مقالات وآراء سياسية

الفلول تحت مظلة الانقلاب ..!

مرتضى الغالي

 

الذي يحكم البلاد الآن تحت ضباب الانقلاب هم اخونجية الإنقاذ وأمنجية المؤتمر الوطني الذين قضت الثورة ودستورها بمحاكمتهم وإبعادهم من المناصب العامة والفترة الانتقالية .. فما هي الأجندة اليوم ومنذ تنفيذ الانقلاب غير قتل المتظاهرين السلميين والاعتقالات اليومية التي تجري في صفوف الثوار ومحاربي الفساد والتمكين وتدبيج البلاغات المفبركة بحقهم وإطلاق حملات التشهير .. فمن يدير النيابات ويحرّك الاعتقالات سوى فلول الإنقاذ ..؟! وهل من جدوى للسؤال عن ديوان النائب العام وجهاز القضاء في أتون هذه الفوضى العارمة التي جعلت القانون رهناً بأيدي الفلول الذين قاموا بإلغاء كل القرارات والأحكام على المفسدين الذين استولوا على اموال الدولة ومواردها وأراضيها وعقاراتها ..؟! هذه الفترة من ليالي الانقلاب السوداء عنوانها (إعادة الاعتبار للفساد) وحماية المفسدين وإعادة الأموال والعقارات والاراضي والمنقولات إلى حيازتهم الذين نهبوها مرة أخرى .. وإرجاع كل الذين فصلتهم عدالة الثورة إلى الوظائف التي كانوا يحتلونها بغير استحقاق .. وإبطال كل ما فعلته الثورة وفق مقررات الوثيقة الدستورية وإعادة  لصوص الإنقاذ للسيطرة مجدداً على دنيا المال والأعمال تحت حماية صريحة للحرامية الذين ثار عليهم الشعب ..!! .

لقد شطب فلول الإنقاذ جميع الإجراءات العدلية التي طالت الفاسدين والتمكين يبن الذين زرعتهم الإنقاذ في مفاصل الدولة عن طريق تسييس الخدمة المدنية وإفسادها .. والفلول يعملون الآن بأيدي مطلقة تحت مظلة الانقلاب لإعادة منسوبيهم للتغلغل في جسم الدولة ومواقع القرار في الدواوين العامة ومؤسسات التعليم والخارجية والأجهزة النظامية والعدلية .. وفي كل يوم يتم إلغاء ما قضت به الوثيقة الدستورية ونقض ما أبرمته لجنة تفكيك الإنقاذ واسترداد المال العام .. ولا عمل للفول الآن سوى الانتقام من الثوار ولجان المقاومة ومن الهيئات التي أنشأتها الثورة ..!!.. ومنذ ساعات الانقلاب الأولى اتجه الفلول للتشفي من جميع الذين تصدوا للفساد وسرقة الموارد العامة واستباحة الدولة .. وهم الذين يقومون الآن باعتقال كل من تصدوا للفساد وعملوا على استرداد أموال الدول وأملاكها .. فهل هناك ما هو أوضح من هذا النشاط المحموم في ملاحقة كل ما تمثله الثورة وابناؤها الذين الذين تصدوا بالحق لتجاوزات المكوّن العسكري في مجلس السيادة السابق متمسكين بالوثيقة الدستورية التي رسمت الخطوط والصلاحيات .. ووقفوا بصرامة أمام التجاوزات التي قام بها مكوّن البرهان وحميدتي خصماً على صلاحيات المكوّن المدني .. فهؤلاء هم من يلاحقهم الفلول بالاعتقالات والبلاغات في مهزلة بلغت نهاية الشوط وجعلت اللصوص يحاكمون من أوكلت لهم الثورة ملاحقة اللصوص ..!! .

هذه الثورة التي تغلغلت في وجدان السودانيين في جميع أرجاء الوطن جاءت لتبقى .. وستظل جذوتها لاهبة وشعلتها مضيئة مهما تطاولت ليالي الغدر وامتدت حبال الكذب .. وأبناء وبنات الوطن هم الذين سيرسمون مسارها ويكتبون تاريخها .. وليست الموساد ولا الانقلابات .. ولا أولئك الذين وضعوا أنفسهم في مجلس الانقلاب غير السيادي وحكومته العرجاء .. وسيرتد غدر الفلول إلى صدورهم طال الزمن أم تقاصر .. فلا يمكن تعديل مسار البلاد نحو السلام والتنمية والديمقراطية والحياة المدنية والحرية والعدالة عن طريق الانقلابات واستيراد الرصاص ومقذوفات الغاز الحارق والأبخرة السامة .. ؟!!  قال كوميديان أمريكي إن بلاده تنفق على التسليح أضعاف ما تنفق على التعليم لذلك لديها قنابل ذكية و(أولاد أغبياء)..!! .

