
عنوان صادم لمن أراد أن يستمر في عملية الإسقاط التي تريح العقل (من التفكير العميق في المشكلة) وتغلف المشكلة بغلاف (مقبول نفسياً) حتى تأتي نعمة (النسيان)، والتي قد تأتي للأسف بعد خراب سوبا . الموضوع كله صادم وليس العنوان فقط . قبل سنة في 21 فبراير 2021 كتبت (بوست) صغير في الفيسبوك كالآتي (الذين ينادون بقفل المعابر مع مصر ، من هم؟ مصر ليست عدوٌ لنا ولم تضربنا على إيدنا عشان تاخد بضائعنا . لو فيكم عمار غيروا الوضع كله . المهربين سودانيين. أفهموها) . كان الناس وقتها بعد أن أحسوا باستفحال عمليات التهريب لمصر بدأوا ينادون بقفل المعابر مع مصر متعللين بأن مصر (تسرق خيرات السودان). كتبت ذلك البوست عندما قرأت خبراً بأن أدوية السرطان والأدوية المنقذة للحياة أصبحت سلعة يهربها السودانيون الذين يسافرون لمصر (كتحويل للعملة) وكتجارة أيضاً. وقتها رأيت أن الوضع لم يعد محتملاً عندما يطال التهريب الأدوية المدعومة المنقذة للحياة وأدوية السرطان وعلاجات المناعة لما بعد عمليات نقل الأعضاء . من يهرب هذه الأدوية سودانيون كاملي الأهلية والنسب وليسوا مصريين ، وعبر معابر رسمية بها جمارك سودانية وتفتيش وسين وجيم .
على مر التاريخ كان المصريون يشترون البضائع التي (يهربها) المسافرون السودانيون لمصر واشتهر في مصر اللب السوداني والفول السوداني (السوداني كما يطلق عليه في مصر والكركدي والعرديب ثم تم تهريب الدوم وكان ذلك على أيام الطلاب (الغلابة) الذين يدرسون في مصر ووقتها أشتهر السودان لدى المصريين بالشاي والأسبرين والبانادول والأندروس وأمواس الحلاقة. وانتهت هذه الشهرة بعد أن أدخل السادات سياسة الانفتاح منتصف السبعينات فلم تعد لمصر حاجة في مثل هذه التفاتيف . لكن عندما دخلنا الثلاثينية السوداء وتوسعت الذمم حتى تدلدلت للركب أصبح التهريب (رسمياً) وله عصابات من المسئولين وطال ثروة البلاد القومية مثل الذهب واللحوم الحية والتي كانت في الماضي تصدر عن طريق القنوات الرسمية وبالرغم من ذلك كانت أسعارها تنافسية جداً في مصر . واستمر تهريب وليس تصدير الجمال كما كان في الماضي . لن أتطرق إلى ما نستورده من مصر عن طريق التهريب أيضاً ولكنه أقل بكثير ولا يكاد يذكر مقارنة بما يهرب لمصر.
هذه البضائع المهربة شملت حتى الآثار السودانية ولم يبق شئ لم يهرب بل بت أخشى أن يكون التهريب قد طال دار الوثائق المركزية وتكون وثائق بني شنقول والفشقة وحلائب قد تم تهريبها وبيعها وتحولت لعمارات في كافوري ودبي وماليزيا ، وبهذا أدعو صادقاً لتحسس وثائقنا هل ما زالت موجودة ونحن ندعو للتحكيم صباح مساء حتى لا نذهب للتحكيم إيد ورا وإيد قدام.
هل للمصريين دور في عمليات التهريب ؟ لنجيب على هذا السؤال دعونا نتتبع خط سير تهريب بضائعنا الأساسية والتي نملأ الأسافير بأن مصر تصدرها (نيابة أو بديلاً عنا). الصمغ العربي مثلاً هل هناك مصريين يطقون الصمغ من الهشاب ويأخذونه لمصر . كذلك القطن والسمسم وكافة الانتاج الزراعي , هل مصر تمتلك مزارع أو قطعان في أي ولاية سودانية. ثم الطامة الكبرى هل مصر تقوم بالتعدين الأهلي عن الذهب وتجمعه جراماً جراماً لتهربه لمصر . من الذي يبيع لمصر كل هذه المنتوجات وبالعملة السودانية والتي يعلم كل من يبيع بها ثروة السودان أنها عملة مزورة ومهربة عبر الحدود عن طريق الحاويات والشنط ولا تسألوني كيف دخلت فأصغر طفل في السودان أصبح مدركاً لكيفية دخولها بعد أصبحت ذمم السودانيين أوسع من معابر أرقين وغيرها.
