة التحريرية الشاملة دون أن نعبر بمرحلة الإنقاذ (2)؟ في بياننا هذا، نحن الموقعين أدناه، واستشعاراً منا بالمسئولية الوطنية، نسهم بجهد المقل ضمن الإسهام الشعبي العام للإجابة على هذا السؤال المصيري ونبذل ما في وسعنا لفتح أعيننا جميعاً نحن جموع الثوار الأحرار للسير في طريق الثورة الحقيقية دون أن يزيغ البصر منا ودون أن نفقد البوصلة الثورية.
المبادئ الخمسة للثورة الشعبية الرابعة:
أولاً: الهدف الأسمى لهذه الثورة الشعبية التي طال انتظارنا لها هو إسقاط نظام الإنقاذ الذي تمكن من فرض حكمه عبر انقلاب 30 يونيو 1989م، ومن ثم وقف التدهور الاقتصادي والسياسي والسيادي وتحقيق السلام وتحقيق التحول الديموقراطي وتفكيك دولة الإنقاذ بصورة كاملة. فإما هذا أو فإنه نظام الإنقاذ (2).
ثانياً: لا مجال البتة لقبول أي تغيير للنظام من داخله، وإلا كان هذا هو نظام الإنقاذ (2).
ثالثاً: مع الترحيب التام بالدور الفاعل للقوات النظامية (الجيش والبوليس والأمن) في إسقاط نظام الإنقاذ وتفكيكه تماماً، لا مجال لقبول أي تغيير لنظام الإنقاذ عبر أي انقلاب عسكري، وإلا كان هذا أيضاً هو نظام الإنقاذ (2).
رابعاً: لا مجال لقبول تشكيل مجلس عسكري على غرار ذلك المجلس العسكري الذي تشكل بمجرد إسقاط نظام مايو المباد عبر ثورة أبريل 1985م الشعبية المجيدة، وإلا كان ذلك هو أيضاً نظام الإنقاذ (2).
خامساً: المطلب الثوري هو تكوين مجلس ثوري من القوى الثورية التي تقود هذه الثورة الشعبية في المدن والقرى والعاصمة ليكون هو المجلس السيادي الأعلى والحامي للثورة الشعبية مع تمثيل شخص قيادي واحد فيه لكلٍ من القوات النظامية.
يكون من مهام هذا المجلس الثوري الشعبي السيادي إصدار خمسة قرارات سيادية ومحورية لتأمين الثورة وتمكينها من بلوغ مراميها السامية وذلك في سبيل الحيلولة دون سرقة الثورة الشعبية وإعادة إنتاج نظام الإنقاذ (1) واستبداله بنظام الإنقاذ (2).
القرارات الثورية الخمسة هي على النحو التالي:
أول القرارات الثورية: إلغاء جميع القوانين والرجوع فوراً للعمل بقوانين 1975م التي تعتبر زبدة التجربة الفقهية القانونية السودانية.
ثاني القرارات الثورية: التحفظ واعتقال جميع الشخصيات التي شاركت في انقلاب 30 يونيو 1989م والشخصيات التي أيدت أو ساندت ذلك الانقلاب أكان ذلك على المستوى الفردي أم على المستوى التنظيمي، بجانب اعتقال جميع شاغلي المناصب السياسية والوزارية والسيادية والدستورية لدولة الإنقاذ.
ثالث القرارات الثورية: تشكيل مجلس وزراء من التكنوقراط يكون مركّزاً وغير مترهل تراعى فيه الكفاءة والنزاهة السياسية والشخصية كما يراعى فيه التمثيل الجغرافي لمدن الثورة وقراها ويكون هناك ممثل للقوات المسلحة في منصب وزير الدفاع وممثل للبوليس في منصب وزير الداخلية، مع فصل جهاز الأمن الداخلي من جهاز المخابرات وتتبيعه للبوليس كما هو معمول به في كل العالم المتحضر.
رابع القرارات الثورية: تكون هناك فترة انتقالية هي مدة حكم المجلس الثوري ومجلس الوزراء الثوري على ألا تقل مدته الزمنية من 4 إلى 6 سنوات على أقل تقدير لإنجاز كل المهام الثورية اللازمة لتخليص البلاد من آثار نظام الإنقاذ المارق.
خامس القرارات الثورية: إلغاء إسقاط الجنسية من ملايين السودانيين الشماليين الذين تعود أصولهم الإثنية لدولة الجنوب والذين ظلوا ولا يزالون يعيشون في السودان ولم يقوموا بالتوقيع على أو صياغة اتفاقية نيفاشا كما لم يقوموا بتسجيل أسمائهم في سجل الناخبين للاستفتاء ولم يقوموا بالتالي في التصويت في الاستفتاء ورغم ذلك عاقبتهم دولة الإنقاذ المارقة على فعل لم يرتكبوه وقامت بفرزهم على أساس عنصري وانتهاك حقوق المواطنة خاصتهم وتحويلهم إلى “بدون” داخل وطنهم. فقد كان ذلك القرار غير دستوري وغير قانوني كما كان قراراً عنصرياً جعل من السودان في ظل الإنقاذ دولة فصل عنصري. إن هذا الجسر البشري الذي يربط بي شقي الوطن هو الذي سنعبر من خلاله لاستعادة وحدة التراب السوداني. ومن هنا نهيب بأهلنا السودانيين الذين تعود أصولهم الإثنية لدولة الجنوب بأن يلعبوا دورهم الوطني بالمشاركة الفاعلة في هذه الثورة المجيدة من منطلق الأصالة. فالحقوق لا تُستجدى بل تُنتزع.
