أخبار السودان

سليمى عثمان: قوات الانقلاب استخدمت كل الأسلحة بما فيها العنف الجنسي لكسر نضال المرأة

نطالب بإنشاء شرطة خاصة ومحاكم مخصصة لمكافحة العنف ضد المرأة

 

لا توجد نصوص في القانون داعمة للمرأة

 

قوات الانقلاب استخدمت كل الأسلحة بما فيها العنف الجنسي لكسر نضال المرأة

 

إبعاد المرأة من التمثيل السياسي ناتج عن التفكير الذكوري لدى معظم السودانيين

 

صرخات عديدة تفوهت بها مديرة العنف ضد المرأة والتي تحاول أن تغالب دموعها لتحكي عن واقع العنف الذي تتعرض له المرأة في البلاد، سيما بعد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر.

 

وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة جلست (الحراك) إلى مديرة وحدة العنف ضد المرأة سليمى إسحاق وتلمست معها الهواجس والعراقيل التي تقف عائقاً أمام تطلعات وأحلام المرأة السودانية، بعيداً عن استخدام العنف قبالتها ..فإلى تفاصيل إجاباتها.

 

حوار ـ إيمان الحسين

 

*بداية ماهي أبرز أشكال العنف ضد المرأة في السودان؟

 

أول دراسة نوعية لأنواع العنف ضد المرأة في السودان كانت بالعام 2021 حيث أن أعلى النسب أوضحت، أن الاغتصاب والعنف الأسري من أكثر الانتهاكات الموجودة في المجتمع السوداني، بجانب قطع وتشويه وبتر الأعضاء التناسلية للإناث وزواج القاصرات وحرمان الإناث من التعليم، إضافة إلى الحرمان من الحقوق الاقتصادية والعمل داخل محيط الأسرة بجانب الزواج القسري والزواج بالإكراه، إضافة إلى العنف العاطفي والنفسي فهنالك عنف آخر يتمثل في عدم وجود قوانين مساندة للمرأة بين قوانين العمل وقوانين التحرش.

 

*حدثينا عن القضايا التي تشغل بال المرأة السودانية؟

 

أبرز القضايا التي تهم المرأة في السودان هي حق المساواة في الحقوق والواجبات، فكمثال هنالك سيدات يعملن في حرفة الزراعة يزرعن حوالي 70% من إجمالي الزراعة في البلاد، ومع ذلك لا تتوفر لهن ذات الخدمات التي يتلقاها رصيفها الرجل، بجانب أن جزءاً كبيراً منهن يتوفى في الولادة جراء نقص الخدمات الطبية الإسعافية، مقارنة مع إسهامهن في عملية التنمية الاقتصادية .

 

*لكن بالرغم من وجود قوانين لحماية المرأة إلا أن الانتهاكات لا تزال مستمرة؟

 

لا توجد نصوص في القانون الجنائي السوداني داعمة للمرأة، فنحن كجهة فنية مناط بها حماية المرأة وبعد كثير من المشاورات، قدمنا لوزارة العدل مسودة لقانون يختص بحماية المرأة، ولكن لم يحصل أي تقدم بالملف بعد الانقلاب، الانتهاكات ضد المرأة ما تزال مستمرة وفي غالبها يظل تحت المسكوت عنه نسبة للعرف الاجتماعي السائد، ونحن العنف الأسري لا ننظر له كجريمة وبالعكس تماماً فهنالك أعراف اجتماعية داخل الأسر تعتبر أكثر عنفاً.

 

ماذا عن حقوق المرأة بعد اتقلاب 25 أكتوبر؟

 

أولاً انقلاب 25 أكتوبر هو ردة كبيرة في تحقيق وضع قانوني أفضل، ثانياً في عهد الحكومة الانتقالية لم يحصل تغيير كبير في القوانين، لأن الحكومات الانتقالية لا يفترض أن تغير كل القوانين، ولكن الحكومات الانتقالية توفر البيئة المناسبة والقاعدة التي تبنى عليها القوانين في عمليات التحول الديمقراطي، لأنه لا يمكن أن تفرض على الناس في الفترة الانتقالية للتغيير الكبير في عملية التحول الديمقراطي والانتخابات وتهيئة البيئة بوجود برلمان، وفي تقديري في ظل الفترة الانتقالية المرأة وجدت مساحة آمنة أكثر مما كان موجوداً.