نحن نعلم أننا لم تكن لنا حكومة منذ 33 عاماً عشناها بين ترهات الانقاذ وترهات قحت والبرهان وربعه. والمصريون يقولون (المال السايب بعلم السرقة) ومن لا حكومة له فماله سايب وحقه كله سايب . هذا إن كانت المصيبة في عدم وجود حكومة ، لكن عندما تكون المصيبة في وجود حكومة من الفاسدين اللصوص فالمصيبة تكون مركبة. الكل في السودان يعلم أن الذهب يخرج مهرباً من السودان عبر الطائرات الخاصة إلى دول خليجية وإلى روسيا ومن مطار الخرطوم والذي لا يستطيع المغترب (إبن الإيه) أن يأخذ معه قزازة زيت سمسم أو كيلو سجوك أو كيس نايلون دكوة إلا وعانى من سؤال الملكين في المطار فكيف يخرج الذهب وهل يخرج من صالة المغادرة العادية حقتنا أم يخرج VIP . ما يخرج عن طريق المطار وعلى مرأى ومسمع من (السلطات) هو الهبر الكبيرة ولا يخرج لمصر (فمصر غلبانة) مصر بتاعت لحمة وصمغ وسمسم . يخرج عن طريق مطار الخرطوم وربما مطارات أخرى في السودان ما يقارب 200 طن ذهب أي 200000 كيلو ذهب أي 200000000 (مئتي مليون جرام ذهب) والجرام اليوم سعره 61.37 دولار أمريكي ، قول 60 دولار. يعني 12 مليار دولار تخرج من المطار وليس من معبر أرقين يا سادة. ولكي نصل إلى هذا الرقم من البضاعة المهربة لمصر (مثلاً الحيوانات) يجب تهريب 1200000 مليون ومئتي ألف رأس من الضان . فلنقل ربع هذه الكمية من المواشي والباقي للسلع الأخرى ، برضو الأرقام مهولة ولا تسعفنا لكي نفترض أن التهريب يصل إلى 300 ألف رأس سنوياً والباقي صمغ وسمسم وقطن . الخراب ليس على الحدود المصرية وإنما الخراب في مطاراتنا وفي حكوماتنا وفي الفاسدين من الحكومة والشعب على حد سواء . فالمواطن الذي يبيع بضاعته لمهرب وبعملة مزورة خائن جزاؤه الإعدام في ميدان عام مثله مثل المسئول الذي يستغل وظيفته للتهريب.
هناك مقالات وبوستات ساذجة بل مستفزة يقذف بها للناس يومياً هؤلاء المهربون أنفسهم من خلال أجهزة الأمن التي يسيطرون عليها وتتحدث عن أن مصر تصدر البضائع السودانية لدرجة أن إقتصادها أصبح يعتمد على السودان . وهذه أضحوكة إقتصادية فالناتج الإجمالي لمصر في 2021 بلغ 302،256 مليار دولار ونصيب الفرد من الناتج المحلي 37،749 دولار . أما السودان فالناتج المحلي 30،873 مليار ونصيب الفرد 714 دولار . وترتيب مصر بين الدول العربية الثالثة من حيث الناتج المحلي بعد السعودية والامارات والسودان ترتيبه رقم 16 . يعني أن إقتصاد مصر 10 أضعاف إقتصاد السودان. يعني لو صدرنا كل الناتج المحلي السوداني لمصر سيزيد الاقتصاد المصري 10% فقط .
عندما تعجز الحكومات عن القيام بدورها في حماية الأرض والعرض والدولة ينبري المواطنون (الشرفاء) وليس الفاسدين للقيام بدور الحماية. وهذا ما قام به تروس الشمال عندما أغلقوا شريان الشمال فنزيف الموارد (على قلتها) وسيل العملة المزورة المهربة أصبح مستفزاً . أصبحت العملية كمن يدخل للمتجر ويمد يده للدرج ويأخذ ما يريد من عملة المحل ثم يتسوق بها من نفس المحل . ويأخذ بضاعته وينصرف. لذلك يجب أن يستمر تتريس شريان الشمال حتى تسقط هذه الحكومة (وتضرب الدلجة تماما) مش تسقط بس. ويجب تتريس المطار يجب تتريس المطار يجب تتريس المطار وكل المطارات البديلة في كافة الولايات وتتريس كافة الحدود ولا تفتح إلا بأمر الثورة حين تكتمل . ولا تنتظروا أن تسمعوا بانهيار الاقتصاد المصري فمن يروجون لذلك يريدونكم أن تشعروا بالاحباط حين لا يحدث أثر واضح في الاقتصاد المصري . فزيادة أسعار اللحوم والسلع في مصر تحدث يومياً ليس بسبب التروس ولكن لتداعيات إقتصادية محلية بمصر لا شأن لنا بها. نحن ننجض شغلنا هنا ولا ننظر خلف الحدود .
