مقالات وآراء

الإسراء من أتون الجهل والفقر ، والعُرُوج تخلُقاً بصفات الله ، لنكون أكثر إنسانيةً !

صديق النعمة الطيب 
 

من المؤسف أن تجد أمة تمارس الظلم والغش والقتل والبطش والتشريد والانقلابات العسكرية ، وبين ظهرانيها كتاب فيه آية مُحكمة تنص على (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) ! .

ثم تجد هذه الامة البائسة والفقيرة والتي يموت افرادها من الجوع ، تتقاتل وتفني بعضها بعضاً ايمانياً وعقائدياً ، بل و”أزهرها” الشريف يوصي بفرض عقوبات سجن وغرامة على من يتكلم في كتاب الله على غير هواه ، كما لو ان للازهر وكالة حصرية بموجبها يُصدر تراخيص للكلام باسم الله.

نقول وقولنا لا يُلزم غيرنا:

أولاً : لُغوياً لا يستقيم ان يكون هنالك (اسراء ومعراج) وانما الصحيح (اسراء وعروج) ! .

ثانياً : عملية الاسراء والمعراج بحسب السائد “باعتبارهما آيات معجزة” رفضها القرءان بوضوح لا لبس فيه (وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ) ، وكذلك في قوله  (… أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا) ! ما الذي يستفيده المسلم من تكذيب آيات القرءان.

ثالثاً : ما الذي يستفيده المسلم لو أثبتنا تراثياً أن الإسراء والمعراج حقيقة (هل سيزداد ايمانا؟) ! وهل سيصبح أكثر أخلاقاً.. هل سيطبق العدل في الارض؟ .

ما يهمني اليوم ، هو كيف امارس عملية الإسراء والعُرُوج في حياتي ومعاشي ، لا ان ادخل في جِدال في مسألة لكل فريق فيها زخيرة وترسانة من الاحاديث التي تخدم موقفه …! .

في تقديري أن القرءان نزل ليُحسِّن حياة الناس ، وبالتالي يجب ان نفهمه بالصورة التي تخدم راهننا اليوم (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) ! وإلا سيفقد القرءان قوة تأثيره في نفوس الناس .

فبدلاً عن التكفير والتفسيق والطرد من حظيرة الايمان ، فالحريُّ بنا أن نمارس عملية الإسراء وهي العبور من واقعنا البئيس الغارق في ظُلُماتٍ من الفقر والجهل والمرض بعضها فوق بعض، ثم لنعرُج بانفسنا في مقامات القرب من الله تعالى ، عن طريق التخلق بصفاته تعالى ، من خلال وضع فلسفات أخلاقية واجتماعية تطهرنا من هذا العُهر الاخلاقي الذي ما فتئ وما انفكَّ يُنتج لنا كل مرة طاغية أسوأ من سابقه، يسومنا سوء العذاب ويُذبِّحُ آمالنا وطُموحاتنا في ان نحظى بحياة إنسانيةٍ كريمة ..! .

قضية المسلم الكبرى الجامعة هي (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) ، وكل ما عدا ذلك متروك لآحاد الناس وتوجهاتهم ومشاربهم ! .

‫8 تعليقات

  1. أولاً ملاحظتك اللغوية ليست في محلها فَفِعلُ أسرى به يُسري به إسراءاً وعرج به عروجاً ومعراجاً على وزن فعلل فُعُولاً وإفعالاً ومفعالاً فكلها صحيحة.
    ينبع

  2. تابع
    ثانياً الإسراء والمعراج كان ليلة السابع والعشرين من شهر رجب في العام العاشر من البعثة النبوية أي قبل الهجرة من مكة إلى المدينة بنحو 3 سنوات، وكان ذلك في عام الحزن بعدما فقد النبي الكريم زوجته خديجة وعمه أبو طالب اللذين كانا يؤانسانه ويؤازرانه على تكذيب كفار مكة وإيذاء كفار الطائف له، حيث ذهب الرسول إلى الطائف وحيداً يدعو أهلها إلى الإسلام، لكنهم طردوه وسلطوا عليه صبيانهم وغلمانهم يرمونه بالحجارة فآذوه كثيراً، وسال الدماء من قدمه الشريف فركن إلى شجرة ودعا ربه بذلك الدعاء الشهير.
    ثالثاً لذلك أراد الله عز وجل أن يُكرم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) فبعث إليه جبريل عليه السلام في (رُءيا) منامية لحمله على البراق من بيته بمكة إلى بيت المقدس في فلسطين ثم صلى بالأنبياء جميعا إماما، في دلالة كبيرة على أنه خاتم الأنبياء. بعد ذلك بدأت أحداثُ المعراجِ بصعودِ الصَّخرة المُشرَّفة؛ ثمَّ حملَهُ منها على جناحِهِ ليصعَدَ بهِ إلى السَّماءِ الدُّنيا، وظل يرتقي حتى بلغ السماء السابعة كما في الرءيا المنامية. قال تعالى في سورة الاسراء ذاتها وهي مكية (وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59) وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ۚ وَمَا جَعَلْنَا (الرُّءيَا) الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ۚ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60).
    يتبع

