مواكب (كسر القيد).. حرية المعتقلين على جدار الثورة السودانية
مواكب بالعاصمة الأمريكي واشنطون تدعم (ترس) الشمال

* اطلاق سراح ستة وثلاثين معتقل من المتظاهرين من سجن سوبا بالخرطوم
* الجزيرة تعلن عن موكب (٢٢) فبراير وتتريس شامل للمدينة
* دهس طفل بـ(شاحنة) في بُري واستشهادة فوراً
* استخدام صارخ للغاز ببورتسودان أسفر عن أصابة أكثر من (٩) ثوار
الجريدة: مروة الأمين
مئات المعتقلين من لجان المقاومة استهدفتهم الآلة القمعية، ظلت تستقبلهم سجون ولاية الخرطوم، في أطار خُطة واسعة لإفراغ الشوارع من ثورتها – حسب مراقبون- اعتقالات بالجملة شهدتها ولاية الخرطوم وولايات أخرى الأيام الماضية، بالرغم من أنها هدفت لكسر شوكة المقاومة، إلا أن بيانات لجان المقاومة ظلت حاضرة، وجدول المواكب مستمر، لم تك الخرطوم وحدها من وقعت في دفتر حضور مواكب (كسر القيد) لتخرج في ذات التوقيت كل من سنار، سنجة، نيالا، الضعين وولاية النيل ومدينتي كوستي والدويم والأبيض وولاية الجزيرة.. مواكب (كسر القيد) بالرغم من أنها لم تستهدف (شارع القصر) في مواكبها عبر خط سير واضح، إلا أنها وضعت رسالة في بريد الأجهزة الأمنية، مفادها أن العبور نحو الدولة المدنية لن يمر عبر القمع والارهاب.. تُرى هل يستجيب العسكر..؟ أم تفتح السجون أبوابها لاستقبال المزيد من المُعتقلين..؟
قمع المتظاهرين
تحت شعار كسر القيد لدعم المعتقلين خرج الثوار في مليونية الواحد والعشرين من فبراير رافضين للاعتقالات التعسفية والقتل، متجهين الى جدارية الشهداء في ميدان التحرير، توجه ثوار بحري من جميع الأحياء الى نقطة تجمع المؤسسة ومن ثم الى الجدارية، لحق بهم ثوار أمدرمان في سيول بشرية هائلة رغم القمع والعنف الموجه من قبل الأجهزة الأمنية، حيث واجه ثوار أمدرمان قمع مفرط في صينية الأزهري أولاً، وفي كبري شمبات ثانياً، ونجحوا في كسر الطوق الأمني وعبور كبري شمبات، واستقبلتهم مواكب بحري في مقدمة الكبري حتى وصلوا الى ميدان التحرير، ووجهت لجان المقاومة خطاب قوي من أمام ميدان التحرير الى خبير حقوق الأنسان للسودان أداما دايانغ، وسجل عدد من أصحاب الهمم مشاركتهم في الموكب، كما خرجت مواكب الخرطوم شرق الى القصر من باشدار والقرشي، و واجهت المواكب قمع وحشي من القوات المشتركة عند وصولها الى شروني. وفي بري واجهت الأجهزة القمعية عنفها الصارخ في وجه المتظاهرين العُزل شاهرة الأسلحة في وجوههم وأطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الصوت لفض جموع المحتجين، كما تم دهس طفل في بُري مما أدى الى استشهاده فوراً.
الولايات الشرقية
ببسالتها المعتادة شهرت بورتسودان صوتها الرافض للعنف والقتل والإعتقال، وشاركت في مواكب الواحد والعشرين من فبراير المُتجهة لأمانة الحكومة، وواجهت العنف المعتاد من الجهات الأمنية، واستخدام صارخ للغاز المسيل للدموع أسفر عن أصابة أكثر من (٩) اصابات، إثنان منهما في الرأس، كما تعدت القوات على الثوار والثائرات بالقرب من كلية الهندسية بالغاز المسيل للدموع، كما تم إعتقال عدد من الثائرات من الكلية وتمت إصابة واحدة، وواجه عدد أكبر من الثوار للضرب والاعتقال، كما شهد مستشفى الحوادث والطوارئ تواجد كثيف للأجهزة الاستخباراتية والأمنية.
