مقالات وآراء

حتي أطفالنا يسألون: متي يعود حمدوك؟

د.فراج الشيخ الفزاري

سألني حفيدي (باسل) ذو العشر سنوات ،ببراءته الطفولية، وهو يشاهد علي احدي القنوات السودانية، أناسا ،غبر الوجوه، يتحاورون ،وقد علت أصواتهم، وتداخلت واختلطت لهجاتهم، ويتطاير الشرر من أعينهم قبل افواههم، قائلا: جدو…متي يعود حمدوك؟ وكأنه قد أجري مقارنة ذهنية سريعة بين ما كان ويتأدب به حمدوك من قول ولقاءات عبر حواراته التلفيزيونية،علي قلتها، وهؤلاء أصحاب الرؤوس الخاوية الذين يطلون علينا كل يوم وآخر في أحاديث وحوارات سفسطائية مملة وبعيدة تماما عن لب وجوهر المشكلة السودانية.
والطبع، لا أملك لك ،يا صغيري، جوابا..ولكن سؤالك لك مؤشرات تدل علي أن حتي أطفالنا، وهم مولودون ويعيشون خارج الوطن،أصبحوا يدركون ويتألمون لمحنة الوطن الأم.
ثم فاجأني بسؤال آخر، هل هؤلاء الناس من السودان؟ واذا كانوا كذلك،فلماذا يكرهونه ويتكلمون عنه بتلك السخرية واللامبالاة؟
وبطبيعة الحال، بدأت افكر في السؤال الأهم..وأقول: ولماذا لا يعود حمدوك…فقد ضاع الوطن وتاه ، عاد بنا الزمن إلى العصور الوسطي التي عاشتها أوروبا في القرن الخامس وحتي الخامس عشر الميلادي …قرون مظلمة ومتواصلة حتي جاءها الخلاص بعودة الوعي والاشراق مع تباشير عصر النهضة…وثورة ديسمبر المجيدة وشبابها ( ثورة وعي) ولن تهزمها جحافل الظلام والايدي الشريرة وأولهم الحركات المسلحة ،التي اتضح بما لا يدع مجالا للشك، أنها ( عصابات) مسلحة ليست لها قضايا وطنية تحارب من أجلها.
عودة حمدوك لقيادة الدولة السودانية الحديثة ،ليست بالصعبة أو المستحيلة لو في قلوبنا رأفة او شفقة ومحنة بهذا الوطن الجريح..ولن تجد هذا الشعور والاحساس بالمسؤولية ، لا في هذه الحركات المسلحة ( المتوحشة) ولا في فلول الاحزاب البائدة.. بل وحدها القوات المسلحة النظامية..ولجان المقاومة الباسلةوقوي الثورة المعروفة،اذا تصافت النفوس ، فهي الوحيدة القادرة للقيام بهذا الدور ، حتي تستطيع بالتوافق دعوة حمدوك بالعودة واستلام السلطة المدنية كاملة الدسم والصلاحيات بالضمانات الإقليمية والدولية واعادة تشكيل مجلس السيادة بالتوافق بين هذه الكيانات باعتبار الشراكة التي ساعدت علي نجاح الثورة.
فإذا حدث ذلك الوفاق الوطني ،فلتعد كل الحركات المسلحة( مع نزع سلاحها) من حيث أتت، إن أرادت العودة،او الانخراط في الحياة السياسية المدنية المقبلة ،التي يتم الاعداد لها وتشكيل ملامحها خلال الفترة الانتقالية.
ويبقي سؤال جوهري..وهو لماذا لابد من استيعاب أفراد الحركات المسلحة في بنية القوات المسلحة النظامية؟ فقد كانوا يحاربون نظاما وفقا لأهدافهم.. والآن ذهب النظام وانتهت المهمة شأنهم شأن كل ( الثوار) الآخرين ، فلماذا الاصرار علي استمرار ( الصفة) و( التوصيف) العسكري التي اكتسبوها خلال حرب العصابات التي خاضوها؟
ويبقي السؤال قائما.. متي يرجع حمدوك؟ اعتقد الإجابة عندي القوي الوطنية المخلصة لو أرادوا بالسودان خيرا ..عندها لن يتردد القائد الوطني حمدوك من تلبية نداء الوطن …
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@ hotmail.com

