تغيير عادات أم ثقافة.. رفع (الفراش).. العزاء ينتهي بمراسم الدفن!!

تقرير .. مي عزالدين
تغيرت في الآونة الأخيرة العديد من الثقافات وتبدلت العادات اليومية التي كنا نراها ونتعايش معها في كل البيوت السودانية.. في بيوت العزاء وبعد دفن الميت بات المعزون يأخذون يوماً واحداً في أغلب الأحيان، ومن ثم يتم رفع “الفراش” كما يقولون..وينصرف كل على منزله وكأن شيئاً لم يكن.. (اليوم التالي) قامت بجولة داخل بيوت العزاء لمعرفة أسباب تغيير العادات، وهل للظروف الاقتصادية الحالية دور في ذلك؟ وهل أصبح وجود المعزين لثلاثة أيام أمراً مكلفاً لأهل الميت أم هناك أسباب أخرى أدت إلى ذلك؟
*فقد عزيز زائد تكاليف..
قال محمد مكي (مهندس)
إنه من عاداتنا السودانية الوقوف إلى جانب أصحاب الأفراح والأتراح أي المساعدة والتخفيف عن أهل الفقيد، لكن في الزمن الحالي الموضوع أصبح صعباً للغاية مع الظروف الاقتصادية والصحية التي يمر بها العالم والسودان.
وأضاف مكي؛ أن الوضع الآن لا يتحمل تكاليف ذوي المتوفى، وهذا يؤدي إلى صرف مبالغ مالية أضعافاً مضاعفة من الصرف، سواء كان في مستشفيات وعمليات وعلاجات وغيره،
وختم بقوله؛ انتهاء العزاء بانتهاء مراسم الدفن حالياً هو الأفضل والأنسب للوضع والظروف التي نمر بها في بلادنا، لأن الاحتياجات تكلفهم أكثر من طاقتهم في تحمل أعباء أخرى، وهم مكسورون والحزن يخيم عليهم، وهناك من يضطر للدخول في مديونية ويحتاج تسديدها عدة أشهر.
وقال؛ يمكن أن نساعده بأن نخفف ولا نضغط عليه بتكاليف أكتر منه..
*جائحة كورونا..
فيما قال سامي طه (إعلامي) :
إن العزاء في العادة يكون بانتهاء مراسم الدفن، وهي أصبحت سنة، وذكر أن اختصار العزاء في يوم واحد بات واقعاً في الآونة الأخيرة بعد جائحة كورونا، لأن أغلب أهل الميت يكونون مصابين بكورونا يتطلب أن يكون محجوراً، مضيفاً أنه يرى ذلك شيئاً جميلاً لأن العزاء أكثر من ٤ أيام يكون مكلفاً حتى لو تم رفعه في العادة تكون الناس موجودة ولا ينتهي، وتكون البيوت مفتوحة لتلقي العزاء.. وأشار سامي إلى أننا نحتاج لثقافة معينة، وهي كيفية التعامل مع العزاء بشكل إيجابي يعود بفوائد على الميت وأهله، وهي سنة عن طريق الدعاء له، وذكر محاسنه التي يعرفها أهل وأصدقاء المتوفى، إلى ذلك نعمل على التكافل وهو أمر جميل اعتاد عليه الشعب السوداني عن طريق الكشوفات، وإذا كان العزاء ليوم واحد أو أكثر لا يمنع المعزين أن يتواصلوا مع أهل الميت، كما يرى أنه يمكن ترك العزاء لمدة ثلاثة أيام حتى يستطيع الغالبية تقديم العزاء..
*حقبة جديدة..
في ذات الصدد قال د. أمين علي (مستشار إعلامي) إن المجتمع السوداني انتقل إلى حقبة جديدة في تغيير العادات المرتبطة بمراسم العزاء، وبدلاً من أن يستمر العزاء لعدة أيام أصبح من الشائع جداً أن يخطب صاحب العزاء عند جموع المحتشدين لحظة الدفن موجهاً شكره لهم ويخبرهم بأن الأسرة لا تنوي إقامة عزاء، وأن العزاء ينتهي بانتهاء مراسم الدفن.
وهذه العادة ليست جديدة تماماً وإنما وصلت إلى هذه المرحلة بالتدرج، حيث كان يتم اختصار أيام العزاء من ثلاثة أيام إلى يومين وإلى يوم، ومن ثم إلى العبارة المنتشرة حالياً ” ينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن”. وتعود أسباب اختصار مراسم العزاء إلى عدة تغيرات صاحبت المجتمع السوداني في الفترة الأخيرة من ضمنها الوضع الاقتصادي الضاغط على كاهل الأسر، إضافة إلى التغيرات العالمية المرتبطة بواقع ما بعد جائحة كورونا، إضافة إلى انشغال الكثيرين وصعوبة التنقل وعدم قدرتهم لملازمة بيوت العزاء لفترات طويلة..
اليوم التالي