الموجهات الثورية العشرة للسياسة الوطنية في الفترة الانتقالية:
أول الموجهات الثورية: العمل على عقد المؤتمر الدستوري وصياغة دستور يحفظ حقوق الجميع ويُستفتى عليه الشعب ثم على أساسه تجري الانتخابات العامة على أن تسبق ذلك وخلال الفترة الانتقالية إجراء انتخابات الحكم المحلي.
ثاني الموجهات الثورية: العمل الجاد على وقف التدهور الاقتصادي وتعافيه بوقف الفساد وتوظيف موارد البلاد العديدة توظيفاً إسعافياً ثم العمل على وضع الخطط التنموية متوسطة وبعيدة المدى مع توظيف مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحوث والدراسات لتخدم كهيئات استشارية لمجلس الوزراء الثوري في الفترة الانتقالية.
ثالث الموجهات الثورية: العمل على وقف الحرب الأهلية وتحقيق السلام المنشود انطلاقاً من الاعتراف بأن الحرب الأهلية نجمت عن مجمل السياسات غير الموفقة وغير الوطنية كما تقف خلفها مطالب مشروعة بانتفائها تصبح الحرب الأهلية في حكم ضرورة.
رابع الموجهات الثورية: العمل على استرداد الأموال المنهوبة بالداخل والخارج ومطاردة سارقي أموال الشعب داخل البلاد وخارجها وتقديمهم للمحاكمات العادلة.
خامس الموجهات الثورية: استعادة علاقاتنا الخارجية القائمة على المصالح المشتركة وعدم التدخل في شئون الآخرين ومد يد الصداقة وتدعيم السلام الإقليمي والعالمي انطلاقاً من إعادة النظر في مجمل الاتفاقيات الخارجية التي أرستها دولة الإنقاذ المارقة.
سادس الموجهات الثورية: إعادة بناء القوات النظامية من جيش وبوليس وأمن وتفكيك المليشيات السياسية والإثنية بما من شأنه أن يحافظ على سلامة الشعب ووحدة تراب وسيادة جمهورية السودان.
سابع الموجهات الثورية: بخصوص التعليم والخدمة المدنية والصحة، أولاً إعادة بناء مؤسسات التعليم العام والعالي ومجانيته بجانب تأهيلها لتلعب دورها في إنتاج المعرفة والعلم ورفع القدرات وإنتاج الكوادر البشرية المؤهلة. وكذلك إعادة بناء الخدمة المدنية وتطهيرها من العناصر الإنقاذية التمكينية ومن ثم جعلها الجهاز الرئيسي في إدارة شئون الدولة في العاصمة والأقاليم بدلاً من الأجهزة المترهلة فيما يعرف زوراً وبهتاناً بالحكم اللامركزي من معتمدين وولاة ووزراء ومستشارين.. إلخ. ثمّ أيضاً إعادة بناء المؤسسات الخدمية الصحية من مستشفيات ومراكز صحية وشفخانات… إلخ مع كفالة حق العلاج المجاني.
ثامن الموجهات الثورية: اتخاذ كل الخطوات اللازمة في سبيل بسط سيطرة وسيادة الدولة على الأراضي التي خرجت عن سيادة الدولة السودانية عن طريق التغول وجراء تفريط نظام الإنقاذ المارق في السيادة الوطنية.
تاسع الموجهات الثورية: إجراء المحاكمات العادلة والنافذة لرموز وقيادات دولة الإنقاذ وكذلك لرموز الفساد والمروجين للحرب ولأمرائها وقادة المليشيات السياسية والإثنية في دارفور وجميع مناطق الحروب والنزاعات والاقتصاص لجميع جرائم القتل الجماعية والفردية غير القانونية أينما وقعت في السودان.
عاشر الموجهات الثورية: العمل مع دولة جنوب السودان الشقيقة لإحلال السلام في شقي الوطن وإلغاء استثناء مواطني دولة جنوب السودان من الحق الدستوري في التمتع بازدواجية الجنسية ومن ثم السعي لاستعادة الوحدة عبر اتحاد كونفدرالي بين دولتين مستقلتين.
بهذا نعلن للشعب السوداني العظيم ولجموع ثواره الأحرار ــ نحن الموقعين أدناه ــ أن ما قمنا بطرحه أعلاه يمثل الحد الأدنى لضمان نجاح الثورة. إن الانتقاص أو التحفظ أو رفض أي بند من البنود أعلاه، بجانب أنه يطعن إما في نضج الوعي الثوري أو حتى في حقيقة الانتماء الثوري نفسه، سيكون بمثابة خطوة للوراء في سبيل إجهاض الثورة وإعادة إنتاج دولة الإنقاذ (1) عبر قيام دولة الإنقاذ (2) بما يعني سرقة الثورة ودماء شهدائها لم تجف بعد.
