استشارى سوداني يروي قصته مع كرونا: (1-2) قبلة على الرأس من مريض ثم بدأت رحلة الالام

محمد يوسف وردى
كيف سيتذكر الناس وباء كرونا واهواله
وباية طريقة .. وهل سيكون بمقدور كل من تاثر بالجائحة ان يتذكرها وفق الطريقة التى يعتقد انه يجب ان يفعلها . ام سيلجأ كل واحد لتلوين قصته حسب تجربته الخاصة وتجارب الاخرين من حوله ومن ثم يجدد الماساة مع تفجير الذكريات الاليمة واستعادة اجواء عدم الشعور بالامان مجددا .. وماذا سيكون رد فعل اولئك الاشرار الذين قالوا ان المهووسين – الذين توقفت حياتهم الطبيعية بسب الهلع الذى صنعه فايروس كرونا – كانوا يبالغون !!
ان تجربة البشرية مع كرونا والتى لاتزال فصولها المريرة تتوالى لم تكن محض صدمة واحدة بل تسونامي صدمات روعت حياة الناس لدرجة ان البعض شبهها بالحرب العالمية الثانية ، الامر الذى يفرض على البشرية دمج ذكرياتها ومطالعة والاستماع للقصص التى يسردها الناجون من الوباء.
من اهم الكتب التى تناولت تجربة ذاتية سجلها احد الضحايا من رسل الرحمة : كتاب ( قصتى مع كوفيد ١٩ ) ، الذى صدر حديثا للطبيب الاستشارى السودانى – والعميد المشارك والمؤسس لكلية الطب باكاديمية راس الخيمة فى الامارات – دكتور الهادى الطيب عباس فقير ، وهى قصة حافلة بالمشاهد والوقائع والمفاجآت على راسها انتشار رائحة الموت وفقدان الاصدقاء الذين قيدت اسماؤهم فى دفاتر الموتى. يطلق المؤلف العنان لقلمه لكى يعبر عن مشاعره وتقييماته من وحى تجربته مع كرونا بصدق وشفافية وشمول وبتلك الدرجة من الصدق التى تسبق الصمت مباشرة . فيما يلى مقتطفات من الكتاب ننشرها كما هى لاهميتها دون تدخل من المحرر:
فى مستهل الكتاب اورد المؤلف لمحات عن تاريخ الوباء والرعب الذى باغت البشرية نتيجة لانتشاره بسرعة حول العالم مصحوبا بتغطية اعلامية مجنونة نشرت الهواجس والوساوس بين مختلف الاعمار فوق الكرة الارضية. علاوة على ان الكتاب يحوى صور اشعة ورسوما بيانية توضح تطور المرض عنده.
في الصفحات الاولى يتحدث المؤلف عن سيطرة الهواجس والارتباك وعدم الوضوح التى نشات لكون المرض جديدا على العالم ولم تتضح طرق علاجه ومضاعفاته بعد .ثم يستعيد الكيفية التى انتقل عبرها الفايروس اليه رغم الاحتياطات ومعايير الوقاية المشددة التى اتخذها هو على المستوى الخاص و المستشفى الذى يعمل به عموما ، وفى هذا يقول : أذكر ان أحد المرضى و هو كذلك صديق اتصل ليشكو من حمى لعدة أيام مع الام بالجسم و هو مريض بالسكري و الضغط
و قصور الشرايين التاجية للقلب فطلبت منه الحضور للمستشقى و التوجه للمكان المخصص لاستفبال المشتبه بهم و ذهب الى هناك ثم أصر على الحضور لعيادتي للتحدث معي و كان مصرا عند حضوره على تحيتي بطريقته المعتادة و هي احتضاني
و تقبيلي على رأسي و بذلت مجهودا كبيرا لاقناعه أن الوسيلة الصحيحة هي التحية و السلام عن بعد. و ثبت من بعد أنه مصاب بالمرض و مكث بالمستشفى للعلاج لمدة أسبوعين و الحمد لله تعافى رغم كبر سنه.
