مقالات وآراء

المرأة الكوكب

حتى لا … ننسى
منى الفاضل
تحدث الكثير من العظماء والفلاسفة و الذين كان لهم باع طويل مع الثقافة والكتابة عن المرأة ، وكان فى  اقوالهم  مساحات كبيرة عن عظمة المرأة وأهمية وجودها بأنها تًعدل كفة ميزان الحياة فى كل جوانبها ، ولا ملجأ منها الى إليها حسب سر الحياة المًرتب بعظمة وإفتخار فى قدرة الخالق  جل وعلا ..
لكن بالمقابل لم نجد المرأة تحدثت عن نفسها كثيرا ، على الرغم من وجود كاتبات ومفكرات جليلات لكنهن لم يتحدثن عن المرأة حتى يتم وضع أقوالهن مع اقوال العظماء!! أم انه هو السيطرة الذكورية السائدة دوما ، هى التى خلقت من الحديث العظيم عن المرأة يأتى من الرجل !! مع العلم أنه لا يستطيع التحدث عنك شخص غيرك  ، وهؤلاء الفلاسفة نفسهم يرددون لا  بإستمرار لا تستطيع فهم المرأة  .. فعندما نًريد التعبير عن أشائنا فمن المؤكد لن يستطيع الرجل وصفها بدقة ، لكنه يصفها من خلال معايشته فقط وما يراه ، من أم ، اخت ، زوجة، ابنة وغيرهن الذين يتواجدن فى حياته ، كما قال المثل السوداني
(حلو الغناء فى خشم سيده) وبما أن صاحبه  هنا (المرأة) تعود على الإيثار ، فالمرأة بطبيعتها الفطرية جبُلت على أن تضحى ، تفكر ، تهتم ، تُربى ، تراعى، تُحب وبل تضع ، تفعل الكثير جدا لغيرها ولا تتعب ولا تمل ، لذلك عمليا فالمرأة لا تجد وقتا للحديث عن نفسها ، لأن نفسها للأخرين وذلك عند الغالبية العُظمى من النساء، قلما نجد إمرأة أنانية إهتمت بكل أشائها وتناست أسرتها وغيرها ، فالأعمال لديها هى حديث قاطع لا يتطلب التعبير عنه بكلمات لتصير مقولات تُردد تتناقلها الأفواه والكتب !! هذا الحديث ليس تقليلا من الذى يقيل عنها ، لكنه تأكيد بأن ما قيل عنها مهما كانت عظمته لم يصفها ولا يعُطيها وينصفها ، معنى ذلك إنتقاص الحقوق الذى أصبحن يتناولنه النساء فى الأزمان الأخيرة ، ليس لأن هناك حقوق غير موجودة ، بل هى موجودة ولكننا كنساء لم نتمسك بها ولم نفسح لها مجالا لأخذها ، آسرنا الخوض فى عالم الرجل والإهتمام به حتى ظنً أن لا وجود لنا غير أن نكون تابعات ، خادمات ، راعيات ، ضائعات ، لا نملك شخصية او رأى إلا بإذنه وقد اوهمونا بذلك وأصبحنا نُردد تلك الأقوال والإطراء بإعجاب مما أبهرنا شكل دوزنته حتى إعتقدنا أن ما كتبه عظماء الكُتاب والفلاسفة هو ينبع من داخلنا بينما جلهم رجال .
نحن كنساء لا نرفض الثناء علينا فى أى وقت واى امر فالمرأة تُحب أن تسمع والرجل يُحب أن يرى ، ولكن لا يمكن أن تصل لمبتغاك إن تركت غيرك يعبر عنه بالإنابة عنك ،
 (حقك تلاوى تقلعوا) الكثير مٍن مَن ينادون بحقوق المرأة إزدادوا مكاسبا من خلال مناداتهم هذه ، بينما تجد بعضهم فى حياته الخاصة او على محيطه ، تعامله للمرأة الضد تماما مما يكتب وينادى ، فالهدف الأساسى زيادة اوراقه العلمية وترديد إسمه بشكل كبير داوى ، ولكن إن كان كل ما يقدمونه هو ينصف المرأة ، لماذا ما زالت تعانى الكثير من الدول الى الآن من تأخر المرأة جدا ، وحتى التى تقدمت تظل هناك أشياء ومهمة جدا لم تُنصف فيها وخصوصا على مستوى إنتخابات الرئاسة حتى فى أكبر الدول ، لا يمكن الحديث عنها بشكل مباشر ولكنها الحقيقة .
المرأة إن كان ما يكتبونه عنها بهذا المدح ، وما يطلبونه لأجلها صادق ، لكانت معظم الدول تتولى مناصب الرئاسة والوزارات فيها نساء ، والنساء إن ملكن زمام الأمور ، بكل تأكيد كانت قد أنتهت كل الحروب والأعمال الشريرة التى لا تقدم غير الألم للإنسانية ومازالت الإنسانية تُعانى وحرب روسيا الآن أكبر إثبات أن المرأة ما زالت بعيدة كل البُعد من مراكز إتخاذ القرار ومقاعد السلطة المؤثرة عالميا ، ذلك ليس تقليلا بدور الرجل إطلاقا ، بينما المرأة هى منبع الحب الحقيقي والإحتواء التام الذى يُعالج أصعب الأمور بحكمة وهدوء لإختلاف تركيبتهما البيولوجية ، عندما يتعب الرجل فى الحياة ويُصاب بالإعياء  والرهق بالرغم من قوته وجبروته الذى يدعيه ، وقتها لا يبحث إلا عن حضن إمرأة يعيد توازنه ليكمل المسير .
حواء الجميلة المتفانية فى كل بقاع البسيطة لك الحُب والوُد والتقدير ، وأخص بالتهنئة حواء السودانية الكنداكة فى كل محفل تخوضه وبتعب تام، واهنئ نفسى أيضا من هنا، ليس إستحوازا لقلمى ، ولكن إن لم تُقيم أشياءك وتذكر نفسك بالتقدير بما تفعله ، فلا تنتظر من الآخرين تقدير ذلك ولا ترمى عليهم اللوم ، فسياسة يؤثرون على أنفسهم هذه هى التى جعلت موقفنا كنساء فى مراكز الضعف دائما ، بينما ما نعتبرهم مراكز قوة ، قوتهم هذه تنبع من بين لمستنا الحنينة وصدورنا ذات الملاذ الآمن لهم .
كونى أنثى بشدة ، فانت كوكب الكون وأمانه .
كل عام وأنتن بخير فى يوم عيدكن الذى يجب ان يكون كل يوم ..
ودمتن ….