إننا نناشد جماهير الثورة في المدن والقرى، وإلى حين اكتمال هلال الثورة الشعبية الشاملة وإعلان السقوط التام لنظام الإنقاذ المارق، أن يعملوا فوراً على تشكيل مجالسهم الثورية لإدارة ما يليهم من شئون الشعب في مجالي الخدمات المباشرة والسياسة العامة بما يساعد على رفع المعاناة عن كاهل شعبنا العظيم وبما يؤدي إلى توطيد دعائم الثورة والتحوط ضد أي احتمالات للثورة المضادة وإحلال الإنقاذ (2) بديلاً عن الإنقاذ (1). فمن هذه التشكيلات الشعبية سوف ينبثق المجلس الثوري الذي سيقوم بتعيين مجلس الوزراء الثوري الذي بدوره سوف يقوم بتسيير دفة البلاد في الفترة الانتقالية.
كما نهيب بكل السودانيين الأحرار الشرفاء، نساءً ورجالاً، شيباً وشباباً، أن ينضموا إلى قائمة الموقعين على هذا الخطاب المفتوح لجماهير شعبنا الثائرة التي خرجت تدك حصون القهر والفساد تحقيقاً لأحلامها وأشواقها المشروعة في الحرية والديموقراطية والعدالة والسلام والنهضة.
الموقعون:
السفير إبراهيم طه أيوب (وزير خارجية انتفاضة أبريل 1985م)
بروفيسور محمد الأمين التوم (أستاذ جامعي وعميد مدرسة العلوم الرياضية الأسبق بجامعة الخرطوم)
د. محمد جلال أحمد هاشم (أستاذ جامعي)
بروفيسور العطا حسن البطحاني محمد (أستاذ جامعي)
د. غادة فاروق كدودة (أستاذة جامعية)
د. عبد الرحيم بلال (خبير التنمية ومنظمات المجتمع المدني)
د. محمد يوسف أحمد المصطفى (أستاذ جامعي)
بروفيسور مهدي أمين التوم (أستاذ جامعي)
باشمهندس أبو بكر عباس الزين (موظف مهندس)
باشمهندس عبد الله صبار (معماري)
د. مصطفى عوض الكريم (نقيب صيادلة السودان الأسبق)
باشمهندس عبد الرحمن يوسف محمد خير (سياسي)
أ. الفاضل عباس محمد علي (أستاذ جامعي)
باشمهندس أحمد بابكر حامد (مهندس ميكانيكي)
أ. رضوان داؤود (نائب رئيس حملة المستقبل)
أ. أبو طالب محمد (ناقد مسرحي)
د. محمد جميل (طبيب)
أ. محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي (مستشار التعاونيات والتنمية)
د. عبد السلام نور الدين (أستاذ جامعي)
د. عبد الله الفكي البشير (باحث)
أ. عائشة الكارب (خبيرة مجتمع مدني وكدافعة عن حقوق المرأة)
أ. شمس الدين ضو البي (مشروع الفكر الديموقراطي)
أ. أحمد سبيل (ناشط)
أ. منتصر إبراهيم الزين (ناشط)
أ. وليد الحسين (ناشط)
أ. أحمد ألياس الأمير (ناشط)
أ. جلال رحمة (ناشط)
أ. محمد عصام الدين الطيب (ناشط)
أ. مروان إسحق يعقول عرجة (ناشط)
أ. عمار نجم الدين (ناشط)
أ. عادل حداثة (ناشط)
أ. آمنة مختار (ناشطة)
أ. حسن عبد الله حسن (ناشط)
أ. سناء أبو القاسم مصطفى (ناشطة)
أ. عبد المنعم محمد الحسن (ناشط)
أ. عوض الكريم محمد خير محمد سعيد (ناشط)
د. محمود تاج الدين (طبيب)
أ. فايز السليك (صحفي وكاتب)
أ. محمد حامد دودي (ناشط)
أ. أتو عامر علي (ناشط)
أ. محمد حسين محمد أحمد (ناشط)
أ. إسماعيل يعقوب (ناشط)
أ. محمد محمود عمر (ناشط)
أ. هاشم عبد المجيد (فيزيائي)
أ. محجوب قمر موسى (ناشط)
أ. عمرو عبد الغني عمر (ناشط)
عمر الفاروق الشيخ
طيفور الأمين
د. صلاح شرف الدين
عبد الغفّار المهدي
عبد المنعم رحمة
كريمان زلفو
عبد المنعم الجاك
د. سناء زكي أبو سمرة
عفيف إسماعيل
د. محمد محمود
يوسف أحمد آدم
عوض محمد الحسن
د. محمد تيراب
د. أحمد التيجاني سيد أحمد
أحمد جمعة حماد
أحمد حسين آدم
د. الخير خلف الله خالد
صفية جعفر صالح عثمان
هشام حسن الخضر