بداية الوجع:
ذهبت لعملي كعادتي صباح الثلاثاء الموافق التاسع و العشرون من سبتمبر 2020 و كانت العيادة كالعادة مزدحمة بالمراجعين
و كنت نشطا في ذلك اليوم و لكنني شعرت ببعض الأعراض البسيطة في نهاية الدوام و ذهبت لمنزلي و بعد تناولي وجبتي المعتادة شعرت بسعال بسيط و أعراض برد بسيطة و قررت أن أخلد للنوم مبكرا و تناولت معلقة من شراب للسعال و الحمد لله نمت جيدا كعادتي متخيلا أنني أعاني من أعراض برد خفيف
و هو ما اعتدت عليه منذ التزامي بأخذ تطعيم الانفلونزا سنويا مما قلل نوبات إصابتي بالبرد أو قلل من أعراضه و جعلني لست في حاجة للغياب عن العمل حيث أنني قبل مداومتي على التطعيم كنت أصاب على الأقل بنوبتين من الالتهاب الشديد التي تلزمني الفراش ليومين أو ثلاث على الأقل سنويا.
توجهت للمستشفى في اليوم الثاني الموافق الأربعاء الثلاثون من سبتمبر كعادتي قبل نصف ساعة من مواعيد العيادة و قمت بكل الإجراءات المعتادة من فتح الكمبيوتر و مراجعة ملفات مرضى اليوم السابق و مراجعة نتائج فحوصاتهم المخبرية و صور الأشعة و عند حضور مساعدتي من هيئة التمريض وهي تساعدني في ارتداء اللبس الواقي طلبت منها أن تكون مساعدتها من خلف ظهري لأنني لست في صحة جيدة رغم أنني لم أكن أفكر في احتمال إصابتي بفيروس كوفيد و كان كل ما أظنه حينها أنها النزلة الشعبية العادية التي تكون خفيفة.
شعرت ببعض التعب فقررت أن من الأفضل أن أذهب للمنزل
و ارتاح فى ذلك اليوم و حينها توجهت لقسم الطوارئ لأخذ إجازة مرضية و هناك طلبت الطبيبة المسؤلة أخذ مسحة للكوفيد مع اعطائي بعض الأدوية الوقائية من الكوفيد و توجهت بعدها الى منزلي ممنيا نفسي بيومين من الراحة أعود بعدها الى عملي الذي أحببته دايما
نتيجتك ايجابية
فوجئت اسرتى بحضوري المبكر و أخبرتهم أنني أشعر ببعض التعب و سأخلد للراحة و فعلا ذهبت لغرفتي و استغرقت في نوم عميق مريح. استيغظت لأفاجأ برسالة من المستشقى تفيد بأن فحص الكوفيد إيجابي و أنه علي أن أعزل نفسي و ألا أحضر للمستشفى الا اذا شعرت بأعراض شديدة وهي الرسالة النمطية التي ترسل لكل مريض اذا كان فحصه ايجابيا . نزلت من غرفتي للطابق الأرضي حيث أبلغت زوجتي بأن فحصي إيجابي و أنني سأعزل نفسي في غرفتي و ما يجب أن نتبعه من خطوات لحماية بقية العائلة. لم تأخذ زوجتي و ابنتي الأمر على محمل الجد و كانا يقولان أن الفحص أحيانا يكون غير صحيح و أسرت لي زوجتي بعدها أنها كانت تظن في البداية أنني أمازحها.
في الحقيقة كان هذا شعوري كذلك فأعراضي بسيطة لا تتعدى أعراض النزلة الشعبية التي كنت معتادا عليها و ربما سأعيد الفحص و يأتي سلبيا.