  3. تابع
    في الرسم القرءاني عندما تُكتَب الهمزة في مادة (رءا) على السطر فتعني الرُّؤية البصرية سواء في اليقظة أو المنام. فالنائم يرى الأشياء في الحلم كما هي عليه في الواقع. (فلما رءا الشمس بازغة، القمر بازغاً فقد تكون هنا رءيا منامية أو حقيقية في أوقاتها وليس في وقت واحد في حلم) أما إذا كانت الهمزة على الألف فالرؤيا قلبية أو بالفؤاد (ما كذب الفؤاد ما (رأى) سورة النجم 11. والمقصود بالرءيا التي جعلت فتنة الناس هي الاسراء والمعراج لأنها الرءيا والوحيدة للنبي (صلى الله عليه وسلم) وهو في مكة وسورة الاسراء مكية. وبالطبع لا مانع من أن تشتمل الرءيا المنامية على رؤيا فؤادية أو قلبية بالاضافة إلى البصرية كما ورد في سورة النجم حيث عبَّرت الآية 11 عن رؤية الفؤاد وكذلك الآية 18 بالنسبة لرؤية الآيات الكبرى وعن رؤيته (صلى الله عليه وسلم) لجبريل رؤية بصرية الآيات 13 (ولقد “رءاه” نزلة أخرى) أي جبريل ، 17 (ما زاغ “البصر” وما طغى).
    يتبع

  4. تابع
    وحبث أن معجزة الاسراء والمعراج معجزة خاصة بالنبي دعماً له ممن أرسله ومؤازرته على المضي بتبليغ الرسالة وألا ييأس من اتمام التبليغ رقم الأحزان التي ألمت به في عام الحزنعلاوة على شدة معارضة الكفار له ولمن اتبعوه وذلك بأن أراه تعالى جلاله وأطلعه على غيبه الخاص بالجنة والناركما وأشهده على جميع الرسل فبله (صلى الله عليه وسلم) ليتيقن أنه على حق وأن الله لن يخذله مهما لاقى من هوان وما أصابه من أحزان ومصائب دنيوية – ومن ثم فهي ليست للتأسي من قبل عامة المسلمين التابعين – كما أراك قد فهمتَ – حسب الفهم التقليدي الخاطيء بأن جميع خطاب الله لرسوله هو خطاب لعامة المسلمين ، وقد تجلى خطأ هذا فهم هم لآيتي الشورى في سورة آل عمران وفي سورة الشورى واللتين توضحان أن شورى النبي في دولته في المدينة ليست كشورى دولة الصحابة وتابعيهم إلى يوم الدين. فشورى النبي ولأنه نبي يوحى إليه شورى ناقصة (غير ملزمة له) وشورى عامة المسلمين ملزمة لولي الأمر شريطة أن تكون من غالبية أهل الرأي أي نواب الشعب في البرلمان وهذه هي الديمفراطية. وأما اقتباسك لآيات الحكم بين الناس بالعدل فهي محصورة في القضاء بين الخصوم المتنازعين في الحقوق بينهم ولاعلاقة لها بنظام الحكم وإدارة الدولة.

  5. يا اخي بتفسر على هواك والا شنو؟ فماذا تقول في قوله تعالى (سبحان الذي اسرى بعبده…..) اليس هذا قرأنا ثم ثانيا كلمة الزخيرة بالذال وليس بالزاء

