مقالات سياسية

الدوشكا في مواجهة الشعب!! 

أطياف

صباح محمد الحسن

هجمت السلطات الأمنية والشرطية بالأمس على مواكب ‎مليونية28فبراير بطريقة وحشية ، إختلفت عن كل الاساليب السابقة التي كانت تنتهجها في عملية تفريق المواكب ، وكشرت أمس السلطات أنيابها ، وتعرضت المواكب للقمع المفرط بالرصاص الحي من الأسلحة الثقيلة والخفيفة والقنابل الصوتية واستخدمت ايضا الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى ارتقاء روح شهيد بمدينة أمدرمان اثر اصابته بالرصاص الحي في الرأس بعد ان تهشمت الجمجمة وتناثرت أنسجة المخ ، وسقوط عشرات الإصابات أمام القصر الرئاسي يعكس صورة مظلمة بتوقيع انقلابي يكتب يوميا في دفاتر الحضور ان غيابه من المشهد بات وشيكاً

وقالت لجنة الاطباء المركزية ان قنبلة غاز مسيل للدموع سقطت داخل غرفة العمليات بمستشفى الأربعين بأمدرمان في تعدٍ صريح وانتهاك لحرمة المستشفيات وحاصرت القوات الانقلابية المستشفيات ومنعت المصابين من تلقي العلاج بعد ممارسة العنف والقمع ووصفته بالسلوك الوحشي وغير الانساني ولا يمت للشرف والنزاهة والأخلاق بشئ، كما يعد انتهاك حرمات المستشفيات والمرافق الصحية من الكبائر ويكاد يوازي قتل الأرواح السلمية .

لكن ما الذي اثار جنون السلطات الانقلابية حد ( الهياج ) واشعل نيران غضبها ، و ما الذي ازعجها ودعاها للجوء للعنف المفرط بهذا الشكل ، وجعلها تستخدم الاسلحة الخفيفة والثقيلة لتفريق مواكب المتظاهرين السلميين والاعتداء عليهم وتهشيم جماجمهم ، فليس هناك سببا واضحا للافراط في العنف لكن يبدو ان تماسك قوى الثورة ووحدتهم ، واعلان ميثاق سلطة الشعب ونجاح مواكب الأمهات والآباء التي خرجت فيها الجموع الغفيرة امس الأول ، والتي نددت بالانقلاب وطالبت بتنحي لجنة البشير الأمنية ومحاسبة المجرمين الذين تعدوا على الثوار وقتلوا مايقارب المائة منهم ، هو السبب المباشر لتصرف السلطات الامنية ودخولها في هستريا جعلتها تمارس ابشع انواع العنف على المتظاهرين.

وقلنا بالأمس إن مواكب شارع الستين تختلف عن غيرها ودائما لها ما بعدها من قبل العسكريين ففي اكتوبر جاء بعدها الانقلاب والآن مارست السلطات بعدها اشد انواع العنف واقبحه لتترجم مشاعر الغضب عندها والضعف وتعبر عنه باطلاق الرصاص الحي فما حدث اكد بطريقة واضحة تصدع البيت الانقلابي من الداخل ، و ان الانقلابيين يعانون اضطرابا عميقا تتسبب فيه قوة الثورة التي فشلت كل المحاولات لإخماد نيرانها ، لكن أليس من الظلم ان يستمر القمع والقتل للشباب الذين هم ثمرة المستقبل لهذه البلاد في سبيل تشبث قادة الانقلاب بمناصبهم فقط ولا لسبب اخر .

ويقول الفريق عبد الفتاح البرهان، بعد كل انتصار للثورة وبعد كل عنف وقمع للمتظاهرين ، انه لن يسلم السلطة الا لحكومة منتخبة ، والغريب انه يقول ان القوات المسلحة تواجه بحملات تشويه ممنهجة لتشتيت وحدة القوات النظامية وزعزعة إيمانهم بالوطن ، داعيا الأفراد لتحمل هذه الإساءات ، هذا الحديث الذي يجافي الحقيقة فالفريق البرهان يريد فقط ان يجد مسوغا لما تقوم به سلطاته ، فمنذ اعلان انقلابه وحتى تاريخ الامس مات العشرات واصيب المئات من الشباب ، بسبب اجراءاته العقيمة ، وهل الاساءات توجه للمؤسسة العسكرية ام للجنة الأمنية ؟ والأهم من ذلك من الذي تسبب في جلب الاساءات للقوات المسلحة ، فمؤسف ان يترك الشخص الفعل رغم قبحه ويتمسك بردة الفعل ويرفع لها حاجب الدهشة والاستغراب

