مقالات وآراء سياسية

لجان المقاومة مرجعیة اساسیة للحل السیاسي

إسماعيل عبدالله

 

لكل ثورة شعبیة مولود شرعي یبغضه السیاسیون لكونه یمثل مصدر استفزاز مباشر للانتھازیة
السیاسیة التقلیدیة المصاحبة لسلوك رجل السیاسة ، ولجان المقاومة السودانیة الممتدة عبر السھول والجبال
والأنھر والودیان ، والواصلة لمدن وأریاف البلاد تمثل حجر الزاویة لأي عملیة سیاسیة متعلقة بترمیم الفترة الانتقالیة التي ازعج مضجعھا الانقلاب العسكري ، والتعویل على لجان المقاومة مبني على عنصر جوھري واساسي ھو شمولھا على لون الطیف الاجتماعي والجغرافي ، فلو صعّدَت ھذه اللجان الثوریة ممثلین لھا من
اطراف البلاد لكي یشغلوا قمة جھازھا التنسیقي ، تكون قد قطعت الطریق أمام القوى الرجعیة التي تنشط ھذه الایام في عملیة تسییس الادارة الأھلیة ، فلجان المقاومة جاءت للوجود كحتمیة تاریخیة لسیرورة العمل
النضالي ضد الدكتاتوریات العسكریة المسنودة باطماع الأحزاب الأیدلوجیة ، وحظیت على اجماع الشارع المنتفض منذ دیسمبر قبل ثلاثة أعوام وبضعة أشھر ، لذا وتحت ظل ھذا المنعطف التاریخي المھم ، لا یوجد
جسم نقابي أو سیاسي یمكن أن یؤتمن على منجزات الثورة غیرھا.
التجربة المخزولة لتلك المفاوضات التي تمت بین رموز قوى اعلان الحریة والتغییر من جانب
وجنرالات المجلس العسكري من الجانب الآخر اوجدت نزعة رافضة لمنح السیاسیین وكوادر الاحزاب شیكاً ابیضاً لیقرروا في الشأن العام ، ومن ھذا المنطلق تولدت القناعات الراسخة بأن أي تسویة سیاسیة أو
تنازل عن مبدأ واحد من مباديء الثورة ، لا یمكن الا وأن یكون مدخله المجموعات الحزبیة المنضویة تحت الویة الأجھزة التي افرزتھا ثورة دیسمبر المجیدة ، وعلیه ، یجب على المنابر الاقیلمیة والدولیة الوسیطة
المجتھدة من أجل تضمید الجراح السودانیة ورأب صدع الجدار الوطني ، أن لا تخطو أي خطوة الا بعد أن تضع ممثلي لجان المقاومة المصعّدین من القواعد نصب اعینھا وفي مقدمة اولویاتھا ، وما رشح من تسریب عن اجتماعات عقدت بالعاصمة الاماراتیة ابو ظبي ، بخصوص الوصول لوفاق سیاسي یعید الأمور لمنصة
المشھد السیاسي التي كانت قبل اندلاع الانقلاب ، بدون ظھور وجه واحد من وجوه ھذه اللجان الثوریة القابضة على جمر القضیة الوطنیة ، یعتبر مسعى غیر جاد لحلحلة أزمة الانتقال المعقّدة.
وللخروج الآمن من الوضع الراھن لابد من تضافر الجھود الاكثر شمولاً للفاعلین في الحقل الثوري
والسیاسي معاً ، فمثلاً ، ھذه المرة لا مفر من ادخال الجمیع في السلم كافة خاصةً تلك الاجسام المطلبیة التي لم تجد حظھا من قسمة كیكة جوبا السلطویة المعنیة بوضع اوزار الحرب بالمثلث الملتھب – دارفور – جنوب كردفان – جنوب النیل الازرق ، فخروج أي من حركات الكفاح المسلح المتبنیة لتحقیق الأمن
والاستقرار بھذا المثلث من حسبان آلیة الوفاق الوطني ، یعني ترك بؤرة من بؤر التوتر باقیة على أرض الحریة والسلام والعدالة ، وھنا تكون العبرة بما مضى من اتفاقیات ثنائیة غیر ثلاثیة ولا رباعیة عقدت مع
اصناف احادیة القبیل العشائري ، والاعتبار بما ترتب عن تلك التفاھمات الثنائیة التي وصفھا أحد الموقعین على بنودھا بأن لھا اجندة خفیة تم البصم علیھا في جنح الظلام وتحت الطاولة ، فالدور الوطني الكبیر المنوط بلجان المقاومة یتمحور حول شمول وقومیة ھذه اللجان التي یرى كل سوداني نفسه داخل بوتقتھا الغنیة والثریة بالتنوع.

لجان المقاومة بما لھا من قوة ایضاً لھا مواضع ضعف یجب أن تستدرك قبل فوات الأوان ، وھي
ضمور الحلقة التنسیقیة بین لجان العاصمة المثلثة ولجان عواصم ومدن الولایات الاخرى ، وتغلغل بعض من منسوبي الاحزاب الایدلوجیة الساعیة لتجییر تضحیات لجان المقاومة لمصلحتھا، ولاجتثاث مواطن الضعف لابد من رتق نسیج الوجدان الوطني الجمعي وانقاذه من حمى التنافس الجھوي والحزبي البغیضین ، ورفع سقف الحس القومي والشعبوي وكسر شوكة المحاولین تنسیب ولید الثورة للجھة واللون والعرق ، فقطار دیسمبر السریع حینما انطلق ما كان ملتفتاً لنوع او جنس او اتجاه جغرافي بعینه ، فلتمضي لجان
المقاومة (لم) في لملمة جراح الوطن السقیم ولتربأ بنفسھا عن الحزبیة والطائفیة والشللیة والمناطقیة ، لتبني
للسودانیین بیتاً لھم یلملمھم من شتات الارض لیجمعھم تحت ظل رایة العلم المرفرف بكلمات الحریة والسلام والعدالة.

[email protected]

‫4 تعليقات

  1. الاستاذ اسماعيل عبد الله محمد لجان المقاومة هى مرجعية الحل … هذا اذا نجت من مؤامرات الجنجويد -ناسك وجماعتك يا سمعة-
    فآل دقلو كعادتهم ينشطون فى شراء الذمم الخربة والاقلام المأجورة لخلق لجان جنجودية قوامها ضعاف النفوس بهدف ارباك الموقف وتشوية صورة الثوار ..

  2. يا ربيب و محب الجنجويد، عليك أن تعلم أن العدو الرئيس و الأول و الأساسى للجان المقاومة التى تتملق هم الجنجويد أحبابك، و لن يهدأ للجان المقاومة بال و لن نرضى عنهم حتى يأتونا برأس زعيم الجنجويد المجرم و أخيه الأحمق الجاهل و يشتتوا شمل الأوباش، و سيدفعون ثمن جرائمهم جميعاً.

    النصيحة لك أن تنزوى مختبئاً حتى لا يصيبك الرذاذ حينئذٍ.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..