‫17 تعليقات

  1. حمدوك لو موجود احسن من وجود السكران و اتباعه من ال دقلو لكن هو خذلنا ب اتفاقه مع العسكر

    1. حمدوك كان يحسن النية
      لكن متلازمة كيزانوف قد اصاب كل من كان بالسودان خلال الثلاثين سنة الماضية. ليست لدينا غير الحس كوعك وقشو واكسح وما تجيبو حي …هذه كلمات لاناس تخرجو من جامعات سودانية مرموقة جدا لكنهم تاثرو بالسلوك الكيزاني البغيض…لذا لم نستطع فهم حمدوك ونكون مثل رصانته وتهذيبه .. انا احب حمدوك لانه لم يتاثر بمتلازمة كيزانوف والوحيد الذي يمكن ان يثق فيه الجميع…حتى العالم الخارجي يثق في حمدوك لصدقه ورزانته…. ابوندللك..كما يقول السيد جبوري.

  2. حمدوك كان بصيص الضوء الذي اعطانا له الله ولكن طفاته فلول الظلام من العسكر والاحزاب التي لا تري ابعد من موقع قدميها

  3. يا دافوري حمدوكك احترق عندما وضع يده مع الانقلابيين. اللعب اﻻن عند لجان المقاومة وحواء السودان وﻻدة وانسي وهم حمدوك. دائما مقالاتك خارج النص.

  4. سوف يعود دكتور حمدوك لا محالة هو الرجل الوحيد الذي يمكن ان يخرجنا من هذا النفق الذي ادخلنا فيه صعاليق السياسة الذينا لا تهمهم غير مصالحهم الحزبية اما الذينا يرددون بغباء حواء السودانية ولادة باللهي اعطونا اسم واحد فقط يمتلك ادب وحكمة دكتور حمدوك حتي الدول المحترمة دول العالم الاول اجمعت علي انه افضل رئيس وزراء مرة علي السودان

  5. حمدوك اثبت انه فاشل ، ولن يرجع مرة أخرى ابدا ، ليست لديه شخصية ، ولا إرادة سياسية ، ساعد في تمكين العسكر في رؤوسنا بشخصيته الباهتة ، ولم يكن حازما وجادا في محاربة ومكافحة وباء الكيزان ، لما شعروا بأنه شخص ضعيف تمددوا مرة أخرى . هل من المعقول رئيس وزراء ثورة بعد ان ترك المنصب ان يظل ساكتا حتى اليوم ليكشف لنا أسباب خزلانه لنا ، ربما لا يريد ان يصادم العسكر ولا الكيزان الذين أتوا به ( لولا ان رشحه المؤتمر الوطنى لوزارة المالية لما سمع به احد )

    1. فعلا صعب حمدوك ينجح اذا كنت انت بتتكلم بقطعية زي دي و كمان بتسرق لسان الشعب و بتصدر احكام نهائية و تفترض وقائع ما عندها اي سيقان !
      يعني ينجح كيف بس!
      قصتك دي بس تخلي الزول يتحسر علي الممارسه السياسية في السودان ؛ اصلا من زمان هي في معظمها غوغائية و هتافية و جاء نظام الانقاذ الهالك اعمل فيها معاول فساده ا
      ضغثا علي إباله

