مقالات سياسية

المهدي المنتظر لجماعة القصر

بشفافية

حيدر المكاشفي

أرجعت الهيئة القيادية لقوي الحرية والتغيير (الميثاق الوطني)، وان اشكل عليك التعرف على هذه الجماعة، نزيدك تعريفا بأنها الجماعة التي أطلق عليها مجموعة (اعتصام الموز) ولك ان تقول (اعتصام القصر) وصارت تعرف بهذين الاسمين اكثر من اسمها الرسمي، أرجعت هذه المجموعة كل أسباب التدهور التي تكابدها البلاد في كل شؤونها بلا استثناء، لعدم تعيين رئيس وزراء، وكأنما رئيس الوزراء الذي تنتظره هذه المجموعة هو مهديها المنتظر الذي سيملأ الارض عدلا بعد أن ملئت جورا، وسيغمرها بالسخاء والرخاء بعد المسغبة والشظف،

 

ويذكرني هذا التعلق المرضي لهذه المجموعة بمنصب رئيس الوزراء، بالارجوزة الساخرة التي نظمها الشاعر المصري الساخر الراحل أحمد فؤاد نجم، في حالة مماثلة لحالة جماعة اعتصام الموز، فحين رأى نجم الاهتمام المبالغ فيه من الحكومة المصرية على عهد السادات بزيارة الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان لمصر، إذ اعتبرت الحكومة تلك الزيارة بأنها ستغير شكل مصر اقتصاديا، وسيعم الخير على المصريين، وسيختفى الفقر والفقراء، وتنشط الحركة السياحية والتبادل الطلابى، وستحقق أحلام المصريين الذين أرادوا الخروج من بين القضبان الاقتصادية التى تحولت إلى مشانق تضغط على الأعناق، سخر الشاعر احمد فؤاد نجم من تلك الهلولة والزيطة والزمبريطة التي أحيطت بها الزيارة، فقال(فاليرى جيسكار ديستان والست بتاعه كمان، حيجيب الديب من ديلو، ويشبع كل جعان، يا سلاملم يا جدعان ع الناس الجنتلمان، دا احنا حنتمنجه واصل، وحتبقى العيشه جنان)،

 

وهذا هو حال الهيئة القيادية لقوي الحرية والتغيير (الميثاق الوطني)، التي تعزو كل أسباب التدهور الذي طال كل مجالات الحياة لعدم وجود رئيس وزراء، وحال تعيينه وتسنمه لمنصبه (سيجيب الديب من ديلو) وستنفرج على يديه كل الأزمات وتحل كل الضوائق وينعم الناس بالرخاء والهناء ويعيشوا في تبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات، وسنعبر وننتصر..

 

طبعا جماعة القصر الذين مهدوا بالتواطؤ مع العسكر لانقلاب 25 اكتوبر، واصبحوا من بعد اكبر داعميه ومسانديه، يعتقدون واهمين انه بمجرد تعيين رئيس الوزراء، سيفرج العالم عن كل الدعومات والمنح والقروض والهبات التي جمدها بسبب الانقلاب، وستلغى جميع الديون الخارجية، وستنزاح العزلة التي ضربت على الانقلابيين المسيطرين على السلطة بالكامل، وستتدفق المعونات والهبات والمنح والقروض الكفيلة بحلحلة كل هذه الضوائق والأزمات، وهذا والله وهم كبير، لأن ما يأملون في عودته من علاقات وصلات ومنافع واستثمارات لا شأن لمنصب رئيس الوزراء به وجودا وعدما،

 

وانما الحقيقة التي يتغافل عنها جماعة اعتصام الموز، هي ان حجب المعونات وتجميدها كان سببه الانقلاب الذي قطع الطريق على المسار المدني الديمقراطي الذي يدعمه ويسانده كل العالم، ليس ذلك فحسب بل كرس الانقلاب كل السلطة في يد شخصين فقط هما حميدتي والبرهان (والترتيب مقصود) لأن غالب السلطة صارت بيد الأول، ولهذا اذا كانت الهيئة القيادية لقوى الميثاق الوطني راغبة وجادة فعلا لانهاء حالة اللا دولة التي ترزح تحتها البلاد، ان تنضم الى ركب الثوار وكل المنادين بالحكم المدني الديمقراطي لانهاء الحالة الانقلابية، اما بغير ذلك فانهم انما يسعون ليكونوا الحاضنة السياسية للانقلاب..

