مقالات سياسية
شيوخ السياسة

قهوة مرة
عوض عدلان
**
في الفترة الكيزانية اثار طفل بمنطقة (رشاد) ضجة كبري حيث ادعي اهله قدرته علي علاج ليس الامراض المستعصية فقط ببركته ب (السكر والزيت) بل تطور الأمر الي إمكانيته تحقيق معجزات بعلاج حالات العمي وشلل الاطفال وتقاطر الناس من كافة انحاء السودان وحتي من خارجه يدفعهم الياس والأمل وتحولت تلك المدينة الصغيرة الهادئة الي سوق كبير وقبلة لكافة أنواع المرضي وزاع صيتها بصورة واسعة..
ولمعرفة تفاصيل الامر سافرت الي (رشاد) عن صحيفة (حكايات) وامضيت فيها ثلاثة ايام واجريت تحقيقا مطولا شمل المرضي ومرافقيهم واسرة الطفل (الفكي) واعيان المنطقة وقد اثار التحقيق ضجة كبيرة تداخلت فيها السياسة بالدين بالانتعاش الاقتصادي لسكان المدينة حتي اصدر مجمع الفقه الإسلامي بيانا اكد فيه بان ادعاءات اسرة الطفل باطلة ولاسند ديني لها اعقب ذلك امر من الامن يمنع فيه تداول اخبار ذلك الفكي الصغير بعد ان أعلنت اللجنة الشعبية في تلك المنطقة مقاطعتها للموتمر اذا مااقدمت السلطات علي منع ذلك الطفل من المعالجة..
أحداث متعددة عن خرافات يغذيها الفهم الديني الخاطئ كاحداث (بئر القضارف) التي ادعي البعض بانها تشفي المرضي وعمليات (الكي) الجماعي بمنطقة الكريمت بولاية الجزيرة التي انتشرت في فترة علي اساس انها اشفي المرضى ايضآ بالاضافة للعديد من الشيوخ الذين ظهروا وجنوا ملايين الجنيهات بادعاء امكانية شفاءهم لامراض قال العلم بعدم امكانية الشفاء منها ومازال بعضهم يعملون تحت بصر بل وحماية الدولة..
أحداث حرائق قريقس بحلفا الجديدة الاخيرة امتداد لمخطط (تجهيل) البسطاء وبسط سيطرة الأفكار الدينية عليهم وتحميل (الجن) مسئولية ذلك نهج كيزاني انتهجه لسنوات طويلة باحياء التاثير النفسي لمعرفتهم الحب الروحي للدين الاسلامي الحنيف علي عقول السودانين لتسهل السيطرة عليهم وتوجيههم حسب مخططات محددة والوعي والادراك والفهم العميق للدين الاسلامي هو السبيل الوحيد لمحاربة التجارة السياسية بالدين..
علينا جميعا ان نعمل لتنقية الدين من تلك العوالق والابتعاد عن الشائعات الضارة ومحاربة شيوخ الرقية والتنزيل وان نطلق جميعا حملة وعي دينية قومية فالدين انقي وأعظم من الالاعيب السياسية فالنجعل الدين لله والوطن للجميع..
هو بالله بتاعين التنزيل ديل شيوخ دين؟ إلا كان دين الشواطين هم البنزلوا القروش!