مقالات سياسية

شبابنا وخداع الثورة !

محمد التجاني عمر قش
يقال إن “الشباب هم أهم عناصر المجتمع ومن أهم ثرواته فهم عصب الأمة وروحها ، وقلب الوطن وسيفه المهند”؛ وإنما قيل ذلك لما فيهم من دماء حارة وعواطف جياشة وحماس متدفق وطاقة وقدرة على التحرك والعمل بكل نشاط وهمة لا تفتر . فما من ثورة قامت في العالم أو فكرة عظيمة إلا وكان الشباب من أوائل المتحمسين لها ومشجعيها. وحسب دراسة حديثة : “يمثل الشباب نسبة تقدر بنحو ثلث سكان العالم تقريبا ، في الوقت الراهن ؛ ولذلك تعطي كثير من البلدان هذه الفئة اهتماما كبيرا للاستفادة القصوى من قدراتها للنهوض بالمجتمع ؛ نظراً لأن الشباب هم القوة الدافعة والمحركة لأي عملية تغيير في المجتمع ، سواء كان ذلك التغيير سياسياً أم اجتماعياً أم اقتصادياً ، فضلا عن أنهم يشكلون نصف الحاضر وكل المستقبل”. ولعل هذه الحقائق ، هي التي جعلت قحت ومن يقف وراءها من ذوي الارتباطات بالدوائر التي تتربص شراً بالمجتمع المسلم عموماً ، والسوداني على وجه الخصوص ، تسعى للزج بالشباب الغض في أتون حراك طائش باسم ثورة مزعومة ، عبر شعارات فارغة من المعنى والمحتوى ، فهب الشباب ، بدون إدراك وتبصر ، يرددون تلك الشعارات ، ويغلقون الشوارع ، مع تخريبها وتشويه منظرها ، وتدمير الممتلكات العامة والخاصة ، وتعطيل حركة المرور وأشغال الناس ، بعد أن تركوا مقاعد الدراسة ، وكل ذلك بتأثير مباشر من الجهات التي تحرك خيوط اللعبة من وراء الكواليس . وما يزيد من قلق المراقبين أن الوجوه التي قدمت كقدوة ونموذج لهؤلاء الشباب ، كلها من ذوي الانحراف الأخلاقي والسلوكي ، ولكنهم تزيوا بلبوس خادع وتحدثوا بلغة هي غاية في المكر والخداع وصوروا الأشياء بغير حقيقتها ، وانطلى كل ذلك على شبابنا ، فكانوا هم وقود ذلك الحراك ودعامته ، بيد أنهم الآن أوشكوا أن يفيقوا من هول الدعاية المغرضة ، وتتكشف لهم الأمور ، وما خفي عليهم من أجندة ماكرة ، ونحمد الله أن تصرفات نشطاء قحت وتصريحاتهم المخالفة لقيم الشعب السوداني ، هي التي دقت جرس الإنذار مبكراً ، بلطف من الله . في هذا الصدد يقول البروفسور الفاتح عبدالدافع ، أستاذ التاريخ بالجامعات السودانية ، وأحد المهتمين بقضايا الشباب : “هؤلاء الشباب أحداث لهم نوايا طيبة ، وهم قوة كامنة ينبغي الاستفادة منها واستيعابهم من أجل ما هو مفيد لهم وللوطن ؛ لأن تدجينهم وتوجيه طاقاتهم للتخريب بالشحن الزائد لا يبني وطناً ، كما أن تعميق الخلاف وعدم الاعتراف بالآخر يضر بالأوطان ؛ ولذلك لابد من قواسم مشتركة لمعالجة الأزمة الراهنة . ولا أود أن أتهم أحداً في منهج تفكيره ، فليركب كل واحد مركبه ، ولكن ما نراه من تصرفات صبيانية ليست هي الطريق الصحيح للاستفادة من طاقات الشباب ، سيما وأن محاولة تقزيم الآخر والاستهتار به تولد فعلاً مضاداً ، فهل هذا ما نرجوه للأوطان”؟ بشكل عام فإن من يريد أن يحكم عليه مخاطبة هذه الفئة المهمة من المجتمع حتى يضمن الاستمرار في السلطة وتطبيق ما يعتقد من افكار أيا كانت . ولهذا السبب فإن شبابنا الآن بحاجة ملحة لإعادة تأهيل نفسي واجتماعي وسلوكي بعد تعرضهم وترديدهم لكل تلك الشعارات الهدامة التي تقف وراءها جهات ذات أهداف بعيدة المدى ، وهي لذلك تسعى للسيطرة على عقول الشباب ، حتى توجههم لأغراضها عن طريق تزيين الباطل ، والإغراءات المادية والمعنوية بطرق براغاماتية متنوعة ! إن ما نراه الآن من ممارسات يقوم بها الصبية والشباب في شوارع الخرطوم ، وغيرها من المدن السودانية ، لهو أمر يندى له الجبين ، فهؤلاء ينبغي أن يبصروا بمقاصد الجهات التي تخطط لهذه التحركات الرعناء ، ولذلك من المطلوب أن تتصدى لهذا العمل مؤسسات ذات وعي ومعرفة بقضايا الشباب ومعاجلة ما يشوب سلوكهم من انحرافات ناتجة عن موجة عاتية من الدعاية السياسية والفكرية التي تتعارض مع الوطنية والقيم السليمة . ونوجه نداء عاجلاً لأجهزة الإعلام، بعد أن انحسرت سيطرة قحت عليها ، أن تقدم برامج مدروسة للشباب ؛ حتى يستفيق من هذا التوجه المدمر للإنسان والوطن . وعلى جميع المؤسسات الاجتماعية والأكاديمية حث الشباب على عدم المشاركة في مثل هذه الأعمال العبثية التي تضر بعقول الشباب وتعرضهم للضياع الأخلاقي والاستلاب الفكري ، وتبعدهم تدريجياً عن سبيل الرشاد وصحيح العقيدة . إن هؤلاء الشباب لا يزالون من ذوي النوايا الحسنة والفطرة السليمة فإذا فرطنا فيهم نكون قد فرطنا في ثروة عظيمة . ونورد في هذا المقام قول أمير الشعراء أحمد شوقي:
حرصي عليك هوى ومن يحرص ثمينا يبخل والشح تحدثه الضرورة في الجواد المجزل
فنحن حريصون على حماية شبابنا وسلامتهم من كل ما من شأنه تلويث عقيدتهم وتشويه سلوكهم أو إهدار طاقاتهم فيما لا طائل من ورائه . ويا شبابنا لا تنخدعوا بأفكار ماركس ولينين وميشيل عفلق، وخطل الجمهوريين، وترهات المؤتمر السوداني، وشعارات العلمانية فهي تحمل كل ما هو مفسد ومضلل ، وتذكروا أن لكم آباء صدق من الغر الميامين، ذادوا عن حياض العقيدة والوطن ورفعوا راية أعظم حضارة عرفتها الإنسانية والتاريخ ، سداتها لا إله إلا الله ولحمتها حب الأوطان ، فنعم بها الجميع ونشرت السلام والعدل والحرية ، ودعت لمنظومة من القيم التي يؤيدها الوحي ، وترتكز على الحق، ولا يشوبها الباطل .

