مقالات وآراء

أنثى وطن، والثورة انثي

صدام البدوي
دور الانثي ليس في المنزل فقط؛ وإنّما في الشؤون الإجتماعيـة والإقتصادية والدينية والسياسية ……الخ، فالأنثــي هي قاعدة في الحياة إذا صلحت ،صلحت الحياة ، والعكـــس، والحديث عن دور الأنثـي يحتاج كتاباً كامل في اعتقــادي، وهذا يأخذ الحيز الطويل من الوقت ،ولكن نسلّط الضــوء علي دورهـا في الجانب السياســي ،هذا الجانب حساس جداً ولكن الحس الأنثوي في هذا الشأن يعتبر نصــراً لجيل تخلّص من العادات المتجمدة في ضحول الفكــر..
ولكن دور الأنثي في الثورة الســــودانية لا يمكن وصفه في بعض المفردات بل يحتاج سيرة كاملة من تسلسل الأحداث التي تعتبر الأنثي في مقدمة كل حدث عظيم وهي تجسّد شخصية المراة السودانية” الحديثة ” واعني بذلك التتطور الذي خرجت به الأنثي من الطور التقليدي والمجتمع القهـــرى والتقيدي إلي مجتمع تكن فيه الأنثي محض نظر للعالم الذي يسع تفكيرها والمجتمع الذي يدافع عنها ويحفظ حقوقها ويضمن حريتها في الحدود العرفية والقانونية ….
ولكن الأنثي التى لبست ثوب الثورة لا تعتبر انثي عادية بل ذات وزن في المجتمع لما تحمله من مفاهيم واسس تريد تساهم بها في تغيير الواقع الذي جعلها تكون ضحيــة للعنف والإستغلال والإبتزاز والتحــــرش ……..الخ، كل هذه العوامل جعلت من الأنثي بأن تدرك دورها الفعلي في الحياة وهي تتمرد علي المجتمع التقليدي والقهري والمنبوذ، مجتمع منهار أخلاقياً، وإقتصاديــاً، وسياسيــاً، ثقافيـــاً، وكل هذا الإنهيار الذي جعل الثورة تفجّر غضبـها ضـد كل الفاسدين والظالميــن حتي صنــاعة مجتمع يلائم مفاهيم هـذا الجيل الحديث، والثورة ولدت بوعي هذا الجيل ولهذا عزم الجيل وهم يخرجون رحم المعاناة بفقدان وطن سيادي وطن اتحادي وليس وطن تتحكم فيه الإرادة الغربية لضعف السياسة الداخلية والخارجيـة ..
وخرجت الانثي وهي تواجه اكثر المخاطر والحواجز الإجتماعية لتثبت مكانتها التي عجز العديد من الرجال بلوغها او حتي تماثل بها، فصوتها جعل منها منزلة رفيعة، ذات قرار في المجتمع؛ لان ما تشعر به الأنثي تجاه المجتمع الآن صنع منهــا انثي ( ثائــرة) تحمل لواء التغيير الجذري لنبية المجتمع الذي تحقق فيه العدالة الإجتمـاعية وتترسخ فيه القيم الإنسانيـة والأخلاق الحميدة التي تكسب المجتمع صحوة من التغيير النبوي للشخص….
صدح صوتها في الشوارع لتهيج اشواق الوطن، جعلت احلامها التغيير فأصبحت انشـــودة الوطـــن، كما هي عظيمة ….!!!
خرجت لانها حست بما يجعلها تقبل الضحيــة لأجل وطن يتسع لكل انثي ، خرجت ليس لتبحث عن ما تبحث عنه بعض الاخريات من كسب المال سُفحاً؛ ولكنها خرجت حتي لاتكون ضحية للذئاب ولا ضعيفة في انظار الآخرين، بل خرجت لتمثل دورها في المجتمع ..
التحيـة لكل انثي صنعت من انوثتها ثورة
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..