أخبار السودان

أشبه بواقعة جبل عامر.. قصص وروايات صادمة من (جبل مون)

الخرطوم /عبدالرحمن حنين

تعيش محلية مون بولاية غرب دارفور تحت الحصار والإقامة الجبرية منذ أكثر من تسعة أشهر بعد الهجمات الدموية التي نفذتها مليشيات على المنطقة والتي خلفت ورائها خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات وذلك حسب بيان لجان مقاومة الجنينة وافادات الاهالي، حيث بات ليس بمقدور سكان المنطقة والقرى المجاورة التنقل والحركة إلا في مساحات محدودة ، والآن تتجدد

هجمات على سكان المحلية بطريقة أكثر وحشية من قبل مجموعات مدججة بسيارات الدفع الرباعي والمدافع الثقيلة التي يصعب على المواطنين إمتلاكها في سيناريو مشابه لأحداث جبل عامر وقتذاك، إن الحملة الوحشية المتواصلة على محلية جبل مون والتي أسفرت عن مقتل العشرات وتشريد مئات الأسر وضعت المنطقة على فوهة البركان، يحدث ذلك على مرأى ومسمع حكومة الولاية التي أشارت اصابع الإتهام الى ضلوعها في الإقتتال ومساندتها لجهة دون الأخرى حسب افادات بعض الشهود والمراقبين .

أوضاع كارثية

وصف المهندس بكري علي أبكر الأمين العام للمجلس الإستشاري لقبيلة المسيرية، الاوضاع على ارض الواقع بالمأساوية وقال ان الاقتتال ظل يتكرر بين فينة وأخرى لدرجة ان بعض القرى أصبحت في عزلة عن العالم الخارجي، وقال بكري في تصريحات “للجريدة” ان أسر عديدة اصبحت في العراء، وإن مئات الأسر أصبحت بين لاجئة ونازحة، وأردف، كل من تم الاعتداء عليه أصبح في حالة أشبه بالجنون وغير قادر على الحديث او النوم او تناول وجبة.

ومضى الذي حدث ماهو الا مؤشر لغياب دور حكومة الولاية والمركز التي وضعت نفسها في خانة المتفرج، وكأن الأمر لا يعنيها في شئ او يقع ضمن مسؤوليتها.

وتساءل بكري : كيف لحكومة تدعي المسؤولية وحماية المواطنين أن ترى تجمعات قبلية هنا وهناك واحتقان عام وتراشقات اعلامية لفترات طويلة وهي لا تحرك ساكناً ولا تبدئ أي رؤية للحلول الموضوعية حتى تقع الكوارث باستمرار؟! وتابع: من خلال وقوفنا ميدانياً على ارض الواقع تبين لنا ان الامر مخطط له ويتم تنفيذه عبر المليشيات التي تتخذها جهات أخرى كمخلب قط لتنفيذ سياسات وأطماع دولية بغرض نهب ثروات جبل مون المعدنية ،وهم كذلك يسعون لإحداث تغيير ديمقرافي بالمنطقة من اجل توطين قبائل وافدة من دول الجوار كتشاد، النيجر ومالي وافريقيا الوسطى، وقطع بكري بالقول ان الذاكرة الآن تستدعي احداث جبل عامر وتداعياته ومآسيه وان على الحكومة ان تسارع بإطفاء نار الفتنة، كما نطالب حكومة المركز والولاية بالقيام

بواجباتهما تجاه المواطنين الابرياء العزل وإطلاق يد القوات المسلحة المتواجدة بالمنطقة، مشدداً على ضرورة فتح تحقيق عاجل ومحاسبة الجناة وتقديمهم لمحاكمات عاجلة وعادلة.

تحقيق عاجل

رئيس المجلس الإستشاري لقبيلة المسيرية الامير علي عبدالمجيد عبدالله شدد على ضرورة فتح تحقيق واسع يطال كل من تورط في قتل وحرق القرى بمنطقة جبل مون.

وقال في تصريح “للجريدة” ان الذي حدث من اقتتال تم احتواءه في يونيو عقب مصالحات تمت من الطرفين وان تكرار ذات الفعل من الطرف الآخر دون أسباب يعكس حالة الفوضى وغياب هيبة الدولة، وقال عبدالمجيد نحمل حالة الفوضى الى حكومة الولاية وحكومة المركز ، كما نحمل مسؤولية خسائر الارواح لحكومة الاقليم التي فشلت في بسط هيبة الدولة.

