محمد حسن شوربجي
فالناس وكأنهم قد انقسموا لفسطاطين ..
فسطاط احرار في الشوارع ..
وفسطاط عبيد للطغاة…
وان كان لابد هنا ان نوضح ماهية العبودية التي نقصد حتي لا يساء فهم قصدنا..
فانها والله العبودية العمياء للطغاة والتصفيق للظالمين وتشجيعهم علي ظلمهم..
فلقد ثبت لنا وبالدليل أن في بلادنا عبيد للطغاة يسيرون على اقدامهم نحو خيانة اهلهم وذويهم ووطنهم ويقدمون دمهم وسمعتهم فدية للطاغوت ..
وان كان بمقدورهم الافلات من هذا الشيطان وهذه المهانة وذلك الاحتقار وتلك المهمات القذرة ..
فكم والله سائني منظر اولئك الذين تجمعوا بأسم الادارات الاهلية عمدا وشيوخا وشرتايات نصرة لذلك الطاغية…
وامثال هؤلاء كثر في طرقاتنا..
فآذانهم لا تكاد تسمع وان دق لهم شباب السودان كل ابواب الحرية والكرامة..
فهم لا يعبئون ابدا بمن حولهم و قد فتحت لهم كل خيرات السودان ..
فلا يهمهم ابدا اشادة الدنيا بهذه الثورة العظيمة وقد وصفوها بأنها من اروع ثورات التاريخ …
ولكنهم اي (عبيد الطغاة) آثروا العيش خداما لاسيادهم..
فهم لا يعلمون ان أخطر درجات العبودية هي عبادة الفرد..
اما احرار بلادي فقد رأيناهم وقد قهروا اللحظة ومزقوا الغشاوات وكسروا القيود..
فارواحهم حرة وافكارهم مبدعة واياديهم بيضاء تلوح للحرية تريد عناقها وحناجرهم تصدح عشقا للوطن ..
يا هذا الناس ينقسمون لفسطاطين يوم القيامه وليس الان.. ما يحدث الان هو اختلاف في الرأي وكل حسب عقله وفهمه ومصلحته وهنا يأتي دوركم للتوضيح وإظهار الحقيقة والإصلاح بقدر المستطاع.. من الناس من يستمع القول فيتبع أحسنه ومنهم من لا يقبله ومتى ما كان معك الاغلبية كنت الرابح.. هذه هي الديموقراطية التي افهمها.. أما قول فرعون ما اريكم الا ما أرى فهي الدكتاتورية بعينها.