احتجاجات في مناطق متفرقة بالخرطوم وتواجد كثيف للسلطات ومقتل طبيب وطفل

الخرطوم: فريق الجريدة: أيمن سنجراب/ علي الدالي/ محمد الأقرع/ الهادي عبد الله

فرضت السلطات طوقاً أمنياً بالخرطوم أمس، قبل انطلاقة الموكب السابع لـ (التنحي)الذي دعا له تجمع المهنيين السودانيين انطلاقاً من شارع القصر بهدف المطالبة بتنحي رئيس الجمهورية المشير عمر البشير وإنهاء حكمه.

ودفعت السلطات منذ الصباح بتعزيزات عسكرية على طول شارع القصر والشوارع المتفرعة منه، بجانب مستشفى الخرطوم (الحوادث القديمة)، والسوق العربي بالخرطوم.

تحركات استباقية

وشنت السلطات حملة اعتقالات بحق العشرات من المواطنين والمواطنات بين شارعي المك نمر والقصر، وذلك قبل الموعد المقترح للموكب، ورصدت (الجريدة) اعتقال فتيات في (بكاسي) عليها أفراد بالزي المدني يحملون العصي.

انطلاق الهتاف

وبحلول الموعد المحدد لانطلاقة الموكب في الواحدة ظهراً تعالت الهتافات في شارع القصر للمطالبة بإسقاط النظام والحرية والسلام والعدالة، والمنددة بالفساد، وذلك قبل ان تفرقها السلطات باستخدام الغاز المسيل للدموع.

وانطلق موكب آخر من صينية (القندول) بالسوق العربي واتجه نحو شارع القصر في تمام الساعة الواحدة ظهراً وتدخلت الشرطة وفرقت المتظاهرين، وارتكزت قوات في موقع صينية (القندول)، كما تجمع آخرون بالقرب من مستشفى الخرطوم وموقف جاكسون بالسوق العربي، وشارك في تلك الاحتجاجات المئات من المتظاهرين.

منع التجمعات والاعتقالات

وجابت (البكاسي) الخالية من اللوحات وعليها أفراد ملثمين يحملون العصي، شوارع الخرطوم وعملت على تفريق المحتجين وإخلاء الشوارع من المارة ومنع التجمعات في شوارع البلدية والمك نمر والجمهورية والقصر والسيد عبدالرحمن والحرية وعبدالمنعم، بالإضافة الى (فرندات) السوق العربي وداخل موقف الاستاد.

ورصدت (الجريدة) تجميع العشرات من المعتقلين في ميدان (أبو جنزير)، مع إجلاسهم على الأرض، وتم الاعتداء عليهم بالعصي وخراطيش المياه والركل بالأرجل واللكم بالأيدي.

وتم في موكب الخرطوم، اعتقال الصحفيين (فيصل محمد صالح، خالد فتحي، شمائل النور، الزين عثمان، مصعب الهادي، حمد سليمان)، بالإضافة الى الكاتب عبد الغني كرم الله.

انتقال التظاهرات للأحياء

وبعد تفريق التجمعات بوسط الخرطوم، انطلقت تظاهرات في عدة أحياء بالولاية منها بري والسجانة والصحافة زلط وصينية السوق المركزي بالخرطوم والكلاكلة وجبل أولياء والحلة الجديدة والديوم الشرقية التي شب حريق داخل منزل فيها نتيجة سقوط عبوة من الغاز المسيل للدموع.

الوفيات والإصابات

ومن جانبها أشارت لجنة أطباء السودان المركزية، في تقرير ميداني الى خروج مواكب عديدة بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى يوم أمس، وقالت إنه تم التصدي لهذه المواكب بعنف مفرط كانت حصيلته استشهاد الطبيب بابكر عبد الحميد والطفل محمد عبيد، بالإضافة إلى عدد مقدر من الإصابات الخطيرة.

وأفادت اللجنة أن الطبيب بابكر عبد الحميد توفي بإصابة مباشرة بطلق ناري في الرأس، والطفل محمد عبيد بإصابة بطلق ناري في الرأس، وأوضحت أن الإصابات شملت طلق ناري في اليد، إصابة في العين، إصابة بالصدر بطلق ناري، إصابة بطلق ناري في الظهر، (٣) إصابات بطلق مطاطي في أماكن متفرقة، إصابات أخرى لم تحدد بعد، إصابة واحدة بطلق ناري في الفخذ تمت إحالتها إلى مستشفى فضيل.

الموقف في الولايات

وشهدت (12) مدينة وقرية في معظم ولايات السودان مظاهرات ظهر أمس، استجابة لدعوة تجمع المهنيين السودانيين، ومن بينها (الأبيض، بورتسودان، ربك، الدويم، أم عضام، المناقل بولاية الجزيرة والضعين)، بالإضافة الى الجنينة، حيث انطلقت المظاهرة من حي الشاطئ شمال المدينة واتجهت الى السوق الكبير، ووفقاً لشهود عيان فقد هتف المحتجون بإسقاط النظام وسلمية الموكب وتدخلت الشرطة واطلقت الغاز المسيل للدموع واستخدمت القوة لتفريق التجمع.

الجريدة