مقالات سياسية

بعد تراجع حظوظ عودة حمدوك.. ما الخياران المتاحان لإسقاط انقلاب راكبي العجلة

الرؤية الآن
طارق الهادي

الخيار الأول هو ان تعرف كيف يفكر خصمك ، او من يفكر له ، اذ ان هذا الانقلاب تسنده مخابرات دول خارجية ، لقد بات من الواضح بصورة جلية ان اللعبة اليوم للتحكم في مستقبل البلاد هي بين الإمارات وحلفها من العسكريين و بين الاسلاميين ، هذين الخصمين اللدودين ، كل منهما يخادع الآخر ويتعايش معه الى حين ، كلاهما يدبر ويجهز للغداء بالآخر قبل ان يتعشى الآخر به ، لكنهما متفقان ، آنيا ، و مرحليا فقط ، على إبعاد واضعاف المكون المدني ، هنا ، هما يلتقيان مرحليا ، للاستفادة من صف الراندوك من الإسلاميين ، واقول الراندوك لأن قادتهم الفاعلين يسجنهم البرهان وحميدتي خوفا منهم ، وهم أنس عمر وأحمد هارون والجزولي وبكري ونافع وعبد الرحيم حسين ، ويشارك راندوك الإسلاميين الغشيم في قمع التظاهرات استغلالا لحالة الكراهية التي نشأت بين قحت ومعها الأحزاب المدنية واليسار عموما من جهة ، وبين الإسلاميين من جهة أخرى. يجب إيقاف هذه الدائرة الشريرة من الكراهية ، في السياسة الذي يلتقي معك على 40% هو شريك والذي تتفق معه على 60% هو حليف.

الحقيقة ان حالة التربص بالآخر هذه ليست حكرا فقط بين الإسلاميين و الحلف الإماراتي ، بل هي حالة عامة ، حميدتي والبرهان كل منهما يتربص بالاخر وينتظر الفرصة لينقض عليه و حركات دارفور وحميدتي كل منهما يتربص بالآخر و الشيوعي يتربص بقحت ، والإسلاميون لن يغفروا أبدا لحميدتي أنه خذلهم عشية 11 أبريل وهم من صنعوه فهم يتربصون به و حميدتي نفسه يتربص بهم لإيقاع مذبحة القلعة فيهم تماما كما فعل محمد علي مع المماليك عشية العام 1811م ، هذه الحالة ليست صحية وليست في صالح الوطن ويجب ان نخرج منها جميعا بالتعايش والقبول بالمسار المدني الديمقراطي ، وساعود اليها لاحقا.

الموقف الأممي بممثله فولكر ، و الموقف الأمريكي و المصري والسعودي ، الجميع هم مع استقرار السودان ومع ذهاب البرهان وحميدتي وتغيير قادة المكون العسكري لذلك فورا قفز البرهان و حميدتي الى المركب الاماراتي فهو يضمن لهما الاستمرار والتجديف ، اذ البرهان وحميدتي هما كراكب العجلة عليه التبديل باستمرار لضمان المشي و لتفادي السقوط ، رغم عشرات المبادرات الوطنية التي ضمنت لهما عفوا كاملا مقابل التنحي وإطلاق قدرات وطن بأكمله وإطلاق قدرات 44 مليون سوداني ، لم التعنت وهما غير منتخبين وغير شرعيين.

مع تسويف في المبادرة الأممية عبر تحويرها الى دعم مالي من 700 مليون دولار سنويا تذهب الى حركتي جبريل ومناوي بحجة اتفاق جوبا المعيب و لا يستفيد منها السودان شيئا مقابل ضمان دعم الحركتين للبرهان وحميدتي ، الوضع جد خطير اليوم وهو وضع غير تقليدي يتطلب حلول غير تقليدية .

الحل الأول أو الخيار الأول لإسقاط هذا الانقلاب وهو الأقل تكلفة للبلاد ، وممكن جدا ، هو توحيد كل الصف المدني من يسار ويمين ، شيوعيين معتدلين واسلاميين ، كل القوى المؤمنة بالمسار المدني الديمقراطي والمؤمنة بصندوق الانتخابات ، على قيادات الأحزاب المدنية التوجه الى قطر و تركيا لفتح حوار حقيقي مع قادة الإسلاميين و مفكريهم للوصول لاتفاق يدعم مستقبل البلاد الديمقراطي ، اتفاق على تشكيل حكومة محايدة تجري انتخابات عادلة يشارك فيها الجميع بما فيهم الإسلاميون وتخرج البلاد من حالة اللا شرعية هذه ، ان حدث هذا الاتفاق سيسقط الانقلاب بجرة قلم.