[email protected]

‫6 تعليقات

  1. يا استاذ مرتضي المرة الجاية مافي حاجة اسمها عفي الله عما سلف بل الضرب بالجزمة للفلول وتابعيهم، وهذا كله من بسبب ضعف قحت وتهاونها بل خيانتها للثورة. خلي الفلول الخارج البلد كلهم يأتوا لنجدة البرهان اذا كانوا يستطيعون، وهذه فرصتنا لاصطيادهم جميعا بقفل الباب عليهم. الثورة منتصرة ولو كره الخائنون. الله يبارك فيكم وامثالكم من الكتاب الشرفاء الذين انحازوا للشعب وليس اولئك العفن الذين انحازوا للانقلابيين.

  2. كتبت هذه المشاركات قبل فترة طويلة وما تزال ذات صلة : ‏
    أقسم باللات ، العزة ، هبل والقرانين العلى أنك أستاذ فتحي الضو ورصفائك من ‏حملة مشاعل الاستنارة والحداثة والعلمانية ، أنبياؤنا الذين لا نعرف أنبياء غيركم ‏فأنتم محط الأمل الذي نعيشه في غد مشرق بعد قرون من الانكفاء، الظلام والخيبة ‏والتخلف ، شكرا أستاذ/ فتحي الضو ، ولدي شعور أن تعثر ثورة ديسمبر ربما يخبي ‏خيرا عميما وأن ثورة شعبنا المقبلة سوف تكون كما يجب ولن تكون بأي حال سلمية ‏بلا أنياب وأظافر وسوف نسير على خطى روبسبير ورفاقة في ثورتهم الفرنسية ‏الخالدة. ‏

    ولا يعقل أن تكون كل هذه المشاكل الفنية التي تعاني منها جميع المرافق ‏الخدمية وليدة الصدفة بينما الجميع يعلم أن هناك أيدي فاسدة لئيمة تعمل في ‏الخفاء على إفشال الحكومة وأن كانت في الواقع حكومة نصف مدنية وفي ‏صراع من داخلها مع “اللجنة الأمنية” لنظام المرتشي الفاسد الرئيس ‏المخلوع .. أكرر لا يمكن أن تكون كل هذه الأعطال الفنية طبيعية وعلينا ‏أن نتوقف عن ترديد سلمية سلمية ونقوم بمحاكمات عاجلة وإعدام الفاسدين. ‏

    هل رأيت كيف وماذا يأكلون ويشربون ؟ كيف يصارعون كي يعيشوا ..‏‎!!‎‏ أمي وأمك ‏، أختي وأختك ، ولصوص الإنقاذ الإخوان مسلمين بأسم الدين يتلاعبون بنا حتى لا ‏نعترض على أفعالهم الدنيئة الوضيعة وهم يسرقون بالمليارات ، يتسوقون ويتعالجون ‏في الخارج ويرسلون أطفالهم لأكبر المدارس والجامعات في العالم بينما أطفالنا ‏ليس لهم غير ظل شجرة يابسة تعاني هي الأخرى من العطش ـ فأي دين هذا الذي ‏كانوا يبشرون ؟ أي دين كانت تبشر به منظمة الدعوة الإسلامية ؟ أي مشروع ‏إسلامي ذاك الذي كانت تدعية الطقمة الفاسدة وأهلنا يموتون عطشا يشربون ‏وحيواناتهم من ذات بركة الخريف الآسنة .. ومازالوا يركضون خلفنا بفسادهم ‏شرهين، يحيكون الدسائس والمؤامرات يقتلون ويقتالون بلا رادع أو ضمير بعد أن ‏نجحوا في كبح إندفاع ثورة شبابنا بأن جعلوا من عصابات الجنجويد ولجنة البشير ‏الأمنية شربكاء فكان الفشل ولحين ثورة وحراك آخر لا مكان فيه لشعار سلمية‎ ‎‏ ‏سلمية. ‏

  3. يا محمد معروف اهو امثالك البخلونا نقول الكيزان احسن منكم.. بس ارجو الا تكون دجاجة من دجاجات الفتنة.

  4. السبب الأساسي في كل البلاوي دي قحت التي تهاونت لم تستطيع كنس هؤلاء المجرمين من مفاصل الدولة وتجريدهم من الأموال الطائلة التي يستغلونها الآن لتدعيم نظام العسكر والجنجويد ، يجب على الشعب السوداني محاسبة قحت المنبطحة التي أدت لإجهاض ثورة الشباب والشهداء !!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..