مع هذا الشعور بدأت في الابتعاد عنهم و تناولت وجبة الغداء لوحدي. قي هذه الأثناء أتاني اتصال من زميلي استشاري الباطنية و تناقشنا في الأمر و أبديت له رغبتي في أن أعزل في المنزل و لكنه فضل أن أعزل في المستشفى و لابد أنه وضع في الاعتبار سني الذي تجاوز السبعين و أصابتي ببعض الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم الشرياني و سكري خقيف و رغم عدم رغبتي في أن أنوم بالمستشقى تغلب علي طبعي بالالتزام بأوامر الأطباء و ذلك كان ديدني فاذا عرضت نفسي على طبيب حتى لو كان أقل مني سنا أو خبرة كنت دايما التزم بتعليماتهم.
و هنا أخبرت زوجتي و عائلتي بأنني سأتنوم بالمستشفى
و بالرغم من عدم رغبتهم في ذلك فلم يعترضوا كثيرا
دخولى المستشفى
ذهبت للمستشفى مستقلا سيارتي لوحدي بعد أن جهزت حقيبة بها بعض الملتزمات من ملابس و أدوات نظافة و حلاقة ، ووجدتهم قي انتظاري و الغرفة في منطقة العزل لمرضى الكوفيد و هي غرفة واسعة مجهزة بكل متطلبات المراقبة و مجهزة بالأكسجين و التمريض المدرب لاستقبال مرضى الكوفيد، و التعامل معهم.
في نفس الوقت ذهبت كل الأسرة للمستشفى لاجراء فحص الكوفيد و لم يكن أي منهم يشعر بأعراض للمرض و بحمد الله كانت نتائجهم سلبية. و لكنني كنت مهتما بحالة زوجتي و التي تعاني من ربو. و بعدها بيومين شعرت زوجتي ببعض الأعراض كحمى لم تتجاوز ال 38 درجة و بعض السعال و الصداع و رغم أن هذه الأعراض تشير الى الإصابة بالكوفيد الا أن الفحص المعاد كان سلبيا كذلك و بحمد الله تحسنت صحتها و كنا نراقب بدقة العلامات الحيوية بما فيها تشبع الأكسجين و ذلك عن طريق ابنتي الصغرى التي رفضت أن تعزل عن والدتها و مع ذلك فلقد تعاملنا مع حالتها على أنها مصابة.
لم أكن أشعر بأعراض شديدة غير بعض الارهاق و القلق من احتمال اصابتي بهذا المرض الذي لا يمكن التنبؤ بمالاته و كنت ما زلت على الانطباع بأن ما أعانيه هو أعراض نزلة شعبية.
و في اعتقادي أن أعراضي ستزول خلال يوم أو يومين و عندها أعيد الفحص الذي سيكون سلبيا خاصة و لقد أجريت الفحص قبل أسبوع و كان سلبيا و كان ذلك في الثالث و العشرون من سبتمبر. . دخلت غرفتي بهذا المفهوم و الانطباع و أجريت لي الفحوصات المخبرية الأولية و كانت مطمئنة ولا تشير الى اصابتي بكوفيد بالتحديد و معظم الفحوصات سليمة ما عدا علامة للالتهابات مرتفعة قليلا و هو ما يمكن أن يرتفع لأي التهاب. هناك بعض الفحوصات التي ترتفع في الكوفيد و هي كذلك شاهد على أن الاصابة شديدة و هي كذلك علامة تشير الى تطورالمرض
وتشير الى احتمال الإصابة بمضاعفات للمرض و كان معظمها في معدلات طبيعية!!
ارتفاع مفاجىء في درجة الحرارة
كانت كل هذه الفحوصات سليمة و هي نسبة الفريتين و نزع الهايدروجين اللاكتاتي و الدي دايمر. و عاينني الطبيب المعالج
و لم يجد لدي أية علامات بالصدر و كانت الحرارة طبيعية و كل العلامات الحيوية بما فيها نسبة تشبع الأكسجين طبيعية.