ما يحدث في البلاد هو قصة سلطات تستخدم الدوشكا لمواجهة شعبها الامر الذي يعد انتهاكا واضحا لحقوق الانسان ، و يجب ان تتعامل معه المنظمات المختصة ، بأنه من أسوأ انواع الجرائم التي ترتكب ضد الانسانية ، وضد ثورة الشعب التي كانت ومازالت ترفع شعار السلمية ، لكنها ورغم ذلك تتمسك بكل مطالبها واهدافها ، فلن تتوقف ولن تمل وتفتر من الحراك ، حتى يعيا الذين يطاردهم الخوف من مطاردتها وحتى تحقق انتصارها !!

طيف أخير :

يميل الناس للمبالغة في كل شي إلا اخطائهم يرونها غير قابلة للنقاش!!

الجريدة

‫6 تعليقات

  1. يا صباح انها الابادة الجماعية التي قام بها البرهان في دار والآن يطبقها في قلب لخرطوم ولكنه سيسقط سقوطا مدويا تتحدث عن الركبان رغم الدوشكات والانحطاط الاخلاقي فالشعب جايه متحزم ويرجي الراجيه.

  2. ومنعت المصابين من تلقي العلاج بعد ممارسة العنف والقمع ووصفته بالسلوك الوحشي وغير الانساني ولا يمت للشرف والنزاهة والأخلاق بشئ

    هل ورد نسخ ولصق هنا؟

  3. في الفديوهات الحايمة العساكر سكوا الجماعة بالسيطان بس
    يعني لو ضربوهم بالدوشكا معقول كان يكون القتيل شخص واحد وحتى هذا القتيل االشرطة تقول انه لا علاقة له بالتظاهرات
    خلي المبالغات البتسوي فيها دي.
    واجعاك فديوهات الجرية!

  4. كبرتيها شوية دوشكا كمان شكلك والله اصبت بعمى الالوان لم تستطيعي التفريق بين السوط والدوشكا مع اني كنت اقرا كل مقالاتك ولكن للاسف الان تفرطي في وصف التظاهرات وتصوريها بغير حقيقتها وكأن القيامة قامت مع ان السلطات لم تعد حتى تقطع النت والاتصالات وهذا دليل على اضمحلال التظاهرات كما ان التظاهرات العبثية الشبه يومية تفقدها جذوتها وتجعل منها اشبه بعمل العطالى والمتسكعين وعديمي الشغلة كمان تلقفها القحاتة اصبحوا هم اسيادها وداعميها املا في العودة من جديد لكراسي الخيبة

  5. الجماعة عردوا عريدة! يسموها مليونية العريدة.
    استخدام كل انواع الاسلحة الثقيلة اللي تتحدثي عنها بما فيها الدوشكا ليس لها الا دلالة واحدة اما الثوار فزوا او الثوار مصفحين، المرة الجاية اكتبي لنا لتحليل ذلك
    برضو اكتبي لينا عن ميثاق لجان المقاومة وما ورد فيه من نقاط عبقرية وجديدة لنج لم بفطن لها احد من قبل لحل مشاكل السودان من نوع اصلاح الاقتصاد وتوفير العلاج ومجانية التعليم! اضافة الى الرجفة من اي شي يثير الغرب مثل “تأجيل” التطبيع مع اسرائيل!! هههههه اي اي اي المقاومة قالت احي!

  6. (وتعرضت المواكب للقمع المفرط بالرصاص الحي من الأسلحة الثقيلة والخفيفة والقنابل الصوتية)
    الى جانب الدوشكا والاسلحة الثقيلة هم برضو استخدموا قنبلة نووية جابوها من كوريا الجنوبية ولجنة الاطباء المركزية فات عليها دا لأنو الضربوهم بالنووي لم يعد لهم اثر، يعني ذهبوا مع الهواء وبالتالي ما في واحد شعر بيهم
    ايه رأيك انفع محلل سياسي زيك ولا ما انفع!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..