 

ماهي مشاريعكم في مجال التطوير والتوعية؟

 

نطالب بإنشاء شرطة خاصة لمكافحة العنف ضد المرأة بجانب إنشاء محاكم خاصة لمعالجة القضايا بالإضافة إلى تشييد دور إيواء للنساء المتعففات على أن تلتزم بها الدولة كجزء من العدالة الاجتماعية، وهنالك كثير من الأحلام والتطلعات النسائية قام الانقلاب بدثرها واقتحم عساكر القوات الانقلابية داخلية البنات الجامعيات، ففي حالات الطوارئ السياسية من أكثر المتضررين من الوضع هم شريحة النساء والأطفال.

 

لماذا لم تجد المرأة السودانية حقها الكافي في التمثيل السياسي؟

 

التمثيل السياسي في السودان هو مسألة معقدة لذلك يجب أن نحلل العملية السياسية نفسها لأن حكومة الإنقاذ قامت بإضعاف الثقة بين المواطنين لعدم الانخراط في أي نشاط سياسي مع أي حزب سياسي، فأغلب الذين شاركوا في هذه الحكومة لم يكونوا مصنفين حزبياً ولم تكن لهم أحزاب، ولم تتح لهم الفرصة في إنشاء مناخ سياسي يدعم المواطن في الانضمام الحزبي، فهنالك بعض الأشخاص منضمون إلى أحزاب سياسية لكن التفكير الذكوري والمشاركة ليس له أي علاقة بالنظام أو البنية، فله علاقة مباشرة مع التفكير الأساسي الموجود لدى الجزء الأعظم من السودانيين.

 

ماهي خطتكم في مجابهة الانقلاب؟

 

سبل مقاومة الانقلاب تكمن في المقاومة القوية، فالانقلاب الذي انقلب على كل شئ يمكن أن يستهدف كل شئ، واستهداف النساء والنساء السودانيات يخرجن في التظاهرات ويعرفن جيداً الانتهاكات التي يمكن أن يتعرضن لها، ولكنهن واعيات للأخطار وهذا الوعي يجعلهن أكثر وعياً في مجابهته، ومن الممكن أن يبتدع الثوار طرقاً مختلفة للحماية في هذه الفترة وتفعيل المسؤولية المجتمعية، وتعتبر هذه النقطة من أبرز الأشياء في هذه المرحلة الحساسة، والمجتمع يكون من ضمن الأشياء الفاعلة لمجابهة الانقلاب.

 

هل هنالك ضحايا عنف جنسي في المعتقلات؟

 

لا أعتقد أن هنالك ضحايا للعنف الجنسي في معتقلات النظام الانقلابي، لكن ضحايا العنف الجنسي في 19 ديسمبر كان شيئاً فظيعاً جداً، وكان يشبهه فض اعتصام القيادة العامة والخطة الأمنية كانت شبيهة بخطة فض الاعتصام والذي شهد حادثة فض اعتصام القيادة سيلاحظ ذلك بشكل واضح، فكان هنالك عنف مفرط استخدمت فيه كل الأسحلة الفتاكة بما فيها العنف الجنسي, ولقد وثقنا لحالتين في ذلك الفض وهذا جزء من رسالتنا التاريخية، فإذا لم تستطع رصد الانتهاكات فلا قيمة لوجودك وهنالك 6 حالات تحرش كبير وحالة اغتصاب، ومن الممكن أن تكون هنالك حالات اغتصاب أخرى ولكن نحن في مجتمعنا السوداني نسكت في مثل هذه الحالات كثيراً, ووجودنا كوحدة حكومية لا تشجع الأشخاص على تكوين ثقة من الضحايا.

الحراك السياسي

تعليق واحد

  1. مشاركة المرأة السودانية بأعداد كبيرة فى الحراك الثورى جعلتها هدفا للقمع و البطش وكل أنواع التعديات الوحشية من قبل الانقلابيين و مليشياتهم, عوضا عن نظرتهم النمطية احتقار المرأة بصورة عامة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..