‫2 تعليقات

  1. التحية لنساء العالم عامة و التحية الخاصة لنساء السودان الكنداكات اللائى ما فتئن صامدات أمام تروس الثورة فى ملحمة ثورية منقطعة النظير, المرأة السودانية قائدة ثورة التغيير قد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه و لا يمكن الغاء أو نفى وجودها.

  2. زيتونة لا شرقية و لا غربية يكاد زيتها يضىء ولو لم تمسسه نار
    وفسر علماء السودان الغبش السمحين تلك الاية بأنها وصف للمرأة الخدراء الجقة السمحة التى يتدفق شحمها يمنة ويسرة – شرقى غربى , وهو تكريم ألهى للكنداكات الحقيقيات اللائى يذدن عن حوض الانقلاب الاسلامى بعدم تحريض الشباب للخروج على الحاكم. فتعمّ المخدرة و المغبشة ربوع البلاد كما ذكرت الكاتبة بورك فيها بمقالاتها السابقة.
    وأرى تكريما لدور الكنداكات الحقيقيات ودورهن فى أعلاء شأن العادات و التقاليد السودانية السمحة تحويل السابع من مارس يوما للختان العالمى بدلا من التقليد الغربى القذر حول حقوق المرأة التى كرمها المجتمع الاخدر و الشرائع السماوية.
    ولا مانع من ربط الضريرة أو أن يرتدين النسوة المختونات ازياء الجرتق كنوع من التوثيق للأعلام العالمى و عكسا لثقافتنا الغبشاء الوحيدة الفريدة السامقة الباسقة الغاسقة الدانية البعيدة القريبة و أصالتنا الخدراء السمحة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..