مقالات وآراء سياسية

يوميات الإحتلال (23) يوم 26 فبراير حينما عانق المجد العنفوان

جبير بولاد 

.. يوم الأمس السادس والعشرون من فبراير ، كانت هامة التاريخ تنحني اجلالا واحتراما الي حبوبات وأمهات السودان والأجداد والاباء مع لقياء مؤكدة من بناتهم وابنائهم البواسل في أجمل لوحة يمكن أن تكون مفخرة لسنوات قادمة لكل السودانيين ، التاريخ يكتب هكذا من مجد اللحظة ورفعتها ، والتوكيد المتواصل علي أن لهذا الشعب سمات عميقة مشتركة ضاربة في جذور التاريخ والجينات ولم تكن هذه صدفة عابرة  .
.. كانت الدنيا مشغولة بعبثية الحرب في مكان آخر من عالمنا ، حربا تؤسس فيها الأطر لعالم جديد كم لوحنا من قبل الي أنه سيكون خلو من القيم والأساسيات الإنسانية التي بناها العالم عبر رحلة طويلة من المعاناة ، يراد لهذا التراث الطويل ان يتهاوي  وكأن التاريخ كتاب من الحبر القي في اليم فذابت كل حروفه ولم تبقي فيه الا أوراقه المهترئة ، ولكن بالمقابل كان السودانيين والسودانيات من مختلف الأجيال يكتبون تاريخ جديد ليعطوا للسودان والعالم الأمل من أن هنالك شعاعات ما زالت تقاوم ظلمة الحاضر لتمسك بصمامة خيوط الأمل وتعيد الثقة في العالم وأنسانه لمن فقدها .
كنا وكانت احلامنا المشروعة شعارات وخطوات تعزف لحن الثورة في الطرقات وكان الناس (اتنين اتنين) جدة ممسكة بجد بعروقهما البارزة يتساندان ويهتفان وسيرة بازخة من تاريخ الحب حاضرة بينهما وكذا في حب الوطن وام واب يمشيان كتفا بكتف ليعززا روح النضال في بناتهم الكنداكات وابنائهم الثوار الذين كانوا حضورا كما الشمس كل يوم لا تغيب  .
.. حينها يتذكر المرء الشاعر حميد وتطول قامته مع الصيدح العملاق مصطفي :
(اغني لشعبي ومين يمنعني) .
.. لن يستطيع أحد في الداخل أو الخارج ان يمنعنا من الغناء لشعبنا وفخرنا بمواريثه وإشعال جذوة نضاله المستمرة  .
.. هذه الثورة المستمرة الآن لسنوات تؤكد وترسخ كل يوم وعي جديد وتوق ايضا لواقع جديد لكل السودانيين وخرج السودانيين جميعا من خانة المفعول بهم الي خانة الفاعلين .
.. يظل حلف (الظلاميون) محلك سر وتظل ايام الثورة السودانية ومنذ صبيحة انطلاقتها من العام 2018 في الدمازين وعطبرة وكل مدن وأرياف السودان متقدة وتعطي الدروس ، الدروس التي هم – الظلاميين – في  حوجة ماسة لها كل يوم وساعة ، فكان درس موكب الآباء والأمهات درس باهر يعبر من بوابة التاريخ (اكتوبر/ ابريل) الي ساحة الحاضر بقوة (ديسمبر) ولكن حلف الظلاميين ، كما نعلم فأن الله – بعملهم – جعل لهم رؤوس لا تعي وعيون كليلة ، فالدروس تتري والعبر تتكاثر ولكن لا فائدة من قوم رهنوا أنفسهم للهوان والتردي والعمالة  الرخيصة والأدوار الوضيعة والمصالح الأنانية الضيقة ، لذلك سوف يركلون من شرفة التاريخ والوطنية الي أعماق لا غرار لها ، وسوف تكون هذه الأعماق هي المستقر لهم تصحبهم لعنات التاريخ كلما ذكروا و ما اظنهم سوف يذكرون إلا لماما  .
.. أبدا ابدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا .
.. الثورة وعي وفعل وبناء مستمر .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..