أخبار السودان

أغتصاب أطفال الخلاوي .. فاقد الشيء لا يعطيه !

مفوضية حقوق الإنسان : الخلاوي غير خاضعة للسلطات الحكومية

 مجلس الطفولة شمال دارفور : معرفة اغتصاب الأطفال تم عن طريق شبكة حماية الأطفال

مالك دهب : بعض الجهات حاولت إخفاء الجريمة والتستر عليها

مجلس الطفولة : الخلاوي تابعة لوزارة التربية والتعليم

مبادرة أطفال شمال دارفور: أغلب الخلاوي تعاني من مشكلة الاغتصاب

إعلاميون من أجل أطفال : تكررت مثل هذه الظاهرة وعلى حكومة الولاية الوقوف على القضية.

 

تحقيق _ رفقة عبد الله

حادثة اغتصاب ٢٠ طفلاً بخلوة بشمال دارفور؛ ليست الأولى التي تقع في خلوة، ولن تكون الأخيرة، بسبب أن الخلاوي ليست لديها جهة رسمية تقف على أمرها، لم تحرك الحكومة ساكناً ولم يتحرك أهالي الضحايا المغلوبين على أمرهم، فهؤلاء ما ألحقوا أطفالهم بالخلاوي إلا لقلة حيلتهم. بينما يرى بعض الخبراء أن هذه الجريمة حين وقعت في مدارس تحركت وزارة التربية وأولياء أمور الطلاب، لأن من يرسل ابنه إلى المدرسة ليس كمن يرسل ابنه إلى الخلاوي. وأكد مجلس الطفولة أن الخلاوي تابعة لوزارة التربية ولسيت للشؤون الدينية، بينما يقول خبراء علم النفس إن اغتصاب اﻷطفال  بحاجة ملحة لمزيد من المواجهة وتسليط الضوء، وعمل دراسات تحليلية عميقة ونفسية ومنها الاجتماعية واﻷسرية والثقافية والسلوكية والتربوية و لحماية الأطفال، فالإنكار ودفن الرؤوس في الرمال لا يجدي نفعاً .

أرقام صادمة

أثارت قضية اغتصاب أطفال الخلوة بشمال دارفور جدلاً كبيراً بسبب اغتصاب ٢٠ طفلاً  مع إخفاء المعلومات عن الرأي العام، ولكن كشف الأمين العام للمجلس الولائي لرعاية الطفولة بولاية شمال دارفور، الدكتورة، حكمة الحافظ محمود، عن معلومات جديدة بشأن تعرض أطفال خلوة قرآنية إلى اغتصاب جنسي من قبل شيخ الخلوة بمحلية “أمبرو” التي تبعد بطول “290” كيلو متراً شمال غرب مدينة الفاشر. وأكدت حكمة أن عدد الأطفال المغتصبين عشرون طفلاً من الذكور، تم الاعتداء عليهم من قبل شيخ الخلوة المتهم في القضية منذ شهر نوفمبر الماضي. وقطعت بأن السلطات الأمنية قد ألقت القبض على المتهم في القضية منذ تاريخ الاعتداء على الأطفال، وحبسه في سجن “شالا” شمال الفاشر. وأوضحت أن المتهم قد ألحق أذى جسيماً في الأجهزة التناسلية لبعض الأطفال المغتصبين. ونوهت بأنهم  جلسوا مع والي ولاية شمال دارفور، نمر محمد عبدالرحمن، لمناقشة الأمر، وأسفر ذلك عن القبض على المتهم، وترحيل عشرة أطفال إلى مدينة الفاشر لتلقي العلاج، وعقد جلسات علاجية مع الاختصاصيين النفسيين لمدة شهر كامل.

حجب معلومات

وفي سياق متصل؛ قالت حكمة حافظ في تصريح لـ(اليوم التالي ) إن معرفة اغتصاب الأطفال تم عن طريق شبكة حماية الأطفال  وبررت حجب المعلومات ” بأنهم حجبوا المعلومة عن الإعلام نظراً للحالة النفسية التي يعيشها الأطفال والأسر” وأكدت أنهم كانوا في طريقهم لتمليك المعلومات للرأي العام بعد محاكمة المتهم وفقاً لقانون حماية الأسرة والطفل. مؤكدة أن تلك الخلاوي تابعة لوزارة التربية والتعليم و أنه تم إغلاق الخلوة وتم إلقاء القبض على الجاني  الذي تسبب في انتهاك جنسي ل (٢٠) من الأطفال بالتعرض لأجهزتهم التناسلية، وتم تحويل الأطفال إلى الفاشر للفحص وتلقي الدعم النفسي والاجتماعي بدار حماية الأطفال متعددة الأغراض وسوف يتم محاكمته بقانون الطفل للعام(٢٠١٠) بالمادة (٤٥) ب.

