حوارات

زعيم حزب البعث : الوضع في السودان دخل مرحلة عصيبة ومستقبل البلاد في خطر حقيقي

زعيم حزب البعث العربي الاشتراكي التجاني مصطفى لـ(الحراك السياسي):

أي تنازلات تتعلق بقبول دور العسكر لا تشكل مخرجا للأزمة.

فشلنا في انجاز الكثير من المهام والتي تتمحور حول حول إحداث تغيير جزري وكذلك على مستوى القوانين، كان يجب أن تنجز جميع قضايا الثورة .

هناك حاجةً ماسة لتجميع صفوفنا لمواجهة هذا الوضع المستجد، والالتفاف حول مشروع وطني.

الوضع في السودان دخل مرحلة عصيبة ومستقبل البلاد أصبح في خطر حقيقي ونتوقع مزيدا من الصعوبات رغم الحديث عن محاولات لايجاد مخرج من الأزمة.

الخرطوم- حوار – محمد عبد المجيد

وقفت أمام الفترة الانتقالية الكثير من العقبات التي سدت عليها الطريق وأوردتها الهلاك.. بعض هذه العقبات كانت صنيعة من يديرون الفترة الانتقالية نفسها كونهم الحاضنة السياسية والتنفيذية لها، بيد أن خلافاتهم الداخلية جعلتهم لا ينظرون لما يحدق بالثورة وصرفتهم تجاه الأهداف الحقيقية لثورة ديسمبر حتى انقض عليهم العسكر واختطفوا منهم السلطة.. القوى السياسية التي أدارت فترة ما بعد ثورة ديسمبر ارتكبت من الأخطاء ما أوصل البلاد لهذا النفق المظلم ولا تزال تقف في ذات المحطات الخلافية والكيد السياسي غير آبهة بما يحدث في البلاد التي وصلت مرحلة الانهيار.. كثير من القوى السياسية تبحث عن مخرج للأزمة الحالية بيد أن اختلاف وجهات النظر جعل كل حزب يطرح مبادرة للحل حتى وصلت المبادرات إلى أكثر من 30 مبادرة بيد أن كلها لم تغادر مرحلة اجتماعات الأحزاب.. الجميع يرى أن هناك حاجة ماسة لوحدة القوى السياسية لمواجهة الانقلاب لكن لا أحد يتحرك نحو آليات الوحدة.. ملفات كثيرة ناقشناها حول الوضع السياسي الراهن مع زعيم حزب البعث العربي الاشتراكي التجاني مصطفى في هذا الحوار:

 

* بداية أستاذ التجاني كيف تقيم المسيرة الحالية والحراك الثوري الكبير الذي بات يقوى يوماً بعد يوم وأصبح يتمدد بالعاصمة والأقاليم؟
– من الواضح جداً أن السودان دخل في مرحلة عصيبة من ناحيتين السياسية والاقتصادية ومستقبل البلاد أصبح في خطر حقيقي رغم الحديث عن محاولات لإيجاد مخرج من الأزمة بالتالي نتوقع مزيداً من الصعوبات، لذلك فإن هناك حاجة ماسة لتجميع صفوفنا لمواجهة هذا الوضع المستجد، أما فيما يتعلق بمسيرة الثورة فنحن في حزب البعث العربي الاشتراكي نرى بأن هناك تطوراً في المسيرة ونرى بأن لجان المقاومة تقوم بدور كبير وفعال لمقاومة الانقلاب في العاصمة والأقاليم، ولكن كما قلت نحن في حاجة ماسة لتوحيد الصفوف والالتفاف حول المشروع الذي يجب أن نتبناه لإخراج البلاد من المأزق الحالي .

*ما المقصود بالمشروع الذي دعوت لتبنيه؟
– أنا أقصد هنا الاتفاق على مشروع وطني تلتف حوله كل القوى المناهضة للانقلاب والرامية لتحقيق أهداف الثورة وصولاً للدولة المدنية، نحن بحاجة لهذا المشروع وبحاجة لوحدة الصف وإذا لم يحدث ذلك فإن البلاد مواجهة بمخاطر كبيرة وكل الاحتمالات التي لا نتوقع بأن تحدث يمكن أن تحدث في ظل وجود مؤشرات لإمكانية حدوث صراعات داخلية في الشرق أو شمال السودان، خاصة وأن هناك تدخلات خارجية بعضها سلبي من دول الجوار التي يدعم بعضها الانقلاب الذي فشل في إدارة الدولة والذي سار في طريق الردة .