أخيراً عندما يتعافى السودان وتصبح له حكومة (زي بلود الله) ستكون مصر (120 مليون نسمة) على مرمى حجر منا وأثيوبيا 100 مليون نسمة ونيجيريا 130 مليون نسمة هي أسواقنا المستقبلية بالطريقة الإقتصادية السليمة للتصدير عبر القنوات المصرفية السليمة والاستيراد منها أيضاً ، بل سنشجع قيام منطقة جمركية لدول الساحل والصحراء بما فيها مصر وسنكون فيها أكثر الدول إنتاجاً ونتعلم كيف نسوق إنتاجنا ، ونقطع اليد التي تمتد لقوت عيالنا . نحن أوجدنا الله في هذا المحيط الجغرافي فلا فائدة من أن نولول يومياً ونحن نعلم أصل المشكلة ونتغافل عن حلها ، ولم أسمع عن دولة طوت أرضها وارتحلت تبحث عن جوار أفضل ، وما زلت أعتقد أننا نملك أفضل جوار وموقعاً عبقرياً إن بطلنا النظرة الساذجة والقراءة الخاطئة للأحداث. وقد يكون في خروجكم اليوم في المواكب التي ستعم السودان أول قراءة صحيحة لأين تكمن المشكلة.
مقال في الصميم
عدو السودان الأول هو الدروشة
دروشة في السلوك الفردي،،دراويش يا رسول الله
دروشتنا تمتد حتي لحاملي الدرجات العلميه الرفيعة
لذا ليس من الغرابة في شئ،ان يكون حتي العملاء رخيصين ووضيعين
ذوو طموحات تافهة
لا فض فوك يا هذا كفيت ووفيت .
مقال في الصميم … احينت حياك الله
مقال في الصميم … احسنت حياك الله
مشكلتنا مع مصر ليست ذهب او سمسم او صمغ بل ان مشكلتنا ان مصر تعتبر ان السودان تابع لها ولا تقبل ان يكون السودان دولة ديموقراطية لذا وقفوا و ساندوا جميع الانظمة الانقلابية فقد ايدوا عبود و ضاعت حلفا و ايدوا النميري واوحوا اليه بقرارات التامين و المصادرة الكارثية التي شهد اعلانها جمال عبدالناصر نفسه وكان يصفق مهللاً عندما كان يقوم النميري باعلانها وايدوا عمر البشير وقالوا انهم لم يكونوا مدركين انهم تابعين للاخوان المسلمين والان هم يؤيدون البرهان وكان مدير مخابراتهم ضيفاً ثقيلاً طيلة فترة قحت وما توقف الا بعد ان اعلن البرهان عن انقلابه.
مصر تعتبر ان كل الدول العربية ادنى منها مكانة وانها هي الاخ الاكبر الذي لا بد ان تؤدي اليه هذه الدول فروض الطاعة واظنك تذكر امتنانهم لهذه الدول باننا نحن الذين علمناكم وعالجناكم ودافعنا عنكم.
لن تتحسن العلاقات مع مصر ابداً الا اذا غير المصريون سلوكهم نحو السودان وان السودان دولة ذات سيادة يجب ان تعامل معاملة الند للند وليس معاملة السيد و الخادم.
طبعا يا استاذي نحن أسرى نظرية المؤامرة في كل شيء..ثم زادات الوسائط الطينة بلة بحيث اضحت مكان مستطابا لمن ينساقون مع القطيع والاخطر من هؤلاء وهؤلاء اصحاب الاجندة الخفية..
مقال ممتاز ..وشخص العلة ..
مقال جريء و خالي من العقد و الاسقاط و اصطناع البطولات، مصر ليست مسؤولة عن خيباتنا، هي دولة تنظر لمصالح شعبها، وعندما تجد شعبا اهبلا، و حكام رمم، و سياسيين جهلة، فلا تلوموها على استغلالهم لهم…. العيب فينا و ليس في المصريين…
بارك الله فيك يا استاذ، طلعتنا من ردحي سهير عبد الرحيم و اشباهها الذين لا يرون العد من انوفهم
كلنا نعرف أن العيب فينا لكنا ادمنا الهروب من الحقيقه.
مقال وتحليل اكثر من ممتاز …وهذا ليس بغريب من كاتب المقال -الطبيب النفسى د. عثمان يس …مش زى بلدو الذى فلقنا بتعليقاته التى لا تدل بانه محلل نفسى .
يعني نفهم من المقال والجداد المعلق أن هذا توطئة للفنقسة الجاد الإلكتروني مؤجر له شقق ويأكل من امواج ويدبج مثل هذه العليقات يملوا كل الخانات لتشكيل ضغط في اتجاه معين ولكن هيهات !! أي جدادة معفنة تخش جحرها
ممكن جداتين زعيمهم برطم طباخ وحالق شنبو حيكون شنو ما كدينات بس.