
تقرير: الراكوبة
بعد نحو أسبوع من زيارته التي أحدثت جدلا واسعا، يصل ظهر اليوم بمطار الخرطوم نائب رئيس مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”عائدا من موسكو. توقيتات الزيارة أثارت جدلا واسعا، سيما أنها تزامنت مع الغزو الروسي لاوكرانيا، ما جعل السودان من وجهة نظر الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب روسيا، الأمر الذي جعل الاخير يستفسر عبر سفرائه بالخرطوم من موقف السودان حيال الأزمة، في وقت فيه نددت قوى سياسية ومجتمعية ومراقبون، بالزيارة وعدوها من حيث التوقيت منافية للأعراف الدبلوماسية فضلا عن اثارها المدمرة على علاقات السودان الخارجية، وبحسب متابعين ل ” الراكوبة” فان الزيارة سيكون لها إبعادها التي ستترتب عليها الكثير من الأشياء في الفترة المقبلة، خاصة في ظل محاولة السودان العودة لاحضان المجتمع الدولي عقب عزلة طويلة.
أزمة
أزمة كبيرة خلفتها زيارة حميدتي لروسيا في ظل انفتاح السودان على علاقاته مع الولايات المتحدة الأمريكية، هذه الأزمة لم تقتصر على العلاقات مع أمريكا فحسب، وإنما ألقت بظلالها السالبة على الصعيد الداخلي، في ظل حالة عدم الرضا من قبل المكون العسكري على الزيارة وتحفظ من البرهان نفسه، لاعتبارات كثيرة بحسب مصادر تحدثت ل “الراكوبة” في أولها تجنبه استعداء الدعم السريع في ظل الظروف التي تمر بها البلاد من صراعات وتشظي، وكانت قد كشفت تقارير صحفية عن مخاوف البرهان من مغبة حدوث انقلاب يقوده حميدتي أبلغ به المصريين، وبالنظر إلى اعتراءات المشهد تترا التساؤلات هنا وهناك عن صمت الجيش وعدم سعيه لنفي ما أثاره التقرير، ما اعتبره كثيرون حقيقة تكشف عنها مقتبل الايام.
تساؤلات
ومما لا شك فيه أن العلاقات بين (موسكو) و(الخرطوم) عميقة وراسخة لم تزحزحها التقلبات ولا التغيرات، بدأت منذ عهد المعزول البشير، ما جعلها اي _ روسيا _ ذات مصالح استراتيجية في السودان، سيما في منطقة البحر الأحمر. هذه المصالح وفق خبراء دبلوماسيين تعتبر مهمة لموسكو في مواجهة الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية، لكن التساؤل الذي يطرح نفسه هو هل تقتصر العلاقات السودانية على روسيا فقط؟ وما هي الآثار المدمرة للزيارة على علاقات السودان الخارجية؟ وبحسب الباحث والمحلل السياسي بجامعة أفريقيا العالمية أزهري بشير فإن زيارة حميدتي لروسيا سوف تنعكس سلبا على العلاقات السودانية الخارجية، مؤكدا في حديثه ل “الراكوبة” أن السودان يقف في مفترق طرق في علاقاته مع دول الغرب، خاصة عقب قرارات ال٢٥ من أكتوبر واستقالة رئيس الوزراء د عبد الله حمدوك من منصبه، موضحا أن الامر كان يحتاج إلى التريث.
وراى بشير أن أهم السيناريوهات التي سوف تترتب عليها الزيارة تتمثل في تراجع المجتمع الدولي عن قراراته التي صدرت تجاه السودان في مؤتمر باريس، ما يحتم على النائب اليوم تبرير توقيتات الزيارة.
تطور العلاقات
وتعد زيارة نائب رئيس مجلس السيادة حميدتي الى موسكو، هي ثاني دعوة رسمية لمسؤول سوداني منذ سقوط البشير، فقد سبقه للزيارة في أكتوبر ٢٠١٩ رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، إلى مدينة سوتشي الروسية للمشاركة في القمة الروسية الافريقية بدعوة من الرئيس الروسي فلادمير بوتن، وقد اجرى البرهان خلال تلك الزيارة لقاء مع الرئيس الروسي بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، كما ناقشت تلك القمة تطور العلاقة الروسية الافريقية وتوثيق التعاون في مجالات محاربة الارهاب والاتجار بالبشر، وفي خضم تطور العلاقة بين البلدين، فقد اعتبرت موسكو قرارت ٢٥ أكتوبر ليست انقلابا عسكريا واتهمت الرافضين لسيطرة الجيش على الحكم في البلاد بارتكابهم اعمال عنف.
ليس من المصلحة
بالمقابل يرى استاذ العلوم السياسية د. عبدو مختار أن زيارة حميدتي الي روسيا سوف يكون لها تأثير سلبي على علاقاتنا مع الغرب، مؤكدا في حديثه ل “الراكوبة” علي أن السودان من مصلحته توطيد علاقاته مع دول الغرب بإعتباره مركز الثقل العالمي وهو الذي يقدم مساعدات.
واتنقد في السياق الزيارة موضحا انها لن تؤدي إلى أي تقدم في العلاقات، لان حميدتي لا يملك السلطة في تأسيس العلاقات الخارجية بحد قوله، وتابع: حميدتي ليس رئيس وزراء ولا عضو في جهاز تنفيذي ولا هو منتخب حتى يحدث تطورات في العلاقات الخارجية مع الدول، وعلاقتنا مع روسيا في هذا التوقيت ليس من مصلحة السودان
((((بالمقابل يرى استاذ العلوم السياسية د. عبدو مختار أن زيارة حميدتي الي روسيا سوف يكون لها تأثير سلبي على علاقاتنا مع الغرب، مؤكدا في حديثه ل “الراكوبة” علي أن السودان من مصلحته توطيد علاقاته مع دول الغرب بإعتباره مركز الثقل العالمي وهو الذي يقدم مساعدات.
واتنقد في السياق الزيارة موضحا انها لن تؤدي إلى أي تقدم في العلاقات، لان حميدتي لا يملك السلطة في تأسيس العلاقات الخارجية بحد قوله، وتابع: حميدتي ليس رئيس وزراء ولا عضو في جهاز تنفيذي ولا هو منتخب حتى يحدث تطورات في العلاقات الخارجية مع الدول، وعلاقتنا مع روسيا في هذا التوقيت ليس من مصلحة السودان))))))))))))))
حقيقة…