رجاء العباسي
د. ماجدة محمد أحمد علي
محمد شريف أحمد
د. صديق الزيلعي
محمود الحاج يوسف
د. عبد الكريم القوني
عبد القادر أحمد الشيخ
بروفيسير نبيل بشير حامد
صابر أبو سعدية
د. حسن زين العابدين
فتحي نوري محمد عباس
د. صلاح تمساح
محمود بشرى محمد سعيد
د. كمال إدريس
حسين الزبير
فضل موسى
طلحة جبريل
تيسير حسن إدريس
علي محمود حسنين
د. محمد بشير حامد
جعفر عباس
عبد الرحمن محمد القاسم
الهادي هباني
د. عابدين محمد زين العابدين
طارق الجزولي
فتحي الضو
حامد بشرى
محمد خطاب
حسام زين العابدين
مالك الجاك
د. مرتضى الغالي
عبد الرحمن الأمين
صلاح شعيب
ا. عبد الواحد محمد أحمد النور (رئيس حركة/ جيش تحرير السودان)
أ. محمد عبد الرحمن الناير (الناطق الرسمي باسم حركة/ جيش تحرير السودان)
د. عمر القراي (أستاذ جامعي)
باشم. هندس نصرالدين عبد الله (مهندس مدني)
أ. طه عبد الله يس (ضابط إداري)
باشمهندس محمد فريد بيومي (مهندس مدني)
أ. عادل جلال أحمد هاشم (ناشط)
د. محمد محمود (أستاذ جامعي ومدير مركز دراسة الأديان المقارنة ببريطانيا)
بروف. محمد إبراهيم خليل (أستاذ جامعي ورئيس الجمعية التأسيسية في فترة الديموقراطية)
أ. سوسن محمد إبراهيم (ناشطة)
باشمهندس هيثم كمال جلال (ناشط)
د. محمد أحمد محمد يعقوب (خبير استشعار من على البعد)
أمين سيد أحمد حسن
سيف الدين أبارو
أحمد الطاهر(ناشط)
كمال الجزولي (محامي وكاتب)
بروفيسور عبد الله علي ابراهيم (أستاذ جامعي)
د. عصام محجوب الماحي
عمر العمر (صحفي)
منعم الخضر محمود (فنان تشكيلي)
سامية النقر
عثمان محمد الخير (معماري)
د. عبد المنعم قرشاب (طبيب)
أحمد عبد الرحمن سعيد
البله ابراهيم هجونا
د. أمجد فريد الطيب (طبيب)
د. أحمد عثمان سراج (مستشار طب نفسي)
نور الهدى محمد (ناشر)
عز الدين صغيرون (صحفي وكاتب)
خالد يوسف مكاوي (طبيب)
بروفيسور إبراهيم البدوي (باحث رئيسي بمركز التنمية العالمية)
بشرى سليمان سعيد (ناشط)
زهرة التجاني (طبيبة)
د. محمود بشري (استشاري أمراض نفسية)
عبد الفتاح دياب (مهندس)
على خليفة عسكوري (باحث وكاتب)
مجدي اسحق أحمد (طبيب نفساني)
عمر امين التوم (مستشار قانوني)
د. زهرة التجاني (طبيبة)
د. لدن (طبيبة)
الحاج بكّار اسماعيل (مستشار قانوني)
د. غادة فاروق كدودة (أستاذة جامعية)
د. محمد عبد الله شريف (مهندس ومؤسس قناة المقرن التلفزيونية)
د. فاروق عثمان (طبيب وكاتب واديب)
د. محمد عبد الله (أستاذ جامعي وعميد مدرسة العلوم الرياضية بجامعة الخرطوم)
الأستاذ قاسم يوسف أحمد المصطفى (باحث)
الأستاذ عماد الدين آدم بابكر (ناشط)
الأستاذ حسبو إبراهيم (عضو سكرتارية تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل)
الحسن بكري (أستاذ جامعي -روائي)
مصطفى آدم (استاذ جامعي)
محمد المهدي عبد الوهاب (صحفي وكاتب)
نورالدين احمد عبد المنان
أسماء محمد عبدالحفيظ
ميادة نورالدين عبد المنان
معالي نورالدين عبد المنان
د. عمرو محم دعباس (كاتب)
عاطف الزين فارس
طارق محمد نور
عبد المنعم الطيب حسن بشيري
د. عادل فاروق محمد إبراهيم (باحث علمي وأكاديمي)
د. نهى زين العابدين عبدالوهاب (استاذة جامعية)
داليا عباس هداية الله
منذ ديسمبر 2018 قرر الشعب أنه سوف لن يكون هنالك بعد ألأن شيء إسمه إسلاميين أو يسارييين أو أي حزب أخر ، بل سوف يكون هنالك فقط القانون والدستور .
وتسقط تسقط تسقط بس.
