مقالات وآراء سياسية

غابت لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 عن المشهد وبدأت الأصوات النشاز ترتفع …

د. مبارك همت

حينما نتحدث عن الثلاثين عاماً من عمر الانقاذ أو بمسماها الاخر المؤتمر الوطني العباءة الاخرى يرتديها عناصرها والمستنفعين منها ، نعلم جيداُ أن الانقاذ لم تنتهي بعد بفكرها وفعلها ، فهي مازالت باقية تنخر في جسد البلاد والعباد ، فالانقاذ مرض عضال اصاب بلادنا لمدة ثلاثين عاماً يصعب التعافي منها ومما خلفته من علل في سنوات قليلة ، فالانقاذ وافعال المنتمين اليها متجزرة في كل مصالح الدولة وقد قالها البشير بكل عنجهية “نحن قناعتنا أن هذه الدولة ملك للحركة الاسلامية” ويا ليتها كانت اسلامية وتحكم بما انزل الله وتطبق العدل والشريعة!!! ، وايضا قالها البشير بكل وضوح “القاعد في الحكومة والمجلس التشريعي حركة اسلامية والمؤتمر الوطني قيادته حركة اسلامية ، كلكم أحمد وحاج أحمد ” ، وقال البشير ايضاً ” أن الذي يقود الحكومة حركة اسلامية ، وان كل المكتب القيادي 46 عضويته حركة اسلامية ، وكل الوزراء الاتحادييين وفي الحكومة الولائية حركة اسلامية ، مدراء الدولة حركة اسلامية ، كل مفاصل الدولة حركة اسلامية ، والحركة حاكمة بالحزب” ويا ليتها كانت اسلامية وتحكم بما انزل الله وتطبق العدل ، وسيطرة حزب الموؤتمر الوطني على مفاصل الدولة لا يخفى على أحد ، فالجميع يعلم كيف كانت تمارس سلطة التمكين في عهد البشير ، والتي اطاحت بما يقاراب الستمائة الف مواطن للصالح العام على حسب ما ذكرته وسائل اعلام مختلفة ، فالستمائة الف شخص الذين تم اقالتهم لا يساون شي في نظرهم فهو شي طبيعى على حسب فكرة التمكين التي اتو بها . اما من تم اقالتهم من قبل للجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 ، فهو جريمة كبرى وتشريد للأسر وللكفاءات التي لا مثيل لا كما يدعون ، واقالات لجنة التمكين فقد اقامت الدنيا واقعدتها لأن المقالين جلهم من عناصر الحزب المحلول ، ونحن لا نؤيد بصورة مطلقة ما فعلته لجنة التفكيك فقد شابت عملها بعض القصور والاخطاء ، وقد اعترفوا هم أنفسهم بذلك دون رياء ولا تكبر وهذا شي طبيعى طالما هنالك مراجعات يمكن ان تحدث ، ولا يتحمل وزر الاخطاء التي حدثت أي فرد من اعضاء اللجنة التفكيك بمفرده ، وللذين لا يعلمون أحد بالجنة سواء الاستاذ وجدي صالح ولا يذكرون سواه وملأوا بذمه الاسافير ونسجوا حوله القصص ، عليهم أن يعلموا أن للجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 تم نشكيلها وفقاً للوثيقة الدستورية وبقرار من رئاسة المجلس السيادي وصميم عمل اللجنة إنهاء سيطرة رموز نظام الرئيس المعزول عمر البشير على مفاصل الدولة ، ومحاربة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة . وعلى الجميع أن يعلموا أن هذه اللجنة مكونة من مجموعة من قطاعات الدولة المختلفة منها على سبيل المثال ممثل من وزارة الدفاع وممثل من وزارة الداخلية وممثل من وزارة العدل وممثل من جهاز المخابرات العامة وممثل من قوات الدعم السريع وممثل من بنك السودان المركزي وممثل من ديوان المراجعة القومي وغيرهم . وهذه اللجنة يتم اختيار رئيسها ونائبها من قبل مجلس السيادة ؟؟؟، فان أخطأة لجنة التمكين فجميع هؤلاء يتحملون الاخطاء وليس فقط يتم تسليط الضوء على شخصيات محددة ؟؟.