وأوضح: الذي حدث من نهب للممتلكات وترويع المواطنين يكشف بجلاء ان الامر مخطط له من أجل تهجير أهالي الموطن الاصليين بتكرار الحروب والاقتتال دون اسباب موضوعية.

وأردف، حسب الإحصائيات الاولية عقب المعارك التي شهدتها المنطقة في ايام 5ـ7ـ10 ـ تم حصر القتلى بنحو 37 شهيداً ،وحرق نحو 5 قرى، عطفاً على نهب قطعان من ماشية المواطنين.

وقال عبدالمجيد ان تجدد الإقتتال أمام مرمى ومسمع القوات المسلحة السودانية يكشف عن عجز الدولة في استتباب الأمن.

مذكرة شديدة اللهجة

نفذت قبيلة المسيرية وقفة احتجاجية أمس أمام القصر الجمهوري منددة بالمجزرة التي شهدتها المنطقة نهاية الاسبوع الماضي، وسلمت القبيلة مذكرة شديدة اللهجة لرئيس مجلس السيادة الانتقالي.

وإستنكرت المذكرة التي حصلت “الجريدة” على نسخة منها الاستهداف الممنهج على المنطقة، وأوضحت المذكرة انه تكررت الاعتداءات منذ اكتوبر الماضي مما اسفر عنه عن سقوط مائة وخمسين من الاهالي بين شهيد وجريح، كما تم حرق عشرات القرى

وتشريد مئات الاسر بين نازحة ولاجئة، وأوضحت المذكرة ان فكرة تهجير السكان الاصليين وإحتلال الارض لإستغلال مواردها فكرة غير راشدة.

تنسيقية لجان مقاومة الجنينة

كشفت لجان مقاومة الجنينة عن تداعيات احداث المنطقة وقالت في بيان لها: (لقد تابعتم خلال الأيام الثلاثة الماضية الهجوم البربري والوحشي الذي ظلت تشنه مليشيات قبلية بآلة عسكرية قوامها مدفعية ثقيلة وخفيفة، وأسلحة آلية حديثة، وعربات ذات الدفع الرباعي ومواتر يقودها طائشون متعطشون لسفك دماء الأبرياء العزل من المدنيين بمحلية جبل مون، خلف الهجوم عدداً من القتلى والجرحى من المواطنين العزل وتم فيه حرق “4” قرى بالكامل ، على مرأى

ومسمع حكومة الولاية، وأدان البيان الهجوم السافر بأغلظ العبارات، وحملت لجان المقاومة المسؤلية كاملة لوالي ولاية غرب دارفور الجنرال خميس عبدالله أبكر، ثم لحاكم إقليم دارفور مني اركو مناوي، عطفاً على مجلس السيادة بكامل هيئته.

وطالب البيان حكومة الولاية والإقليم ومجلس السيادة بالتدخل الفوري لوقف الإعتداء الممنهج، وتوفير الحماية للمواطنين وإجراء تحقيق عاجل وشفاف حول الآليات العسكرية التي أُسٌتخدِمت في الهجوم على أهلنا بجبل مون، وتقديم المتورطين إلى العدالة الناجزة، تفكيك المعسكرات التي يٌشن منها الهجوم عطفاً على تأمين الطرق والأسواق وتوفير الغذاء والكساء للمتضررين، السماح للمنظمات بالدخول الى محلية جبل مون المنكوبة لتقديم المساعدات الضرورية واللازمة باعجل ما يكون.

هيئة محامي دارفور تعلن التضامن مع المتأثرين

من جانبها أعلنت هيئة محامي دارفور التي استنكرت الحملات الجائرة التي طالت أهالي المنطقة والتي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، أعلنت تضامنها الكامل مع المتأثرين بالإنتهاكات.

