
البرهان غدا للامارات .. وقبله حميدتي لذات المكان قبل التعريج بالسفر لروسيا حيث الزيارة التي أحدثت جدلا وجلبة وضوضاء .. مابين مؤيد ومستنكر .. ولكن دعونا قبل الخوض في متاهه الزيارات هذه من حيث التوقيت والأسباب والاجنده .. أن نطرح بعض التساؤلات التي ظلت تطرق بقوة عن منهجيتنا في إدارة شأنناالدبلوماسي وبناء وتأسيس العلاقات الدولية .. في صدارة هذه الاستفهامات يأتي السؤال التأسيسي الابتدائي .. سؤال الحوجه والهدف .. ماذا نريد من بناء علاقة ما مع أي كيان خارجي .. دولة كانت .. او محور .. او اتحاد .. اي كان المسمي .. ماذا نريد من هذه العلاقة ؟.. وما الهدف منها ؟.. هذا اولا .. ثم تساؤلا اخر .. ما القاعدة التي تنبني عليها هذه العلاقة وتشاد اعمدتها عليها ؟.. هل هي قاعدة المصلحة فقط ؟ ام قاعدة تؤسس علي مبادئ وقيم اخلاقية مشتركة بين طرفي العلاقة؟ ام تؤسس العلاقة علي المزج بين هذا وذاك؟ أم تبني العلاقة علي الإتباع الاعمي والسير في الركاب حيث روح القطيع وثقافة السوائم ؟ .
هذه اسئلة من المفترض أن تكون حاضرة ومتقدة في ذهن ووجدان مهندس وصانع السياسة الخارجية. وهي اسئلة لا تحتمل التسويف والاجابات العائمة والعبارات التائهة المموهة .. لأنه يعلم أن السياسية الخارجية هي اهم روافع شأنه الداخلي خصوصا ونحن في عالم كثيف التداخل متشعب العلاقات .. اضمحلت فيه الخصوصية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لدرجة كادت أن تذوب فيها الفوارق والتباينات بين جميع بني البشر .. ولعل من هذه الفرضية يسعي الجميع لبناء التكتلات والاحلاف للحفاظ علي ماتبقي من خصوصية واستقلالية علي الاقل في جانبها السياسي والاقتصادي .. ومن هنا يمكن أن ندرك خطل الرؤية التي تنادي بمجانبه الدخول في المحاور المصطرعة . المتنافسة والمؤثرة في شأن العلاقات الدولية .. فلو كان هذا الزعم مجديا لما اندثرت منظومة دول عدم الانحياز التي تجاوزها الزمن وتخطتها الأحداث .. فالقانون الآن هو قانون المع اوالضد .. ليس هنالك منزله بين المنزلتين ولقد ادي اضطراب خطونا في مجال السياسة الخارجية .. وتوهاننا بين دهاليزها وانفاقها الوعرة .. وعجزنا عن الايجابات القاطعة عن الاسئلة التأسيسية المطروحة في صدر المقال .. الي عدم استفادتنا من مجال العلاقات الدولية في النهوض بالبلاد وتقدمها .. فلم تكن هنالك استراتيجيات قصيرة او طويلة المدي تقوم علي أسس وقواعد متينة تجعل السياسة الخارجية رافدا مهما وذراعا قويا ودرعا متينا في معركه بناء الوطن ونهوضه .. فلقد ظلت حكوماتنا المتعاقبة منذ الاستقلال وحتي يوم الناس هذا .. تتقلب في الأحلاف والمحاور من غير رشد ولاهدي ولاكتاب منير .. هادينا في ذلك المزاج الخاص والميل الشخصي والوعي القاصر بأهمية التحالفات وضرورة ديموميتها واستمراريتها.. حتي تؤتي أكلها وتجني ثمارها .. ولهذا لم يكن لدينا حليفا استراتيجيا نبني عليه خططنا وبرامجنا .. حتي من يبدون حسن تعاون وصادق رغبه في بناء علاقة قوية طويلة .. يتعامل معنا بحذر .. ولايرمي بكل ثقلة خلف هذه العلاقة .. لأنه يدرك أن العقل الذي يتعامل معه عقل تكتيكي لا بعد استراتيجي له ولايقين عنده بصدقيته ووفائه لهذه العلاقة .. ولهذا كان المردود دائما ضيئلا وليس بقدر الطموح .. ايها السادة أن عللنا مركبة وفجيعتنا في نخبنا لاتنقضي .. فإين ما وجهت وجهتك تجدهم اس البلاء ومئول النكبة .. لم يخذلونا بتاتا .. ودائما في الموعد حيث المصائب والمتاعب .