* تحدثت في معرض ردك على السؤال الأول بوجود تباينات كما تحدث عن الدور الكبير للجان المقاومة ونود أن نشير هنا إلى أن لجان المقاومة تقود الشارع وهو متحد حول هدف واحد يتمثل في إسقاط الانقلاب وإقامة الدولة المدنية، لذلك لا يوجد تبيان وسط القوى التي تقود الثورة ما هو ردك؟
– أنا أختلف إلى حد ما مع هذا الحديث صحيح الشارع يسير في اتجاه إيجابي لا ريب في ذلك لكن لا يمكن أن نستهين بالخلافات بين الحزب الشيوعي والقوى السياسية الأخرى المتمثلة في قوى الحرية والتغيير، ولا أستطيع أن أدافع عن موقف الشيوعي خاصة وأنه اتخذ موقفاً منفرداً خاصة وأن الشيوعي حزب مؤثر ونحن في أشد الحاجة بأن تكون الجبهة الداخلية متماسكة وأي خلافات ضمن الصف الوطني تضعف الناس. صحيح قد يكون لموقف الشيوعي إيجابيات محدودة لكنه لا يشكل الموقف الوطني الذي نحن بأشد الحاجة له ونتاج لهذه الخلافات بدأ الفلول يتسللون ويظهرون علانية.

* لكن أستاذ التجاني تسلل الفلول سببه انقلاب البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر أليس كذلك؟
– أود أن أقول هنا بأن الفلول استثمروا في الخلافات لكن الانقلاب استفاد في نفس الوقت من السلبيات وأوجه القصور التي كان يجب أن تنجزها الثورة خلال العامين الماضيين… نحن فشلنا في إنجاز الكثير من المهام، والمهام التي فشلنا فيها تتمحور حول إحداث التغيير الذي كان يجب أن ينجز وكذلك على مستوى القوانين، إذ لم تتغير القوانين ولم تتم محاسبات، كما أن أجهزة العدالة أصبحت شبه معطلة إذ أن القضاء والنيابة كان يجب أن تنجز جميع قضايا الثورة لكنها لم تفعل، أما بخصوص الأوضاع الاقتصادية الحالية فإن حكومة حمدوك لم تنفذ توصيات المؤتمر الاقتصادي بالشكل المطلوب كذلك استمرار السودان في انتهاج سياسة المحاور .
* أستاذ التجاني الحزب الشيوعي أعلن رفضه فقط للدخول في تحالف مع الكتل السياسية لكنه لم يرفض الجلوس مع الأحزاب والتحاور معها كل على حدة والوصول لاتفاق مشترك… هل لديكم في الحزب الرغبة بالجلوس منفردين للتشاور مع الشيوعي؟
– نحن في حزب البعث العربي الاشتراكي على استعداد كامل للجلوس مع الحزب الشيوعي والتحاور معه، فنحن لا نعادي الشيوعي ونحن بأشد الحاجة لتوحيد القوى الداخلية والحزب الشيوعي له وضعه وتأثيره .

 

* أستاذ التجاني ما هو رأيك في الهجوم شبه اليومي الذي يواجه الشيوعي من حزب البعث الأصل وهل تساند هذا الهجوم؟
– لا يوجد منطق يسند ما يتعرض له الشيوعي من هجوم من حزب البعث الأصل لأنه بكل بساطة لا يوجد سبب لكي تهاجم الشيوعيين… صحيح اتخذ الحزب الشيوعي موقفاً مغايراً لما اتخذه البعث الأصل لكننا نجد بأن لهذا الموقف أسبابه الموضوعية التي دفعته لذلك فليس من المعقول أن تتعملق أقزام والشيوعي لا يتحرك… لا توجد مصلحة وطنية تجعل من الشيوعي هدفاً ليهاجمه أحد لأن الهجوم عليه يصب في مصلحة الأعداء، إذا كان أولئك الأعداء حقيقة أعداء لكن الهجوم على الشيوعي يصب في مصلحة الانقلابيين ولا يمكن أيضاً أن تهاجم حتى لجان المقاومة التي أخذت على عاتقها التصدي للانقلاب رغم القتل والقمع الذي يتعرض له الثوار والثائرات. وليس من الممكن تكون ناظر مدرسة وتنتقد هؤلاء الشباب وميثاق سلطة الشعب هو محاولة وجهد لحل الأزمة السودانية ورغم دوره الكبير تجعل منهم هدفاً لك .