قضيت ليلتي الأولى بالمستشفى بدون أي أعراض و كانت حرارتي طبيعية و أنا في حالة اطمئنان لأن فحوصاتي لا تشير الى خطورة و أجريت لي أشعة مقطعية للصدر كانت سليمة.
و استغرقت في النوم كعادتي الى أن استيغظت صباحا يوم الخميس الأول من أكتوبر و الممرضة تقيس حرارتي و كل العلامات الحيوية في الجسم كانت سليمة. كعادتي بدأت يومي بأخذ دش وقضيت نهار ذلك اليوم و أنا أتجول ما بين قنوات التلفاز المتاحة و منها انتقل الى جهاز الكمبيوتر حيث بحثت في كل ما كتب عن المرض وذلك في المراجع المعتمدة ، و بالإضافة لقراءاتي السابقة لم أجد ما يمكن أن أضيفه لطرق العلاج حيث لا يوجد علاج مؤكد للفيروس و لكن هناك العلاج المساعد للأعراض و الأدوية التي يمكن أن تساعد في تقليل المضاعفات مثل مخثرات الدم و الفيتامينات.
ظهر لأول مرة مساء الخميس اليوم التالي لدخولي بالمستشفى ارتفاع في درجة الحرارة بمعدل غير مرتفع كثيرا و هو 37.4 درجة مئوية و عندها بدأت اعتقد بأنني ربما أصبت بالكوفيد حقيقة و ما زالت العائلة ترى أن ما أصابني لا يعدو أن يكون التهاب شعب هوائية بسيط. استمرت الحرارة بدرجات بسيطة لا تتعدى حاجز 38 درجة يوميا الى يوم الجمعة الثاني من اكتوبر حيث وصلت الى 38 و ارتفعت بشكل أخافني في مساء الأحد الرابع من اكتوبر الى 39.2 درجة مئوية حيث في نقاشاتي مع الزملاء من الأطباء كان حديثهم لي و لكي يطمئنونني أن الحرارة اذا لم تصل الى 39 فلا خوف و الان و لقد وصلت الى هذه الدرجة فما هي الاحتمالات؟!
غضب بلا بوح
ظللت في الفترة الأولى مداوما على عاداتي اليومية من أخذ دشي اليومي و رياضة بسيطة في الغرفة و بعدها شعرت بأن الذهاب الى الحمام و أخذ الدش يتعباني و أشعر بعدها بارهاق شديد
و حينها طلبت و تم توفير مقعد بلاستيكي كنت أجلس عليها
و استحم و بعد أيام لم أكن قادرا على الدش اليومي و صار يوم بعد يوم.
كانت هناك كثير من الاتصالات من الأهل و الأصدقاء و الزملاء سائلين عن صحتي و مستفسرين و كنت أرد على مكالماتهم في أغلب الأحيان. كان هناك ضغط من العائلة مرددين أنه لا داعي لبقائي بالمستشفى و في اعتقادي أنهم لم يكونوا يقدرون فداحة المرض و مالاته الخطيرة في حالة تطوره و لكنهم سيشعرون بالاطمئنان اذا خرجت من المستشفى . كنت أقلق من اصرارهم على خروجي من المستشفى و ينتابني الغضب أحيانا و لا يمكنني البوح لهم بما يحمله هذا المرض من مخاطر لأنني لم أكن أريد أن أقلقهم يما يحمله هذا المرض من مخاطر لا يمكن التنبؤ بها و لا أريد البوح لهم بما أحمله في صدري من هواجس و خوف. كانت تصل ممازحتهم لي بالقول بأنني مرتاح للجلوس في المستشفى
و أنني اتحاشى البقاء معهم بالمنزل
اتصال حاكم راس الخيمة