إن هذا البيان هو السرقة بعينها لثورة الشباب. إن شعار انتفاضة الجماهير هو إسقاط النظام والتغيير. والتغيير لا يشمل فقط نظام الحم القائم (حكم الأنجاس الاسلاموي النفاقي الكاذب، بل البطيني الشرفان الجائع السارق) فحسب، بل تغيير كل موروثات أنظمة الحم السابقة منذ الاستقلال القائمة على تعاقبات الديمقراطية الحزبية الطائفية والعقائدية اليمينية واليسارية. عليه فإن شعار انتفاضة الشباب هو ضد إعادة التدوير بمعنى رمي كلٍ من مؤسسات الحكم الحزبي والعسكري في مزبلة التاريخ وإلى الأبد. فقد كانت هذه التجارب الزبالة عبارة عن دورة تعاقبية قبيحة بين الحكم الطائفي البغيض والانقلابات العسكرية الدكتاتورية الشمولية الكريهة. وهؤلاء الأساتيذ وجلهم منظمون في أحزاب عقائدية ومذهبية وطائفية ببيانهم هذا إنما يريدون إعادة تدوير النفايات الحزبية الطائفية والاسلاموية المخادعة من جديد بعد اسقاط النظام لأن نظرتهم منصبة فقط على عدوهم الحزبي الكيزاني والكيد له بالانتقام منه لاستئثاره وانفراده بحكمهم كل هذه المدة. وإني على يقين لو أن واحداً من هذه الأحزاب العقائدية الأخرى وواتته ذات الفرصة الانقلابية التي اهتبلها الكيزان لحكمنا حكماً شمولياً أحادياً كما فعل الأنجاس الإسلامويون، لأنها أحزاب لا فرق بينها وبين الأنجاس فعقيتها مثلها لا تؤمن بالديمقراطية حتى داخل كياناتها. بل إن جميعها على الأقل قد حاولت في السابق أسلوب الانقلاب العسكري. بل إن جل الانقلابات العسكرية كانت بإيعاز واشتراك فعلي من أحد هذه الأحزاب العقائدية التقليدية. وكانت جميع مبرراتها أن الطائفية الحاكمة المنفردة أو المؤتلفة هي السبب. فهي عندما تكون منفردة بأغلبيتها المكانيكية لاتراعي خقوق الأقلية مهما كانت معقولة وضرورية لأنها تحكم منسوبيها عن طريق الاشارة وليس العقل والمنطق مما يوفر مبررات كافية للأقلية للجوء إلى عضويتها في الجيش. وهي عندما تكون مؤتلفة اضطراراً يكون الكيد بينها أشد حيث يسعى أحد المؤتلفين لا فرق بين كونه أكبر عدداً أو أقل من الآخر في البرلمان الراهن وقتها، وهذا ما حدث عند تسليم الحكم للجيش في أول انقلاب عسكري بعد الاستقلال لمنع إحتمال فوز المؤتلف الآخر بالأغلبية في البرلمان التالي أو قطع الطريق عليه في اتخاذ قرارات معينة ينوي تنفيذها إن هو انفرد بالحكم.
إن هؤلاء الأساتيذ يا شبابنا هم الحرامية المتخفون الفاشلون الذين لم يمنعوا سرقة كافة الانتفاضات السابقة بل سرقوا ثورات بحالها مثل ثورة أتوبر 1964م ضد حكم الجيش بقيادة الفريق عبود والذي تسلم الحكم من حزب الأغلبية الطائفي الائتلافي الحاكم آنذاك، وانتفاضة ابريل 1985م القريبة ضد حكومة انقلاب مايو 1969م برئاسة النميري وكان وراءه الأحزاب اليسارية التي لم تجد لها موطئ قدم من الأحزاب الطائفية الحاكمة بأغلبيها الدائمة تقريباً.
عجيب أمر هؤلاء الموقعين وفيهم حزبيون مخضرمون ويعلمون كل ما تقدم سرده وأكثر وكيف أنهم بذات هذه الشعارات الجوفاء قد تسببوا في تسليم الحكم من قبل بعد أكتوبر 1964 وأبريل 1985إلى الطائفية التي بدورها أسلمتهم إلى الحكم العسكري الشمولي ولم يحصدوا لا حرية ولا مساواة ولا شيء. والآن ببيانهم هذا يريدوننا تكرار تجاربهم الفاشلة ويعودون بنا للدائرة العقيمة التي لا يريدوننا بغبائهم أن نخرج منها أبداً. إنهم يا شباب يعلمون كل ما قلت ولكنهم ربما ما زالوا يحلمون بالفوز على الأحزاب الطائفية في الانتخابات مجرد أحلام الحمقى وهم يعلمون كما يعلم النظام القائم بحتمية اكتساح الطائفية لأي انتخابات نزيهة ولكن لمجرد أمل الفوز بها ولو كان باحتمال واحد بالمائة ومن ثم استلام الحكم وتحويله حكماً شمولياً لمدى الحياة كما فعل الانجاس الانقلابيون. إذا كان هذا حلمهم فنقول لهم هذا عشم إبليس في الجنة، ففضوها سيرة الديمقراطية الحزبية التي أقعدت السودان بل جرته للوراء منذ الاستقلال وحكمنا كل من هب ودب من طائفيٍ مشعوذ أو عسكري جاهل أو أخواني نجس لئيم، وعاش هؤلاء الأساتيذ المتسيسون على فتات ذاك المشعوذ أو العسكري البليد أو هذا النجس اللئيم، هذا إِن قرَّبهم إليه وإلا طين عيشتهم واضطرهم إلى أضيق الطريق أي المنافي القسرية منها والاختيارية.