وقالت الهيئة في بيان لها: (تجددت حملات المجازر البشرية الممنهجة والتهجير القسري لسكان مناطق جبل مون وما حولها والتي ظلت ترتكبها المليشيات المسلحة، وخلال هذا الأسبوع حصدت حملة المليشيات المنظمة أرواح ٣٧ شهيداً إضافة لعشرات الجرحى والمفقودين بالمحلية في ظل غياب تام لحكومة الولاية التي يقودها الوالي خميس عبد الله ابكر أحد قادة الحركات المنضوية للسلطة بموجب إتفاق جوبا.

وأرجعت الهيئة أحداث جبل مون المتكررة ونهب مخازن برنامج الغذائي العالمي ومقار اليوناميد سابقاً بالفاشر بواسطة عناصر من منسوبي الحركات المسلحة لضعف أداء الحكم الإقليمي لدارفور والحركات المسلحة المشاركة في السلطة، وإفتقارها للخطط والبرامج ومساندتها لعسكر اللجنة الأمنية

للنظام البائد وإنشغالها بالمناصب، فازدادت معاناة وأزمات إنسان دارفور وجرائم القتل الجزافي والنهب وحرق القرى المرتكبة والحركات المسلحة وقياداتها غير عابئة أو مكترثة وقد شاعت الفوضى بالمدن والأرياف.

وادانت الهيئة بأشد الألفاظ والعبارات الجرائم المرتكبة بواسطة المليشيات المسلحة والغياب التام لأجهزة الدولة المعنية بحفظ الأمن والسلامة العامة.

معلنة تضامن الهيئة الكامل مع المتأثرين بالإنتهاكات بمناطق جبل مون وناشدت المجتمع السوداني بكل فئاته وتكويناته وتنظيماته المدنية والأهلية والشعبية لتقديم كافة أنواع المساندة والمساعدة للمتأثرين بإنتهاكات حقوق الإنسان بجبل مون خاصة الأسر المنكوبة والأطفال.

كما اكدت إنضمامها لكافة حملات المساندة والمطالبة والوقوف مع إنسان جبل مون وقالت ان جرائم جبل مون تندرج ضمن الجرائم الموصوفة بجرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية.

فلاش باك

وكانت مكونات قبلية طالبت (الجمعة) إجراء تحقيق حول أحداث العنف الدامي الذي شهدته مناطق بولاية غرب دارفور مخلفة عشرات القتلى وإتهمت مليشيات مسلحة بالوقوف وراء الهجمات العسكرية التي طالت سكان محليين بمنطقة “جبل مون” 50 كيلو متر شمال العاصمة الجنينة.

وكشفت مصادر من مدينة الجنينة عن تجدد المواجهات المسلحة فجر “الجمعة” في عدد من قرى جبل مون مخلفة اعداداً من القلتى والجرحى لم يتم حصرها لسوء الاتصالات وأدى تجدد الاقتتال القبلي بولاية غرب دارفور الخميس، لمقتل نحو 17 شخصاً بينهم عسكريين بعد هجوم نفذته مجموعات مسلحة على عدد من القرى بمحلية جبل مون.

وقال بيان أصدره المجلس الأعلى لقبيلة المسيرية ان الهجوم الوحشي الذي ظلت تشنه مليشيات عسكرية تمتلك مدفعية ثقيلة مثبتة على سيارات دفع رباعي يقودها طائشون لسفك دماء الأبرياء من العزل من المدنيين خلف اعداداً كبيرة من القتلى وحرق 4 قرى وحمل البيان والي غرب دارفور وحاكم اقليم دارفور ومجلس السيادة المسؤولية الكاملة لمقتل المواطنين، ونادى بالتدخل الفوري وإجراء تحقيق شفاف حول الآليات العسكرية التي استخدمت في الهجوم وتقديم المتورطين للعدالة، كما طالب بتفكيك المعسكرات التي تنطلق منها الهجمات المعلومة لدى اطراف في الحكومة الولائية، فضلاً عن تأمين الطرق والأسواق وتوفير الغذاء للمتضررين، وفي ديسمبر الماضي شهدت ولاية غرب دارفور أحداث عنف دامية أدت لمقتل 88 شخصاً و84 جريحاً، وخلفت الأحداث التي تتهم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، قوات مدعومة حكومياً بارتكابها دماراً واسعاً في المنطقة، وسط عمليات حرق للقرى وموجة نزوح واسعة.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..