مقالات متنوعة

سلمية الثورة

عبدالعظيم ابراهيم

  • تدهور مريع لنظام التعليم
  • انهيار تام للنظام المصرفي
  • شلل كامل لاقتصاد البلاد
  • خدمات صحية صفرية
  • انعدام البنى التحتية في جميع انحاء البلاد بما فيها العاصمة القومية
  • تراجع الدور الاقليمي والدولي للسودان
  • صفر صناعة
  • تدمير كامل للمشاريع الحيوية وخاصة السكة حديد والمشاريع الزراعية
  • ملاحة جوية متهالكة وتكاد تكون معدومة!
  • فقدان ربع مساحة الدولة السودانية
  • فقدان منطقة حلايب وشلاتين الشرقيتين بالاضافة الى الفشقة ومناطق اخرى
  • اندلاع الحروب الاهلية في معظم مناطق البلاد
  • تفتيت النسيج الاجتماعي بين مكونات الدولة وانتشار التفرقة الجهوية والعنصرية القبلية البغيضة
  • تفكيك واضعاف الجيش السوداني واحلال محله مليشيات طائفية وجهوية
    والحق يقال اذا اردنا احصاء هذه النتائج الكارثية لاحتجنا يوما كاملا لانجاز ذلك فحسبنا هذا.

عندما استولت الحركة الاخوانية على السلطة في اواخر الثمانينيات كانت تتبجح وتتشدق بما اسمته بالمشروع الحضاري للسودان فاستبشر الناس خيرا بذلك وراوا في البشير انه قائد السودان لمصاف الدول العظمى وخاصة مع بداية استخراج النفط من الاراضي الجنوبية رغم الحرب الاهلية الدائرة انذاك ، ولكن من كان يعلم ان هذا الدكتاتور سيقود البلاد الى الهاوية ويقوم بزرع شجرة الفساد العظمي التي تتمدد جذورها في اعماق الدولة السودانية كالاخطبوط لتمتص كل شيء وتقضي على الاخضر واليابس بل وتصبحت الدولة السودانية العظمى تتسول دولا لم تكن موجودة اصلا في الوقت الذي كان السودان يمثل مهد لحضارات عريقة امتدت لالاف السنين.

فما ان قامت حكومة الشؤم بتصدير النفط الا وبدات ترفع شعارات زائفة ومعادية لدول لم تكن لنا عداء معها اطلاقا كامريكا وروسيا اللتين دنا عذابها انذاك فرفوا شعارات مثل سودانا يدوس على الامريكان والروس والطاغية الامريكان لكم تتدربنا وهلم جر من الشعارات الظلامية ذات الطابع الداعشي المتطرف ، فبالله عليكم نظام ياتي عبر الانقلاب على ظهر الة عسكرية ليلا وبعد وقت قصير يعلن الحرب على امريكا وروسيا قطبي العالم وانتم تعلمون ماهي امريكا وماهي روسيا !! وليتها وقفت حكومة الجبهة عند هذا الحد بل قامت بخطوة ربما ازهلت الجميع حيث قامت باستضافة زعيم تنظيم قاعدة الجهاد اسامة بن لادن الملاحق دوليا ، حيث فتحت معسكرات لتدريب الجهاديين باشراف مباشر من الهالك حسن الترابي عراب هذا النظام الفاشي وقتذاك ففي سنوات قليلة اصبحت الدولة السودانية مصدر قلق للمجتمع الدولي الذي ارقه هجمات المتطرفيين وكان يكافح بصورة مستميتة مايسمى بالارهاب الدولي المتمثل في القاعدة وحليفاتها من حركة الشباب الصومالية وجماعة بوكو حرام النيجيرية وتنظيمات ايدولوجية اخرى كطالبان في باكستان وافغانستان.

بسبب هذا النهج العدائي الذي لا اجد له تبريرا سوى محاولة لابراز العضلات للمجتمع الدولي تعرضت الدولة السودانية لازمات اقتصادية وامنية كبيرة حيث فرضت الولايات المتحدة الامريكية عقوبات اقتصادية قاسية كادت ان تشل اقتصاد البلاد تماما ، كما تعرضت الدولة لهجوم صاروخي خارجي من الدولة صاحبة العقوبات نفسها حيث تم تدمير مصنع الشفاء بذرائع واهية زعموا انه يحتوي على اسلحة دمار شامل ! ومن هنا وضعت امريكا الحكومة السودانية نصب عينها وبدات الادانات الدولية تصدر من هنا وهناك ضد الحكومة المتطرفة فتم وضع البلاد في قائمة الدول الراعية للارهاب الدولي ومن هنا بدات حلقات مسلسل الفشل تتابع حلقة تلو الاخرى حتى وصلنا الى النتائج الكارثية المذكورة اعلى هذا المقال ومازال البشير يمارس هويته السابقة في الكذب وتضليل المجتمع الاهلي بانه يواجه مؤامرة خارجية تستهدف وحدة البلاد وامنها وبدا الرجل يعلق فشله الذريع على شماعة العقوبات الامريكية التي اصلا تم رفعها اواخر العام 2017م.

وبعد هذا كله نجد البشير يتحدث عن الانجازات التي حققتها حكومته واي انجاز ، انه يرى العمارات التي تطاولت في الخرطوم انجاز كما تحدث لاحد الاعلاميين في احدي القنوات الفضائية، وكذلك يتحدث عن ما يسميه بثورة التعليم العالي متحدثا عن الجامعات والمدارس المنتشرة في السودان والتي اذا جمعناها كلها لا تساوي جامعة دولية واحدة ، جامعة الخرطوم مثلا التي كنا نفاخر بها العالم اصبحت الان في حالة يرثى لها ولا حول ولا قوة لها فهي الان اصبحت تتذيل قائمة الجامعات العالمية وكذلك الرجل يتحدث عن المستشفيات التي هو شخصيا لايعترف بكوادرها وذلك بتلقي العلاج خارج البلاد والطرق والكباري المتهالكة والمنتهية الصلاحية واصبحت خربة كعقل الرجل تماما.
فحكم البشير ومليشيات الاخوان تعتبر اكبر كارثة حلت بالبلاد منذ نشوء الدولة السودانية ، حيث لم تشهد الدولة دمارا مثل ما شهدته في عهد هذه العصابة الارهابية الغاشمة التي جثت على صدور الخلق على حين غفلة من امرهم ، فهؤلاء هم اصحاب المشروع الحضاري المزعوم فهم حينما تحدثوا عن انهم اصحاب حضارة وفكر فعلا كانوا صادقين لان هذه هي حضارتهم وافكارهم التي تمخضت عنها النتائج المدمرة التي ذكرناها في بداية المقال.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..