  6. أولاً ملاحظتك اللغوية ليست في محلها فَفِعلُ أسرى به يُسري به إسراءاً وعرج به عروجاً ومعراجاً على وزن فعلل فُعُولاً وإفعالاً ومفعالاً فكلها صحيحة.
    ثانياً الإسراء والمعراج كان ليلة السابع والعشرين من شهر رجب في العام العاشر من البعثة النبوية أي قبل الهجرة من مكة إلى المدينة بنحو 3 سنوات، وكان ذلك في عام الحزن بعدما فقد النبي الكريم زوجته خديجة وعمه أبو طالب اللذين كانا يؤانسانه ويؤازرانه على تكذيب كفار مكة وإيذاء كفار الطائف له، حيث ذهب الرسول إلى الطائف وحيداً يدعو أهلها إلى الإسلام، لكنهم طردوه وسلطوا عليه صبيانهم وغلمانهم يرمونه بالحجارة فآذوه كثيراً، وسال الدماء من قدمه الشريف فركن إلى شجرة ودعا ربه بذلك الدعاء الشهير.
    ثالثاً لذلك أراد الله عز وجل أن يُكرم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) فبعث إليه جبريل عليه السلام في (رُءيا) منامية لحمله على البراق من بيته بمكة إلى بيت المقدس في فلسطين ثم صلى بالأنبياء جميعا إماما، في دلالة كبيرة على أنه خاتم الأنبياء. بعد ذلك بدأت أحداثُ المعراجِ بصعودِ الصَّخرة المُشرَّفة؛ ثمَّ حملَهُ منها على جناحِهِ ليصعَدَ بهِ إلى السَّماءِ الدُّنيا، وظل يرتقي حتى بلغ السماء السابعة كما في الرءيا المنامية. قال تعالى في سورة الاسراء ذاتها وهي مكية (وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59) وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ۚ وَمَا جَعَلْنَا (الرُّءيَا) الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ۚ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60).

  7. مواصلة
    في الرسم القرءاني عندما تُكتَب الهمزة في مادة (رءا) على السطر فتعني الرُّؤية البصرية سواء في اليقظة أو المنام. فالنائم يرى الأشياء في الحلم كما هي عليه في الواقع. (فلما رءا الشمس بازغة، القمر بازغاً فقد تكون هنا رءيا منامية أو حقيقية في أوقاتها وليس في وقت واحد في حلم) أما إذا كانت الهمزة على الألف فالرؤيا قلبية أو بالفؤاد (ما كذب الفؤاد ما (رأى) سورة النجم 11. والمقصود بالرءيا التي جعلت فتنة الناس هي الاسراء والمعراج لأنها الرءيا والوحيدة للنبي (صلى الله عليه وسلم) وهو في مكة وسورة الاسراء مكية. وبالطبع لا مانع من أن تشتمل الرءيا المنامية على رؤيا فؤادية أو قلبية بالاضافة إلى البصرية كما ورد في سورة النجم حيث عبَّرت الآية 11 عن رؤية الفؤاد وكذلك الآية 18 بالنسبة لرؤية الآيات الكبرى وعن رؤيته (صلى الله عليه وسلم) لجبريل رؤية بصرية الآيات 13 (ولقد “رءاه” نزلة أخرى) أي جبريل ، 17 (ما زاغ “البصر” وما طغى).
    وحبث أن معجزة الاسراء والمعراج معجزة خاصة بالنبي دعماً له ممن أرسله ومؤازرته على المضي بتبليغ الرسالة وألا ييأس من اتمام التبليغ رغم الأحزان التي ألمت به في عام الحزن علاوة على اشتداد معارضة الكفار له ولمن اتبعوه وذلك بأن أراه تعالى جلاله وأطلعه على غيبه الخاص بالجنة والنار كما وأشهده على جميع الرسل قبله (صلى الله عليه وسلم) ليتيقن أنه على حق وأن الله لن يخذله مهما لاقى من هوان وما أصابه من أحزان ومصائب دنيوية – ومن ثم فهي ليست للتأسي من قبل عامة المسلمين التابعين – كما أراك قد فهمتَ – حسب الفهم التقليدي الخاطيء بأن جميع خطاب الله لرسوله هو خطاب لعامة المسلمين ، وقد تجلى خطأ هذا فهم هم لآيتي الشورى في سورة آل عمران وفي سورة الشورى واللتين توضحان أن شورى النبي في دولته في المدينة ليست كشورى دولة الصحابة وتابعيهم إلى يوم الدين. فشورى النبي ولأنه نبي يوحى إليه شورى ناقصة (غير ملزمة له) وشورى عامة المسلمين ملزمة لولي الأمر شريطة أن تكون من غالبية أهل الرأي أي نواب الشعب في البرلمان وهذه هي الديمفراطية. وأما اقتباسك لآيات الحكم بين الناس بالعدل فهي محصورة في القضاء بين الخصوم المتنازعين في الحقوق بينهم ولاعلاقة لها بنظام الحكم وإدارة الدولة.

  8. واخيرا وأما استشهادك بآية الامر بأداء الأمانات إلى أهلها فهذا من قبيل الواجبات الشخصية على كل فرد ويجبرون علي ذلك قضاءا تماما كالحكم بين الناس بالعدل أي اعطائهم حقوقهم القانونية الفردية سواء كان ذلك في القضاء أو الشهادة. ولا علاقة لهذا بإدارة الدولة ورعاية المصالح العامة فهذه تتقرر بإجماع الأغلبية في الأنظمة الديمقراطية والأغلبية هي مجموع آراء أغلبية الشعب أو نوابه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..