اتصل بي سمو حاكم رأس الخيمة في يوم الأحد و كان لاتصاله أثر كبير على معنوياتي التي ارتفعت كثيرا لأنك تعتقد أنك شخص يأخذك الناس على علاتك و لكن حين يكون الاهتمام بك على أعلى مستويات الدولة فهذا يعني لك الكثير معنويا و جسديا. سموه ليس حاكما مهتما بالرعية فقط و لكنني عرفت من أول مقابلة معه منذ حوالي ثلاثون عام أنه شخص ذو اهتمامات علمية و لا يمكن أن يحدثك عن شئ الا و لقد وافاك بمعلومات علمية مؤكدة، شخص لا يلقي القول على عواهنه و كم تناقشت معه في أمور طبية و تجد لديه من المعلومات المستحدثة مما يصيبك بالاستغراب كيف لشخص مثله مع كل مسئولياته أن يجمع كل هذه المعلومات. كنا تحدثنا من قبل اصابتي و تبادلنا الحديث عن مرض الكوفيد و يجب أن أصدقكم القول و لا أبالغ عند القول أنني استفدت كثيرا من معلوماته و كانت حافزا لي لمتابعة المستحدث يوميا فأنت لا ترغب في أن يحدثك و تظهر في مظهر الجاهل او من تخفى عليه بعض المعلومات. و طبعا هذه طريقة من طرق التعليم المستمر و تحسين الأداء الوظيفي بالتحديات و الأسئلة و النقاش. و في هذا أذكر أحد أكبر المعلمين في المملكة المتحدة و كان كذلك شهيرا جدا في مجاله الطبي على مستوى المملكة المتحدة و العالم و له عدة مؤلفات في مجاله. قال لي حين اشتكيت له من قلة التدريب و التعليم عند بداية الدراسات الطبية العليا في السودان أن أكبر حافز للتعليم المستمر هو وجود أطباء متدربين يسألون و حينها يكون تحدي للمعلمين للمتابعة العلمية
و لمست هذا شخصيا حين كنت أصر على الاجتماع اليومي لعرض المرضى المنومين بالمستشفى خلال عملي بمستشفيات سيف بن غباش و إبراهيم بن حمد عبيد الله حيث كان ذلك مجالا لاستعراض اخر مستجدات التقدم العلمي الطبي و يجب أن اعترف بأن ذلك كان له الأثر الكبير في محافظتي على المعلومات الطبية الحديثة و في اعتقادي لزملائي من الاستشاريين
و المتدربين من صغار الأطباء الذين كانوا يجتهدون في الحصول على أحدث المعلومات الطبية و يسالون عما خفي عليهم و يكون ذلك حافزا للبقية للبحث و الاتيان بالأجوبة.
تبع اتصال سمو الحاكم اتصال من أعلى مستويات الادارة الصحية في الامارة متحدثين عن اهتمام سموه الشخصي
و اهتمامهم و ابداءهم الرغبة في المساعدة في علاجي ووضع كافة امكانياتهم الصحية في خدمتي و كان ذلك مطمئنا لي حيث أنني و بحكم عملي أعلم أنهم الجهة التي تعالج و تتابع معظم الاصابات بهذاالمرض في الامارة و الأمارات الشمالية من دولة الأمارت العربية المتحدة كما أن لديهم استشاري للأمراض المعدية و الذي حضر لمعاينتي مع طبيبي المعالج الذي كنت أثق فيه كثيرا فلقد عمل معي لفترات طويلة و أعلم أنه يتابع التطورات الطبية العلمية و يتخذ من أسلوب الطب المدعم بلأدلة نمطا لسلوكه في المعالجة و هو الأسلوب الأمثل الذي كنت اتبعه
و أركز في الحديث عنه و أقوم بتدريسه لطلبتي في كلية الطب و أحث طلبتي و مرؤسي على الالتزام به.
جنس كسير تلج ..الدكتور الاخصائي المدرس الجامعى قال شنو ..استفدت من المعلومات لطبية لسمو حاكم راس الخيمة