‫13 تعليقات

  1. الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل ليش بالنشاطوالاندفاع الذي قصدت أن تقول قد تم استغلاله من دوائر لا تريد خيراً لذا تعمدت اختصار الشباب في الحاضر لاندفاعهم ونشاطهم وتناسيت أنهم كل المستقبل لذا هم أحرص عليه وتنتفي بذلك فرية كونهم مدفوعين من تلك الدوائر! ألستم يا كيزان من تلك الدوائر فكيف فرطتم في ترك الشباب فريسة لهم؟؟ أم غلبوكم وشبوا عن الطوق؟

  2. الغريب في الأمر كاتب قبل اسمك حرف دال

    لكن شكلها لا تختلف عن دكتوراة حميدتي

  3. يا كوز يا معفن يا جبان … سكت من يوم قيام الثورة وعدت لوسخك القديم بعد الانقلاب … لا أدري لماذا تنشر الراكوبة وسخك .. أنت ساقط حتى بمعايير الكيزان

  4. خلاص يا اولاد يامعتوهين يامغشوشين بالثوره نسمع كلام من غش علشان يرجعو ويحكمونا شكلو لسه ماتم حق الفيلافي دبي وماتصرمح زي اخوانو خربتو ليه الرصه يلا ارجعو البيوت وخلي الكبار يلعبو
    يلا نضيع الباقي من عمرنا
    ياقش احسب واحد انخرج 97وشايل احلامه وهواهلواصطدمت بتمكينكم وطلع من البلد وضاع عمرو في المنافي تخيل بعد 30سنه بكون عمرو كم وقس عليها اشواقو واحلامو واهلو الماتو وماشافهم وعمرو السرقتو يعني الان عايزين الاولاد ديل يضيعو أحلامهم عشانكم وانت كل احلامكم فيلا وست
    عايزين ترجعو بطريقة دخل القش وماقال كش

    انت عارف الطلعو قبل30عام الان برضو بحزمو بقجهم المنافي جديده الله لابارك فيكم

  5. توصف التروس التى يصنعها الشباب لحماية انفسهم من الموت بانها تشويه للشوارع وتتجاهل تشويه الجنجويد لاجساد الشباب تحت القنص والتعذيب. خسئت ايها الانقلابى الدجال.

  6. (توصف التروس التى يصنعها الشباب لحماية انفسهم من الموت..)
    اي موت واي حماية انفسهم
    ديل صعاليك يقفلوا الشوارع عشان الناس ما تتحرك، مين اعطاهم هذا الحق وهل هناك شخص يخرج من بيته دون غرض
    ديل للاسف الشديد مخربين لأن المواطن البسيط هو من يتضرر وليس اي حكومة

    1. صعاليك من يقفلون الشوارع والكباري بالحاويات صعاليك من قفل الميناء وقطع الطريق القومي ومنع الناس الغذاء والدواء، صعاليك قتلة ومجرمين قتلة الشباب الحر، صعاليك عملاء الموساد الإسرائيلي خدم عيال زائد والسيسي. صعاليك سفلة من بدء عهدهم باغتيال الشهيد الطبيب الانسان د. علي فضل تحت التعذيب بدق مسمارفي رأسه وانتهى عهدهم الاغبروشيعه هوءلاء الشباب الثوارالتروس بارتكاب اخرمخازيه باغتيال الشهيد المعلم احمد الخير تحت التعذيب باغتصابه بإدخال حديدة في دبره، وجاء ذلك اللواء الكوزالكاذب الفاجر، تخيل لواء ومدير شرطة كسلا ليعلن دون حياء انه مات بفول مسموم!!!! فمن هم الصعاليك ياترى؟

  7. البيجي من الغرب ما بيسر القلب

    الانفصال هو الحل
    فك الارتباط المصنوع هو الحل
    قوات درع الشمال هي الحل

    تبا للكوز اينما حل
    والله فعل زى ماقال المثل داخل القش وماقال كش
    دا كلامك دا

  8. صعاليك من يقفلون الشوارع والكباري بالحاويات صعاليك من قفل الميناء وقطع الطريق القومي ومنع الناس الغذاء والدواء، صعاليك قتلة ومجرمين قتلة الشباب الحر، صعاليك عملاء الموساد الإسرائيلي خدم عيال زائد والسيسي. صعاليك سفلة من بدء عهدهم باغتيال الشهيد الطبيب الانسان د. علي فضل تحت التعذيب بدق مسمارفي رأسه وانتهى عهدهم الاغبروشيعه هوءلاء الشباب الثوارالتروس بارتكاب اخرمخازيه باغتيال الشهيد المعلم احمد الخير تحت التعذيب باغتصابه بإدخال حديدة في دبره، وجاء ذلك اللواء الكوزالكاذب الفاجر، تخيل لواء ومدير شرطة كسلا ليعلن دون حياء انه مات بفول مسموم!!!! فمن هم الصعاليك ياترى؟

  9. والله والله صدق من سماك “قش” فعلا” كلام زول قش ..بالله يا كوز يا عفن الكتل ده كلو البعملوا فيه برهان وسيدك الاسمو علي كرتي مع سيدو الجديد حميرتي السحل والقتل كلو ما إستفزاك فغط استفزتك المظاهرات يا بليد؟ والله إنت والمعاك فعلا” قش إسم علي مسمي ..أرجو ألا تحذف الراكوبة هذا التعليق لانه يستحق أكثر من ذلك .. نداء لقراء الراكبة الأحرار أردموا الزول القش ده بالله عشان تاني ما يجي يبيع قشو هنا 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..