محمد حسن شوربجي
غبي من يظن ان سلمية الثورة ضعف وهوان ..
وانه سيجهضها بالدوشكات والتاتشرات ودهس الثوار وانكار القتل..
وان الثورة سترفع في النهاية راية ببضاء ..
ولكن مع الايام نري الثورة باقية وقوية وعلي سلميتها المعهودة ..
ولكن خوفي ان يأتي يوم تنقلب فيه هذه السلمية العظيمة ..
الثورة عنيفة وحتمية ..
فأرقام الشهداء في ازدياد مضطرد ..
والقتلة يمارسون القتل بكل اصرار و شهية ..
قال جون كنيدي :
الذين يجعلون الثورة السلمية مستحيلة سيجعلون الثورة العنيفة حتمية ..
وما اسهل ان تصبح ثورتنا عنيفة وحتمية ..
فقد يحمل الثوار السلاح لايقاف قتل الارواح الذكية..
وهكذا فعلت الكثير من الثورات..
ونحن الآن في السودان امام مشهد شبيه ..
فلقد بلغ السيل الزبي بالثوار ..
وبسبب الصراع القائم ما بين الحق والباطل والظالم والمظلوم..
ورغم كل محاولات الظالم في ان ينتصر لنفسه بكل السبل المتاحة كذبا ونفاقا..
بينما يحلق المظلوم نحو أهدافه وقد تخففت روحه من قيود الواقعية ..
وحقا فالثوار يدركون ان احلامهم اكثر واقعية ..
ولابد ان تتحقق كاملة وبالصمود والروية ..
ودعواتنا ان يوفقهم الله لكي يكونواهتداراب اقوياء في قمع عنجهية العسكر الغبية.
فكما للمنتصرين لغة فإن للمنهزمين لغة ..
وكما للمنتصرين مصطلحات فللمنهزمين مصطلحاتهم ومفرداتهم وطرقهم الغير سوية ..
ولا يمكن اعتبار ما ينالهم من مزيد الاحتقار إلا جزاءً وفاقاً لما قاموا من خلاله بخيانة أمانة الكرامة والشرف والحق ..
وليتهم يدركون ان الحق يبقي مشرقا في ضمير الأحرار .
وفي النهاية يبقى هذا الأمر صراعا ابديا ..
بين حرية تريد لجنودها ان يكونوا احرارا ..
وحرية اخري تريد لجنودها ان يكونوا ارقاء ..
فكم اشفقت اخوتي لإولئك الذين ظلوا يصفقون للطغاة والمستبدين ..
وكم اشفقت على ذلك الجمع الذي خرج يطالب بعودتهم وتجارة الدين ..
بل ولحال ذلك المسكين الذي شق حلقومه ليصرخ بأعلى صوته (الليلة ما بنرجع الا البيان يطلع) ..
فلقد رجع الي بيته فرحا بعد أن صدر البيان ..
وليت امنيته لم تتحقق ..
فلقد سقط السودان في قاع المجهول ..
وهكذا هم أعداء الثورات..
وهكذا هم اغبيائهم ..
فغالبا ما يتحدثون أن ما جرى ويجري ليس سوى مؤامرة على الوطن ..
وان من قاموا بالثورة هم شذاذ آفاق وهم سكاري ومخدرين ..
وهكذا هم يظنون ..
وهكذا هم يتمنون ..
وليتهم يدركون ان الثورة لا يفكر بها الا العقلاء ..
ولا يقوم بها الا الشجعان ..
ولا ينتصر لها الا الشرفاء ..
ورحم الله شوقي حين قال :
يا أيها السائل ما الحرية
سالتَ عن جوهرة سنية
تضئ أرواحا لنا زكية
يا نعمت الحياة بالحرية
لذاذة طاهرة نقية
تبعث في قلوبنا الحمية
تبعث فيها الهمة الأبية
فتأنف المواقف الدنية
وتألف المنازل العلية
العز كل العز في الحرية
يا جاهلا معاني الحرية
يا فاقدا حسّ الحياة الحية
عميت عن أنوارها البهية
صممت عن أنغامها الشجية
فأنت في غفلتك الغبية
أشبه بالبهائم الوحشية
لم تَرد الموارد الشهية
لم تعرف اللذائذ الهنية
موردك المذلة القصية
لذتّك النقائصُ البذية
تعيش عبدا حاله شقية
مستضعَفا تمقتك البرية
يا سالبا نفوسنا الحرية
يا راكبا مراكب الخطية
الله أعطاك لنا عطية
غريزة في خلقه فطرية
لَنبذلنَّ دونها ضحية
النفس والنفيس والذرّية
الثورة مستمرة و لن تتراجع و اسال السماني الصاوي