الجريدة

‫7 تعليقات

  1. مقال في الصميم استاذ حيدر. طبعا مجموعة اعتصام الموز اكثر سعادة بإنشغال العالم والاعلام الاقليمي والدولي بمشكلة روسيا واكرانيا والا كان موقفهم حيكون زي الزفت لو الجزيرة مباشر مستمرة والاستاذ احمد طه جرجر التور هجو وغيره من افاكي جماعة الموز في الكلام عن السبب وراء التدهور المريع الذي حاق بالبلاد في جميع المناحي. عندما زادت وتيرة اغتيال الناشطين اثناء المظاهرات طلعت الجماعة اياها اعتقدت انها عبقرية وهي إلقاء تهمة القتل على “طرف ثالث”. الغريبة الان لم ينسبوا التدهور الى “طرف ثالث” بل قالوها صراحة وهو عدم وجود رئيس للوزراء. منتهى الغباء. ايضا احد العسكريين كان يرفع ضغط دمي كلما اطل بوجه القميء وهو يتحدث عن عظمة العسكر ودورهم العظيم في تحويل السودان الى دولة عصرية حديثة. اين هو الان؟ واين جوقة الخبراء العسكريين والسياسيين اللي فلقونا بإن ما قام به البرهان ليس انقلاب وانما هي حركة تصحيحية. لقد سقطت هذه المجموعة سقوطا مريعا وتذكر استاذ حيدر شكل الغضب الذي اظهروه عندما استقال حمدوك لانهم عرفوا بأن استقالة دكتور حمدوك ستكون اكبر وآخر مسمار في نعش الانقلاب ونعش من وقف معه.

  2. (يسعون ليكونوا الحاضنة السياسية للانقلاب.) دا للاسف هدفهم لانهم من الانتهازيين والا رزقيه دايريين يضبحوا الجداده ويخموا بيضها لكن حميدتي والعسكر كانوا اشطر

    1. اخبرني واحد من الموازه ديل بانو ندمان علي البدله المكلفه التي اشتراها ليقشر بيها يوم ينصبوهوا والي كما وعدوهو

  3. كل ما كانوا يسعون اليه هو اللهاث نحو المناصب, التى يرون أنهم لم ينالوا من حقهم فيها, و أشدهم هوسا بألحصول على منصب هو التوم هجو الذى هو على استعداد لكى يتعرض لكل أنواع المرمطة فقط هدفهه الحصول على منصب مهما كلف ذلك.

  4. واضح ان طرفي الحرية والتغيير المجلس المركزي وجماعة الميثاق لا يمكن أن يتوحدوا مجددا.. يا بخت الكيزان.

  5. كلا الطرفين من الحرية والتغيير قد تخطاهما الزمن وتخطتهم لجان المقاومة تاني مافي استهبال من ناسب ابراهيم الشيخ واما ناس التور هجو فهؤلاء لا يساوون جناح بعوضة حتي لو اضفت اليهم برطمان ونكولاي وجبت معاهم فكي جبرين ابو محاية بنزين.

  6. لن بحدث توافق مطلقا…ولن يكون هناك حوار شامل ..ولن تكون هناك انتخابات ..ولن يستقر الدولار قريبا..وارزقية المناصب يتصارعون.والخزينة فارغة ..بالظبط كاواخر عهد المخلوع …تكالب على جيفة..واكل المال العام من بين دم الشهداء والضحايا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..