مطالبات بإغلاق الخلوة

وفي هذه القضية أدان رئيس مبادرة مكتبات الأطفال بشمال دارفور  الأستاذ مالك دهب اغتصاب أطفال الخلاوي، وقال : إن هذا السلوك إجرامي، ويجب محاكمة الجاني بالإعدام شنقاً ، مشيراً إلى أنه تم إلقاء القبض على الجاني  منذ فترة . موضحاً أن بعض الجهات تتستر على الجريمة. مؤكداً – في تصريح لـ(اليوم التالي ): إن عدد الضحايا أكثر من (20) طفلاً وتأثيرات في الأعضاء  التناسلية.  منوهاً إلى أن أغلب الخلاوي فيها مثل هذه الانتهاكات وسلب حقوق الأطفال .  وطالب من مجلس رعاية الطفولة مراجعة كل الخلاوي ومحاسبة الجناة وتقديمهم للعدالة. لافتاً إلى أن بعض شيوخ الخلاوي غير مثقفين بأصول الدين ويحفظون القران الكريم فقط .

اختلاف الدوافع

بينما تقول أستاذة علم النفس لبنى أحمد إن الدوافع تختلف من شخص لآخر باختلاف البيئة السائدة التي تشكل المؤثر الأول و هناك بعض الشيوخ يعانون من عدم الاتزان النفسي الذي لا يظهر ولا يكون خاضعاً لأي معايير سلوكية ترتبط بالعادات والتقاليد والأعراف والقيم الأخلاقية والدينية التي تنهى عن الظاهرة الخطرة، وأكدت أن الاعتداء مرتبط بالشذوذ، وقد يكون أحدهم تعرض للاغتصاب في صغره فظل مخزنا في ذاكرته، ويخرج إلى السطح متى ما وجد الجو مهيأً، أو وجد ضالته، أيضاً قد يأتي الفرد من بيئة يعاني فيها من اختلاف المعايير النفسية والاجتماعية السيئة كلها عوامل تتفاعل داخل المغتصب وتحوله إلى شخص ينتهز أي فرصة لإشباع رغباته المريضة، لما تلقاه في حياته من سلوكيات سالبة. إضافة لغياب الرقابة لاعتبار أنها مكان آمن، ولكن بالنسبة لبعض الشيوخ تصحو النزوات لديهم ولا يتم وضع معايير أو اختبارات لهم باعتبار أنهم حفظة للقرآن الكريم، وربما يكون هذا الشخص تعرض لعنف أو ثورة غضب مكبوت ويكون الاغتصاب ناجماً عن حالة غضب يفرغ فيه كل مشاعره السالبة وينتقم لكل ما واجهه في حياته، وأحياناً يكون الاغتصاب إحساس إهانة للآخر، أي تتعدد الأسباب التي يختبئ وراءها سلوك الفرد. ومضيفه  “نحن كمجتمع سوداني ننسى تماماً اختلاف البيئة والتنشئة والتربية وكل ما قام عليه الفرد من أنماط سلوكية, بسبب عدم إدراكنا لواقع الحياة ومعايشة البعض.

ضرورة الوقوف على القضية

وعلق رئيس منظمة إعلاميون من أجل الأطفال مجدي يوسف الزين: إن حادثة اغتصاب الخلاوي تعد من الانتهاكات، و تكررت كثيراً مثل هذه الظاهرة . و المنظمة تعمل على معرفة حقوق الأطفال، ويجب أن لا يخفي مثل هذه الجرائم  ونطالب بتقديم كل من شارك في هذه الجريمة للعدالة، و على حكومة الولاية الوقوف على هذه القضية وتقديم الجناة للمحاسبة . ويجب أن تعمل المنظمة على مثل هذه القضايا وتقدم السند القانوني وعمل ورش لمعرفة حقوق الإنسان وتقديم النصح والإرشاد لتقليل مثل هذة الجرائم.

غير خاضعة للسلطات الحكومية

قال رئيس القومية لحقوق الإنسان رفعت ميرغني لـ(اليوم التالي ) بخصوص اغتصاب الأطفال : إن مكتب الفاشر يتابع تفاصيل هذه الجريمة والانتهاك الجسيم الذي تعرض له الأطفال ، وحسب المعلومات فإن الحادث وقع قبل (4 ) أشهر وأن المتهم في السجن و جلسة المحاكمة غداً ، وهذه نقطة نعتبرها إيجابية، ونسجل إيجاباً أيضاً تقديم الخدمات الصحية ل (10) أطفال من الضحايا المحتملين، بالطبع مثل هذا الحادث يجعلنا نكرر مطالبتنا بأهمية تعميم الحق في التعليم النظامي وتقنين أوضاع الخلاوي التي لا تتبع للشؤون الدينية والأوقاف،  وأكدت رفعت أن الخلاوي ليست خاضعة لاية سلطة حكومية، وبالتالي لا يوجد رقيب عليها مما يجعلها خارج رقابة السلطات، وهي مسألة خطيرة جداً، من المهم جداً تشجيع وتعميم التعليم النظامي، وإلى ذلك الوقت يجب اخضاع الخلاوي للرقابة، بما في ذلك مراقبة الوضع الصحي ومراقبة المحتوى المقدم للأطفال . مضيفاً؛ من الصعب التحقيق بسبب اختفاء الأثر والدليل في حوداث الاعتداء الجنسي والتسلل . وأنهم حريصون على رفع القدرات مع ضرورة نشر التوعية بأهمية حقوق الإنسان وتوطين ذلك بالإرادة التي لمسوها من كل شرائح المجتمع، ولعب أدوار قيادية تدافع عن حقوق الإنسان وتحقق تقدماً تنموياـً يحافظ على الحقوق ويسد الفجوات .

اليوم التالي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..