  6. لك التحية دكتور فراج فقد طرحت سؤال في غاية الاهمية وهو متى يعود حمدوك؟ لقد اثبتت الايام والتجربة التي يعيشها وطننا المنكوب ان ما من احد اقدر على اخراج وطننا مثل دكتور حمدوك. كانت واحدة من اسوأ اللحظات التي مررت بها عندما سمعت بنبأ استقالته. اما من يقول ان حمدوك احترق عندما وضع يده مع الانقلابيين فنقول له بهدوء لقد سعى حمدوك لحقن الدماء وهو امر لا يحتاج الى عبقرية لكي يفهم كما انه لم يرد ان يخسر الوطن ما تحقق خلال فترة عمله كرئيس للوزراء. الحل الناجع هو تراجع العسكر عن الانقلاب وعودة حمدوك لقيادة السفينة ووقوف كل الناس معه ان كانوا يريدون للوطن خيرا. وان شاء الله سوف يعود ولك التحية دكتور.

  7. حمدوك يبدو أنه كان في عجلة من أمره – في احدى زياراته لأثيوبيا اعتذر لأبي احمد عنن تلبية الدعوة تناول وجبة العشاء وقال المرة القادمه سنلبي دعوتكم وحنمشي البار والكلام دا مسجل صوره وصوت في تلفزيون السودان القومي.

    1. و الله هسه بعد كلامك ده – فعلا الصغير باسل ليه حق يقول ديل من السودان !
      ياخ معقوله انت من السودان !

    2. المؤلم انو اسمك ( المنتحل) مطابق لاسم مناضل عظيم !
      رحم الله المناضل مصطفي نصر بقدر ما احب هذي البلاد!

  8. اذا اردنا ان نستفيد من قدرات حمدوك اولا يجب كنس الساحه السياسيه من عفن العسكر و الكيزان و الاحزاب المتهالكه و حركات الارتزاق المسلح و سماسره السياسه الاهليه هذا هو الجو الوحيد الذي يستطيع ان ينجح فيه مثل حمدوك او اي قائد نظيف سكه طويله سودان منحوس

  9. كلنا ننتظر عودة الرجل المهذب الخلوق د. عبد الله حمدوك.
    اليوم الذى استقال فيه حمدوك، اظلمت البلاد وانطفأت الشمعة الوحيدة التى كانت تقضى ظلام السودان.

  10. لو اتينا بملاك لن يستطيع فعل شئ ذو فائده للوطن.. ما دام هناك هؤلاء

    لو كانت هناك ذره من الوطنيه لتقدم الوطن

  11. جل من لا يخطئ والكمال لله وحده، حمدوك هو الخيار الافضل المتوفر لنهضة هذه البلاد اذا قدر لها ان تخرج من الظلمه الماثله رغم ما يشعر به الكثيرون من مراره بسبب بعض مواقفه وادائه و لكن تلمس حبهم له رغم تعليقهم السلبي و تعليقهم فقط ينم عن احباطهم منه.

  12. يا ناس حمدوك احترق ومات وشبع موتا، كيف يرجع تاني يا فزاري ورينا تاني تاني تاني، ربما يأتي متطي دبابة او ذبابة اللعب الان عند لجان المقاومة.

    1. – احترق ومات وشبع وموتا – لا بالله؟ انتي يا اخوي صاحي ولا ضارب ليك حاجة؟ اولا حمدوك والحمد لله حيا يرزق. ثانيا: حمدوك لم يبع وطنه او دينه بدنانير معدودة بل انسحب من الساحة بهدوء بعدما وضعت امامه العراقيل وهذه لا تحتاج حتى لطفل صغير لكي يفهمها. ثالثا: التجربة المرة التي مر بها الشعب السوداني بعد 25 اكتوبر 2022م اكدت ان ربان السفينة وحاديها القادر على اخراج السودان من ورطته وتوصيله الى بر الامان هو الدكتور حمدوك. اما الكيزان والعملاء والخونة الذين يأتمرون بتعليمات الاجنبي من شاكلة “حمدوك دة لازم يمشي” وهللوا وفرحوا لذهابه فلن تسعدهم عودته. لكنه بإذن الله عائد. وسنرى من يحترق ويموت قيظا يا حسن علي عند عودته القريبة بإذن الله واتمنى ان نسمع تعليقك وقتها والايام بيننا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..