فهيا يا شباب اكملوا ثورتكم ولا تحيدوا أبداً عن شعاركم المرفوع الحرية والتغيير واعتبروا كل من يحدثكم عن الديمقراطية حتى ولو من غير وصف حزبيه فهو حرامي يريد سرقة أهداف ثورتكم، فكلمة الحرية تفي بالغرض وتعني كل شيء ايجابي من مساواة واحترام كرامة الانسان وحقوقه.
طبعاً هذا ليس اتفاقاً أو اختلافاً مع الكودة وانما هو فقط وضع للنقاط فوق الحروف حتى يتبين الكل موضعه وموقفه في الانتفاضة و مما يدعو له هذا البيان المستفز حقاً ليس للكودة وحده بل لشباب الانتفاضة لأنه محاولة بليدة لسرقة انتفاضتهم تحت غطاء النصح لهم بالاحتراز ضد سرقة ثورتهم. إنه ذات أسلوب الأنجاس أن ترفع شعاراً وتذهب عكسه أو تقطع وعداً وأنت تنوي فعل عكسه تماماً.
الجماعة ديل ما قالو ليك نحن نحكم السودان دي بس مجرد ارشادات قالوا بهذا الكيفية عشان الشباب يعملوا الف حسابهم و ما يسرقو متهم الثورة ودا مجرد بيان اتت واحد من اثنين ايا فهمك ضحل ايا زعلان عشان اسمك ما موجود فيي هذه القايمة الطويييييييلة
تم ثانيا دا ما زمن الخلافات ودي مجرد بيانات شباب الثورة غير ملزمون بها . الوقت الان للعمل لاسقاط التظام لا للتفسير البيانات وزراعة الشكوك والفرقة بين الشعب
لزوم البيان دا شنو؟ مش عاوزين أي بيانات من أي جهة غير تجمع المهنيين الذي ابتدر هذه الانتفاضة بشعاراته التي عبر عنها وفهمها الجميع بما فيهم كل أحزاب المعارضة المسلحة و السلمية الناعمة والمتوالية. ولم تعد هناك جهة أخرى يمكن أن تفكر في سرقة الانتفاضة غيرها بما فيها حزب النظام البطني. ومناداة البيان بالديمقراطية الحزبية هو افتئات على تجمع المهنيين، فمن قال إنهم ينادون بهذا حتى يسرق منهم. بالظبط كما قال الكودة إن هذه الفرية المدسوسة في آخر البيان وكأنها خلاصة لنصائحهم الكاذبة في البيان لا علاقة لها البتة بموضوع النصح وهو التحذير من السرقة. فكيف تحذر من السرقة وفي ذات الوقت تقوم بالسرقة؟ من قال لكم إن التجمع يسعى أو ينادي بالديمقراطية الحزبية حتى تنصحونه بالحذر من سرقتها منه؟ عاوزين التجمع يجيب ليكم الديمقراطية الحزبية باردة كدا حتى من غير هبوط ناعم أو توال مخزي وأنتم إلى اليوم لا تستطيعون الخروج إلى الشارع إلا باسم التجمع؟ لماذا لا تخرجون براياتكم الحزبية؟ كدت اسألوا التجمع أولا هل يسمح لكم بالخروج تحت راياتكم الحزبية الخاصة؟ واذا أنتم تستطيعون ذلك فما الذي ومن يمنعكم؟ اخرجوا بهذه الرايات أو اطووها إلى الأبد ولا تحدثونا عن ديمقراطية حزبية لا تأتى إلا بالطائفية ولا حظ لكم فيها. الغريب حتى الحركات المسلحة أراها قد وقعت على هذا البيان المفخخ بالطائفية وهم ينادون بالدولة العلمانية والمساواة فأين ذلك في حكم الطائفية التي تحكم بمزاج الزعيم بالاشارة والأغلبية الميكانيكية؟
أما أنا فلا يمكن أن يرد توقيعي في بيان كهذا وأنا كافر بديمقراطية ويست منستر في السودان الطائفي وقد أبنت هذا في كافة تعليقاتي المنشورة في هذه الراكوبة منذ زمن حتى قبل اندلاع ثورة الشباب المجيدة فعلام أغير ياهذا؟ هل أنا مغفل لا أعتبر بالتجارب؟ أم تراني أتعلق ولو ببصيص أمل اغتنمها لأمارس دكتاتوريتي العقائدية كأي حزب سوداني؟ أنا يا سيدي أنادي بديمقراطية فردانية وهي تعني مساواة السودانيين في المواطنة وكافة الحقوق والواجبات المترتبة على ذلك وكل مواطن فرد يمثل نفسه في مجموع الآخرين لا يلتزم إلا بما يقتنع به ولكن لا يعني هذا عدم التزامه بحكم الأغلبية الصحيحة ، فالأغلبية عندي هي مجموع قناعات فردية يتم التوصل إليها بطريقة ديمقراطية مباشرةً وليست قطيعا يساق بإرادة فرد أو زعيم طائفة.
