
بعد غياب الإتحاد السوفيتي أصبح العالم يسير على قدم واحدة ورغم كل مظاهر الترحيب والتي إجتاحت مناطق كثيرة في العالم العربي والإسلامي لغياب الإتحاد السوفيتي والشيوعية إلا أن المسلمين والعرب بالتحديد الآن يفتقدون هذه القدم المقطوعة والتي أخلت بتوازنات كثيرة في السياسة العالمية .
العالم اليوم يمشي على ساق واحدة ولذلك فهو أعرج في كل شئ على المستوى السياسي تخبطت السياسة العالمية وأصبح من الصعب جدا أن يقرأ الإنسان في نشرة الأحوال السياسية في العالم .. وتداخلت السياسات والأحوال وسادت دنيا السياسة سحابة سوداء غابت أمامها الرؤى وإختلت أمامها الموازين .
ولقد تنبأ كثير من علماء السياسة والاقتصاد في الغرب بأن القرن الحادي والعشرين سيكون الأكثر وحشية ودموية وسيشهد العالم إنهيارا مروعا وفظيعا والآن نحن نعيش بداية هذا الإنهيار خاصة الإقتصادي … فمنذ موت الإتحاد السوفيتي المفاجئ وإنهياره الذي كان برواية جيدة النص والإخراج والتنفيذ وإستطاع كاتبها إقناع العالم بأن الإتحاد السوفيتي كان بالفعل يحمل بدواخله من التناقضات والمشاكل مما يجعله ينفجر من الداخل وكان في ذلك الوقت دولا كثيرة أقرب الى الانهيار من الاتحاد السوفيتي وكانت تعاني من الفساد والديون فلم تنهار في دقائق كما انهار الاتحاد السوفيتي … فكان من الصعب أن يتصور أحدا أن هناك أي أسباب أخرى وراء هذا السيناريو الدقيق ولا أحد يعلم بأن للمسرحية أبطالا على خشبة المسرح وآخرون يتواجدون خلف الكواليس فهؤلاء هم الأبطال الحقيقيون وهم من صوروا وصاغوا لنا هذا السيناريو كما صوروا للعالم العربي والإسلامي ان هذا الأحمر المخيف سيبتلعكم وسيكون العالم أكثر إستقرارا وبكل سذاجة صدقوا وبعد مرور الأيام إكتشف العرب خاصة والمسلمين وأنهم أكثر المتضررين من غياب الإتحاد السوفيتي وعرفوا المسرحية ..
وسيبقى غياب الإتحاد السوفيتي سرا غامضا ربما كانت له مبرراته الموضوعية ولكنها ليست كافية أبدا لإسقاط دولة عظمى . والذي رأيناه على خشبة المسرح كان فقط جزءا من الحقيقة والباقي كان يدور خلف الكواليس .
وقد أطلق الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون هذه الصيحة في كتابه (الفرصة السانحة)
فكانت البداية بحرب العراق وكان العراق أول ضحايا الساق الواحدة بعد تدمير الإتحاد السوفيتي وفي نفس السنة التي تم فيها موت الاتحاد السوفيتي بالسكتة القلبية تم غزو وإحتلال العراق . لو نظرنا لحال المسلمين اليوم وبالامس لوجدنا ان النظام الشيوعي السابق لم يفعل في المسلمين طوال 70 عاما مافعله فيهم النظام العالمي الجديد ولم يسمح ان يفعلوا فيهم ذلك ولهذا سعى الغرب الى إنتهاء الإتحاد السوفيتي لكي ينفرد بفريسته والذي أطلق أيادي الجميع وأعطاها الحق في ذبح الضحية دون إستئذان من أحد .
إن دولة الإتحاد السوفيتي السابق بكل ممارساتها وبكل أشكال العنف التي إتبعتها لم تقتل المسلمين بهذه الصورة ربما أغلقت مساجدهم ومنعت صلاتهم .. وسجنت الدعاة منهم .. ولكنه لم يرتكب يوما هذه المذابح ..