في ولاية كسلا قامت الغرفة المشتركة لمناهضة إنقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر بإعلان مسارات المليونية الى قيادة الجيش بكسلا تنديداً بالقمع والأعتقالات والقتل، وشهدت المليونية مشاركة ضحمة من جميع فئات المُجتمع.
مواكب واشنطن
وقع السودانيون في العاصمة الأمريكية واشنطن على دفتر الحضور الثوري، مطالبين في مواكب الـ٢١ من فبراير، داعمين لترس الشمال محتجين على تهريب خيرات البلاد، كما طالبوا بالحكم المدني الديمقراطي ونددوا بالانتهاكات، العنف، الاعتقالات، والقتل المُمارس في وجه المتظاهرين العُزل في جميع أنحاء السودان.
ولاية الجزيرة
تظاهرت عدة محليات من ولاية الجزيرة منها محلية ود مدني التي دعت لمليونية الواحد والعشرين من فبراير عن طريق فعالية سلمية تتوجة الى مؤسسات الدولة التي يقطن بها الأنقلابيين، وبدأت مدني بالتتريس عقب موكبها مباشرة وأعلنت لجان مقاومة مدني في صفحتها الرسمية عن مليونية في يوم غد تحت شعار “الأمانة جوة”، وحاولت القوات الأمنية لتفادي التتريس التام بتنفيذ حملات اعتقال مسعورة في شوارع مدني، وكما تظاهرت محليتي الحصاصيا ورفاعة من ولاية الجزيرة وقرية الجبلية. كما خرجت سنار، سنجة، نيالا، الضعين وولاية النيل ومدينتي كوستي والدويم والأبيض. سيّر متظاهرون بودمدني أمس مواكب (الرهيفة تنقد) عبروا من خلالها عن رفضهم لأي انقلاب عسكري، والمطالبة بالقصاص لدماء الشهداء، ومنعت القوات النظامية المتظاهرين السلميين من دخول شارع النيل الذي سيطرت عليه القوات النظامية بكثافة، قبيل انطلاقة التظاهرة من أمام صيدلية الخير مرورا بشارع المستشفى، ثم شارع الدكاترة الى ميدان بانت ثم قبة ودمدني السني قبل منعها من تجاوز السياج المحكم من القوات النظامية بشارع النيل بودمدني.
واعلنت لجان مقاومة مدنى في بيان لها صادر امس تحصلت الجريدة على نسخة منه، عن تتريس كامل لمدينة ودمدني بسبب رفض القوات النظامية لدخول المتظاهرين شارع النيل، وجاء في البيان: تمت الدعوة لمليونية ٢١ فبراير مع تحديد مسار وشكل الفعالية السلمية التي تتوقف أمام مؤسسات الدولة التي يسكنها الانقلابيون للتنديد السلمي كما فعلت بقايا الفلول بالأمس والتي اقامت فعالية تحت حراسة القوات الأمنية، ولكن رفضت نفس القوة الأمنية بقيادة الوالي اسماعيل العاقب هذا التحضر الثوري الذي لا يشبه أفعالهم، علية سيكون لنا رد وحاسم يبدأ اليوم (ترس) مدني الان وغدا بمليونية ٢٢ فبراير تحت شعار (الامانة جوة) ولنعلم الانقلابيَّين معني العمل السلمي، والدعوة للمحليات والفرقان والقرى بقطع الطرق الرئيس.
أطلاق سراح المعتقلين
شهد اليوم اطلاق سراح العشرات من الثوار، وفي بيان لها عبر صفحتها بالفيسبوك كشفت لجنة محامو الطؤارى عن اطلاق سراح ستة وثلاثين معتقل من المتظاهرين من سجن سوبا بالخرطوم، وتوزيعهم على عُدة اقسام في الخرطوم والخرطوم بحري وامدرمان، وتقييد بلاغات جنائية بخصوصهم ثم إطلاق سراحهم بعد الضمان، ووصفته اللجنة بالحركة التمويهية والتي يقصد بها تغبيش الحقائق وتضليل المبعوث الاممي بغية أنه لايوجد اي معتقل في زنازين النظام، وأضافت اللجنة ان هذه المحاولة لا تمت للصحة بمكان فعدد المعتقلين من المتظاهرين يتجاوز حدود الـ(٢٠٠) معتقل وإن الذين تم إطلاق سراحهم أقل من أربعين.. والتقت اللجنة المبعوث الخاص لحقوق الانسان بالسودان.
الجريدة