إلي الكودة أولاً و إلي المعلق تحت إسم الكيك ثانياً
لا يوجد ما يعيب في إصدار بيان تحزيري من مجموعة أشخاص لم يقدموا نفسهم كتنظيم أو كأوصياء بل قدموا نفسهم كأفراد لهم رؤية محددة لحماية الثورة !!
إنني أأومن بأن كل من قام بتنبيهي الي خطراً في طريقي هو بالضرورة صديق و رجل أمين .
هدف البيان هو التنبيه إلي خطر سرقة الثورة . و متي كان التنبيه إلي خطر محدق هو إلغاء لعقل الآخرين ؟
و هدف كتابتكم هو القدح في وطنية موقعي البيان !فمتي كان إتهام الآخرين بدون دليل من الوطنية في شيئ ؟
نحن لا نحارب كل من تقدم بنصحنا و لكن نثمن بين الغث و الثمين
فراجعا أنفسكما و تقبلا الآخرين لإنقاذ الوطن فالإقصاء هو الذي أوصلنا إلي ما نحن فيه و توحدنا هو الذي أشعل ثورة ديسمبر
المجد و الخلود لشهدائنا
أنا عن نفسي لا أقبل بالحزبية مطلقاً، ولا يعني ذلك مطلقاً أنني لا أقبل بالآخر الفرد المواطن مثلي، فحقه مثل حقي إلا أنه ليس لي ولا لأي مواطن رفض حق أخيه المواطن الآخر في ممارسته أو في مجرد التعبير عنه. فالرفض هنا هو الرفض لمحتوى الأفكار وليس رفضا لحق التعبير عنها. ووسيلة الاختلاف في الأفكار هو المقارعة بالحجة لتأتي القناعة من الأغلبية كجماع قناعات فردية وليس كتحيزات تنظيمية حزبية مسبقة قطيعية ميكانيكية لا تحترم العقل ولا تلتزم المنطق. فنحن يا سيدي نقدس حق الفرد ونطالبه بالتعبير عنه وابدائه مهما كان محتواه فحق التعبير حق أساسي في حقوق الإنسان وفي الحريات الأساسية وعلى أساسه يتشكل الرأي الغالب وتؤخذ الأغلبية في كل شأن. ففرض الأمور بغير بخلاف هذا السلوك سواء كان في النقابة أو الحزب ليس من الديمقراطية في شئ وهو الغالب داخل جل الأحزاب التقليدية باستثناء حزب واحد حديث هو المؤتمر السوداني الذي ضرب مثلاً عمليا في تطبيق الديمقراطية على مستوى الأفراد ومن ثم فهو الحزب الوحيد الذي يعمل في العلن وفي الشارع العام ولا يخشى شيئاً. فعل هذا قبل تفجر ثورة الشباب ولعله هو الذي ألهم هذه الثورة بفضل حرية الرأي والتعبير عنها من قبل أفراده داخل حزبهم وهو بالتالي حزب مفتوح لكل من أراد أن يعمل ويساهم وبكل شجاعة. كل هذا بفصب كونه حزبا ليس طائفيا ولا عقائديا ولا ينظر إلى الأمور العام التي تمس حياة الفرد والمجتمع والدولة بمنظار حزبي ضيق وبلون معد سلفا. إنه في الحقيقة ليس حزبا بالشكل التقليدي بل هو مؤسسة مجتمع مدنية تتفاعل مع الأمور والأحداث المجردة بتجرد غايته مصلحة المجتمع وأفراده وليس لزعامات حزبية وأفراده ليسوا أتباعا لزعيم منهم يدينون له بالولاء الشخصي وياتمرون بما يأمر. وعليه، فإن كان في مقدور أحزابنا التقليدية أن تتحول إلى هذا النهج فلا مانع ولكن رغم إمكانية تحويلها إلى ذلك بالقانون إلا أنه لا ضمانة على مصداقية مثل هذا التحول وهي ما زالت بهيكلياتها وزعاماتها القديمة فالاجدر حظرها في أول أمر هذا التحول والتغيير الذي يقوده تجمع المهنيين الشباب لحين إرساء وترسيخ قيمة حرية الرأي وحق الفرد المواطن ومصلحة المجتمع والدولة كمجموعة أفراد متساويين في المواطنة وحقوق وواجبات المواطنة المتساوية وتسيير وإدارة مؤسسات الدولة بهذه الروح لكي تتشكل أحزاب المستقبل وفقها إن وجد الداعي لذلك مستقبلا وتستطيع أن تعمل وفق نموذج ويست منيستر عندما يعي كل مواطن حق أخيه المواطن ويحترمه ويعرف حقوق الإنسان عموماً وكرامته في كل مكان ويصير المجتمع كله نصيرا للحريات والحقوق السياسية في العالم شأنه شان كل العالم المتحضر. أما الآن فمن يبشر بهذا فهو إما كاذب أو متربص لسرقة ثمرات هذه الانتفاضة بركوب موجتها لتدوير نفايات لا تستفيد منها إلا الطائفية وسوف يندم كافة الثوريين الموقعين على هذا البيان أما العقائديين اليساريين واليمينيين فقد نجد لهم العذر مع علمهم الاكيد بعودة هيمنة الطائفية وهي الوسيلة الأوهن لاتخاذها مطية للانقلاب العسكري كما تنبئنا التجارب السابقة.
