الثوار ايقظوا بني كوز من اوهامهم

صاحب بامس الرفاعي
لطالما ردد الكيزان ادعاءات و بطولات في وجه مخالفيهم و اصبحت عندهم من كثرة ما رددوها في عداد المسلمات ,, و هم يرددون هذه الاقاويل محاولين ان يجبروا الاخرين علي تصديقها لمجرد انهم يصدقونها
* ادعوا انهم هم فقط و ليس سواهم من تسبب في اندلاع ثورة اكتوبر 1964 و لكن علي حد زعمهم سرق اليساريون الثورة ..
* و قالوا هم من بدا التظاهر ضد حكم النميري في بواكير عهده و طلابهم من قادوا حراك ثورة شعبان 1973 في جامعة الخرطوم ..
و هم من هندس انتفاضة ثورة حسن حسين و احداث 1976 او ما كان يعرف من قبل نظام النميري باحداث المرتزقة .
* و لم ينسوا التفاخر بانهم هم من قاد حركات التظاهر و العصيان المدني بعد موت الشريف حسين الهندي في اوائل الثمانينيات من القرن الماضي ,, و هم من اخرج المظاهرات و قاد اضراب الاطباء في العام 1983 و من غيرهم ما كان للنميري ان يسقط في ستة ابريل 1985 ..
* العديد منهم كان يقول انهم اي الكيزان ,, قاتلهم الله ,, اجتمعوا في العيلفون في العام 1979 بعد المصالحة الوطنية ,, و قد قرر الترابي في ذلك اليوم انهم سيعملون علي ان جماعتهم ستتقلد مقاليد البلد في غضون عشر سنوات ..
* و قالوا فعلا نجحنا في ذلك و في التاريخ المحدد ,, و ذلك بعد ان قدنا المظاهرات و الاحتجاجات ضد حكومة الصادق المهدي و اسهمنا في شح المواد الاساسية للمواطن ,, هكذا كانوا يقولونها بلا ادي حياء او وخز من ضمير .. كان اعلامنا ,, و الكلام ما يزال لهم , اقوي اعلام عبر صحفنا الراية و الوان و الاسبوع و القبس .. و يستشهدون متفاخرين و مستدلين بحديث الصادق المهدي الذى قال ,, علي حد زعمهم ,, ( ان من انهي حكومتي جريدة الوان دي ) .. لماذا كان يجتر الكيزان مثل هكذا اقوال بغض النظر عن راينا في صحتها من كذبها ؟؟ كانوا ينشدون اثارة الاحباط في نفوس السودانيين و بعث القنوط و الياس فيهم ,, او لم يكونوا يقولون علي الدوام ( الثورات و المظاهرات نحن من يصنعها و يقودها ,, اما و نحن الان في الحكم انسوا ) .. و اذكر ان عمر البشير عليه من الله ما يستحق بقدر ما ضيع السودان و عذب السودانيين ,, اذكر ان الحاكم بامر الشيطان هذا قال علي ايام الربيع العربي في تونس و مصر ( ربيع السودان العربي كان في الثلاثين من يونيو 1989 ) ,, و لله في خلقه شؤون .. و قد تبعه مصطفي عثمان اسماعيل ( الذى قال ان السودانيين قبل الانقاذ كانوا شحاذين ) فقال ( ثورات الربيع العربي انطلقت من المساجد ,, و نحن اساسا من بالمساجد ) و هل نحن يا جاحد و ناكر لجميل الشعب الذي درست علي حسابه في الداخل و في بريطانيا من كفار قريش ؟؟ ,, مضت الاعوام و جرت السنون و خرج السودانيون في ديسمبر 2018 ابتداءا من عطبره الباسلة و تبعتها القضارف الحرة ثم مدن السودان و قراها تباعا .. خرج السودانيون بكل شجاعة و بسالة غير ابهين للرصاص الحي الذى يحصد الارواح و لا للغاز المسيل للدموع الذى يكتم الانفاس و لا مذعورين من الضرب بالعصي الغليظة و لا الهراوات المشحونة بالكهرباء , غير وجلين من تهديدات علي عثمان و هذيان الفاتح عزالدين و حركات الطاهر حسن التوم .. خرج هذا الشعب لوحده بدون ان يحتاج للكيزان مدعيي صناعة الثورات ,, و بهذه الثورة و التفجر سدد الثوار الاحرار طعنة نجلاء لاوهام المتاسلمين الذين عاشوا علي ترديدها طويلا ,, و كشفوا للكيزان بان الشعب السوداني ,, و ليس هم ,, من يفجر الثورات الحقيقية و ليس انقلاب خائن تم بليل اتي بجبناء ,, يمكثون الان في قصورهم و عمائرهم ,, ينتظرون قوات امنهم الشعبي و امن طلابهم و جنجويدهم الذي اطلقوا عليهم الدعم السريع ان تاتيهم بالفرج بعد ان تسفك الدماء و تزهق الارواح و يعود بعدها الشعب الي البيوت ,, هكذا يظنون و هم واهمون ,, لقد خرج الشعب وحده بلا عون و لا سند من قناة الجزيرة او العربية او نصرة من قطر او السعودية او مصر او الامارات او بركة من يوسف القرضاوي ,, و لم يطلب هذا الشعب نجدة من فلاديمير بوتين ولم يطلب المساعدة من بشار الاسد .. هذا الشعب الذي خرج جهارا نهارا و هو اعزل و الكيزان في الحكم لن يرجع حتي يقتلع هذه الجماعة من جذورها و لن تقوم لها من بعدها علي ارض السودان من قائمة ..<[email protected]>