*على سيرة ميثاق سلطة الشعب فما هو رأيك في ميثاق سلطة الشعب الذي طرحته لجان المقاومة بالخرطوم؟
– الميثاق خطوة من الخطوات المطروحة في الساحة ويجب أن نتعامل معه بإيجابية ونرى بأن الميثاق مفتوح للإضافات والتعديلات وهي مطلوبة ونحن لدينا ملاحظات حول بعض البنود التي وردت فيها خاصة حول الحكم الفدرالي، الذي نرى فيه بأن الحكم الفدرالي ليس مناسباً للتطبيق في السودان وهناك قضايا لا خلاف عليها ولكننا بحاجة لاتخاذ موقف موحد حول التفاصيل الخاصة بالمشروع… نحن نعلم أن هناك حاجة للمرونة ليكون ميثاق سلطة الشعب ضمن المواثيق التي يستطيع الناس الدفاع عنها والميثاق يجب أن يطرح للنقاش والمداولة والاستعداد لقبول آراء الآخرين ومساهماتهم، بينما علينا أن نقبل دور هؤلاء الشباب ليكون هناك حاجة للتعزيز من جانبنا وليكون الميثاق هو المشروع الوطني الذي يجمع كل الناس .

* أستاذ التجاني دعت لجان المقاومة في المشروع كل من شارك خلال الفترة الانتقالية خاصة في الحكم أن يقدم نقداً ذاتياً لتجربته قبل أن يأتي ويوقع على الميثاق فهل ستفعلون؟
-أجاب ضاحكاً … الأحزاب من قوى الحرية والتغيير ومنظمات المجتمع المدني التي شاركت في حكومة حمدوك لم تكن تدير الدولة، وإنما كانوا يتوهمون بذلك وتوهمهم أوصلنا للردة الحالية ومن كان له وزير أو وزيرين كان يتوهم بأنه يقوم بإدارة الدولة لكنهم لم يديروها حقاً، لأنك إذا كنت تدير الدولة لماذا لم تتحسب للمخاطر التي نتجت وكان يجب أن يتحسبون لها. ونود أن نشير هنا إلى أن الانقلابيين جلسوا أمام القصر وكان من يتوهمون بأنهم يديرون الدولة يتفرجون عليهم ولم يتحسبوا لما كان يمكن أن ينفذه الانقلابيون.

* أستاذ التجاني هناك حديث عن مبادرة جديدة تقوم ببلورتها بعض القوى السياسية ضمن من هو موجود داخل الحرية والتغيير، ومنها من انقسم من الحرية وآخرون فصلتهم الحرية والتغيير، ما هي أهم ملامح هذه المبادرة وهل يمكن أن تحل الأزمة الحالية؟
– نعم هناك قوى سياسية ترى بأن لا حل للأزمة الحالية سوى القبول بالأمر الواقع باعتباره مخرجاً من الانقلاب، لكننا نرى بأن هذا الشيء لا يمثل حلاً للأزمة بل يعقدها أكثر وأي تنازلات تتعلق بقبول دور للعسكر لا تشكل مخرجاً من الأزمة، والحل هو العمل لتأسيس النظام الوطني الديمقراطي ونرى بأن القوات المسلحة يجب ألا توظف لصالح فئات محددة داخل الجيش، فنحن نحتاج لجيش وطني يحمي البلاد لا لجيش يحمي أفكار الشموليين، نحن نريد جيشاً وطنياً موحداً وأن يتم حل جميع المليشيات بما فيها الدعم السريع وأن تكون جميعها داخل المؤسسة العسكرية .

* أستاذ التجاني ما هي الأوضاع داخل الحرية والتغيير الآن؟
– الأوضاع داخل الحرية والتغيير تسير في نفس طريق الاختطاف ومنهج الإقصاء والاحتكار أوصلنا لهذه المرحلة، بالتالي الاستمرار فيه لم يمثل سوى المزيد من العقبات. ومن يرى بأنه يريد كم وزارة وولاية فإننا نقول له بأن هذا المنهج لا يمت للديمقراطية بصلة، وهو ما أوصلنا لهذا الدرك ويمكن أن يوصلنا للأسوأ بالتالي يجب أن نتركه .

الحراك السياسي

تعليق واحد

  1. أنا قرأت سيرة أربعة ووصلت لنتيجة نهائية بأن هؤلاء هم سبب ما حدث ويحدث وقد يحدث مستقبلا للسودان من سوء أكثر من هذا الذى نعيشه والأربعة هم الشيوعية والكيزانية والصوفية والادراة الأهلية ، لكن فى مجموعات تطلق علة نفسها حزب البعث العربى وحزب البعث الأشتراكى والشعب لا يعرف ما المقصود من هذا الفكر الذى دمر سوريا والعراق وماذا سنكسب لو انتمى غالبية اهل السودان لهذا الحزب فقد قال محمد عبد المجيد ( أنا أقصد هنا الاتفاق على مشروع وطني تلتف حوله كل القوى المناهضة للانقلاب والرامية لتحقيق أهداف الثورة وصولاً للدولة المدنية ) فكيف اتفق معك وانا لا اعرفك- وضح لنا ما المقصود بحزب البعث حتى نتفق أو نختلف معك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..