الخيار الثاني هو ذو شقين حراك مقاوم داخلي و حراك يخاطب الخارج الداعم للانقلاب أي تعطيل مصالح الدول الداعمة للانقلاب وذلك بعزل مصالحها في السودان سواء كانت سلع تهرب او مشاريع زراعية او معدنية.
الخيار الثاني الداخلي و لضمان تدخل القوات المسلحة تدخلا خشنا ضد قادة الانقلاب وابعادهم يجب تصعيد الحراك السلمي المدني تصعيدا نوعيا ، كما سيطر تجمع البجا ذات يوم بأمر من العسكريين على حكومة البحر الأحمر وقطع الطريق القومي ، يجب ان يشرب العسكريون من ذات الكأس، على الحراك في الولايات القول والمجاهرة بأن البرهان وحميدتي غير منتخبين وغير شرعيين ويجب الدعوة لحكومة مدنية محايدة تجري انتخابات لتحديد الأوزان ويجب السيطرة سلميا وقفل كل الطرق و كل المحليات والحكومات المحلية وشلها ، ليس للانقلابيين قوات كافية للسيطرة على كل البلاد .

البرهان وحميدتي ليسوا هما تنظيم الإسلاميين الايدلوجي ، القوي ، والمنظم ، والدقيق والمنضبط ، الذي كان يحكم ويغطي كل البلاد ، هما من الهشاشة بمكان ، اليوم ان تحرك عبد العزيز الحلو في مناوشات عسكرية معهما لن يقف الشعب السوداني معهما ستسقط كادوقلي وسيتمدد في جنوب كردفان كما يشاء و لن يخوض ضباط الجيش السوداني حربا لا يسندها الشعب بل سيسعون اولا لتغيير قادتهم باخرين محبوبين شعبيا قبل الدفاع عن البلاد ، ولكن الحلو لا يفعل ولا اعرف لماذا ، لم أعد أثق بأحد ، من يدري ، ربما الحلو نفسه ، هو مجرد أردول مثله مثل مناوي وجبريل والتوم هجو وعسكوري و خميس جلاب ، فقط يحتاج من يجلبه و يدفع له او يدغدغ أطماعه ليتنكر فورا للمسار الديمقراطي ، لا يهم ان كان هذا الجلابي داخليا ام خارجيا.

الرسالة التي يجب ان تصل للمجتمع الدولي بوضوح ان هو راهن على الاستقرار وقبل بالحكم العسكري ، هي أننا لا نقبل به ، الرسالة هي لا استقرار للبلاد ، على الحراك السلمي السيطرة سلميا على المحليات والحكومات الولائية بدءا من عطبرة والدمازين والابيض ومدني ، حينها سيتدخل الجيش ويقيل الرجلين ونخرج من هذا النفق.

‫2 تعليقات

  1. أنت موهوم ياطارق عبد الهادي تتكلم ساكت وينو جيشك المعترف به؟ الجيش راح مع أبوكدوك أبو هشة ونشة :تعال أمسك قيادة الجيش … رايك شنوفي موضة اغتصاب بنات الناس نص النهار …وينو المجتمع الدولي البتتكلم عنو …؟

  2. موهوم ونص…من هم الإسلاميين…؟؟؟ هم مجموعة منتفعين جمعتهم مصالحههم الدنيوية فقط… الإسلاميين الحقيقيون خرجو من زمان وتركو المركب للبشير ومليشياته ومن شايعهم … وكل السلوك الكيزاني لا يمت للاسلام بصلة….
    هذه الثورة مستمرة وقد ثرنا لثلاثين عاما حتى تم اسقاط البشير والكيزان وسيسقط حميدتي وكذالك البرهان ….لم يتبقى سواء هذين الاثنين وليست لديهم ايدلوجية محددة لكسب مناصرين كما كان الكيزان بل الكل يود ان يتعش بهم اذا لاحت الفرصة….هي مسألة وقت ليس إلا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..