هذا البيان لا يخدم غرضاً من أغراض الثورة فحسب، بل إنه تهافت فطير لإجراء عملية جراحية قبل تشخيص المرض. إننا إن لم نعِ أخطاءنا في الماضي، فلا يجب أن نتطوّع بالتقدم للأمام لإصلاحها.
إن المرض الذي جعلنا نفقد ديمقراطيتنا ووحدتنا وحتى هويتنا، هو الشوفانية التي رعرعناها فوق جهلٍ فلسفي وسياسي متذرعين بالقليل الذي ورثناه من تخطيط سياسي أغلبه إما من انحصاريتنا تحت الاستعمار، أو في حريتنا تحت الطائفية والجهل المعلوماتي. إن العالم حولنا قد خطا مراحل طويلة إما تقدماً في الطريق القويم في عالم الحرية والحقوق، أو تدهور إلى الخلف في أسر المعتقدات القديمة وغياب الوعي الرشيد كعضو في المجتمع الدولي والحضارة الإنسانية.
لقد نادينا في كل كتاباتنا إلى توجيه التركيز
أولاً: على تعريف هوية وبناء أمتنا التي أجهضت نشأتها منذ الإستقلال، توجيه التركيز لبناء لبناتها على أساسٍ متين لتعريف هويتنا وما يجمعنا مما نتفق عليه وما نرفضه من موروث أو مغروسٍ مريض، والبحث في ذلك يجب أن نجمّعه من الثوابت التي بنى بها أجدادنا هذا الوطن والتي أثبتت قبولها والاعتراف بها عالمياً على أنها جزء أصيل مما يعرف به السودان
ثانياً: إلى السعي إلى والقبول باختيار مجلس عالي من الأفراد الذين يحملون كفاءات مشهود بها في: 1- أفراد ممن خدموا طويلاً في البناء والتوجيه مما أكسبهم احترام وتقدير وطني، وصفحات ناصعة من الأمانة والحكمة 2- سجل بصمات قومية في النضال من اجل السودان وحريته وحمايته من الفتنة 2. قدراً محترماً من العلم والمعرفة 4- أن يكون الاختيار يمثل كل كيانات الوحدة العرقية والدينية والجغرافية.
ويقوم هذا المجلس بالتأمين على دستور 1957 والتأمين على احتوائه على كل بنود تعريف الهوية السودانية ومفاصل وحدتها
يقوم مجلس قضائي محايد للإشراف على مرحلة ترميم الدولة الجديدة
تقوم مجالس مهنية محايدة في القانون والاقتصاد والاجتماع بتقديم حصر لكل أطراف عصب الدولة الحديثة لتقديم منظوراتها للمجلس العالي
يتكون مجلس سياسي من الكيانات السياسية ومن التكنوقراط وبرئاسة مناضل مشهود له بالحياد
أول دور لتلك المنظومة هو تأمين الحكم الانتقالي الرشيد في نطاق الدستور المؤقت
ثانياً تحديد موقف السودان في دعم النظام العالمي وعدم الانحياز، وترشيد العلاقات الدولية بعيداً من المحاور والعداءات السياسية
وضع تعريف علمي ناضج للحزبية ورفض الانقسامات غير المبنية على توجه مستقل من غيره
الرجوع إلى تصحيح المسار من قِبل ردود الفعل العالمية للمجتمع الدولي وليس للمحاور الدولية، مما سيساعد في القبول بالحركة الثورية التي قامت وتقديم العون غير المشروط لها وتسهيل القروض أو العطاءات المالية لدعمها
القيام بتكوين جمعية تأسيسية ثم إجراء الانتخابات
هذا هو التحرك المحايد والعقلاني لجمع الشتات من دون هيمنة أو تشكيك في النوايا.
إنما نبه به الكودة والكيك أمرٌ هام لعدم الاستسلام إلى حمار النوم الأرعن الذي يضع قيود الأسر في كل مفاصل الحركة الوطنية بسبب الهوس الحزبي الضيق.
تذكروا أننا قلنا مراراً وتكراراً أن مرحلة تأمين هوية ووحدة السودان هي أهم وأدق عملية جراحية لأمتنا، ليس فقط بسبب الإنقاذ الأولى والإنقاذ الثانية، وإنما أيضاً بسبب رضوخ السودانيين لحمار النوم الذي جعلهم يشيرون بأصبعهم لبعضهم بعضاً بعدم سودانيتهم أو بإلحادهم أو بالتفسير الخاطئ لدينهم ولهويتهم