وحتى لجنة الاسئنافات حينما تم الشروع في تكوينها اسندت رئاستها للواء ركن أبراهيم جابر عضو مجلس السيادة ورجاء نيكولا نائبة له . فأن لم تعمل هذه اللجنة ولم ولم يكتمل تّأسيسها ولم تقوم بدروها فهذا مسوؤلية من قام بتكوينها ومن يرأسها فهو المسؤول من تابعتها . وحينما جاء انقلاب 25 اكتوبر وكانت اولى قراراته تتضمن تجميد لجنة التفكيك ، وهنا يجب ان نقف كثيراً ونزداد تاملاَ للاحداث , “والعاقل بميز ” كما قال حميدتي.
فلجنة التفكيك كانت تمثل روح الثورة وقلبها النابض وكانت تمثل رعب لكل من وغل في الفساد ، فعهد البشير شهد كثير من التستر على الفساد وحماية مرتكبيه ، فكيف لرئيس يطلق على بعض اعضائه القطط السمان ومعروف القصد من هذا التعبير ، رغم انشائها مفوضيات للفساد ونيابات وغيرها ، ولك غلب فقه التحلل والتستر والمماطلة على كثير قضايا الفساد ، فهم فاحت رائحة الفساد كثيراَ، وكيف لدولة صنف من اكثر عشرة دولة في العالم فساداَ وفقاَ تقارير منظمة الشفافية الدولية حول مؤشر الفساد في 180 دولة حول العالم لعام 2017 . وايضا باثبات تقارير المراجع العام للدولة باختلاسات وفروقات تقدر بمليارات ولم نسمع باستردادها ؟؟؟؟؟ . فكشف المفسدين أينما كان موقعهم وتقديمهم للعدالة خطوة أساسية في مسيرة إعادة بناء الدولة ، والسودان يحتاج لعمل كبير في كثير من مناحي الحياة لازالة ما لحق به من تشوهات خلال الثلاثون عاماً السابقة .
وما نشاهده الان انقلاباً على مفاهيم الثورة والثوار، فتمعن وستجد أن البلاد تعود كما كانت قبل الثورة ، وحتى التغيرات الطفيفة التي حدثت بدأت تعود كما كانت من قبل ، فتصحيح المسار في نظرنا وهو بمثابة تحويل المسار من مسار الثورة الى مسار من قامت عليهم الثورة … وعلى كل انقلابي أن يعلم جيداً ان التاريخ لا يرحم وان الايام دول ، وليعم الجميع أن دماء الشهداء لن تضيع سداً ، ودعوات الامهات الاتي تفطرت قلوبهم بمقتل ابنائهم لها رب كريم يستجيب الدعاء، والوعد الذي قطعه الثوار للشهداء مازال ينبض بالحياة ، والسودان ما بعد الثورة لن يرجع للوراء . والثورة مستمرة .

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. نعم لمحاربة الفسادواعادة مانهبه
    بعض الانقاذيين ولكن يجب ان
    يديرمثل هذاالعمل رجال وطنيين اكفاءوليس صبية
    مطرطشين ساي وحرامية

  2. الآن النقادية المصرية العميلة الخائنة الكوزة المستترة الحاجة المسنة نيكولا بانت على حقيقتها وتعيينها من قبل قحت كان أكبر فاجعة للثورة فقد كانت تتآمر على الثورة حتى بوجود قحت العميلة وهذا يوضح ان قحت فشلت فشلاً ذريعاً في انتقاء الشخصيات الوطنية الحرة التي تؤمن بالتغيير وهذا منح الفرصة الذهبية للجنة الأمنية لحماية الكيزان أن تخترق مجلس سيادتكم الفاشل. مطلوب الآن عند بلوغ الثورة أهدافها القبض على هؤلاء الخونة وتحميلهم المسؤولية عن كل عمليات التواطؤ التي تمت بعد انقلاب 25 أكتوبر أما هذه النقادية مطلوب من الثوار نزع الجنسية السودانية فورا ومحاسبتها على إرجاع ممتلكات الشعب لسارقيها الكيزان والعسكر وإرسالها بعد محاكمتها للفراعنة لموطنها أرض الفراعنة لا تهاون ولا تراخي بعد اليوم والشعب السوداني يراقب ويرصد كل أعمالك النتنة والثورة مستمرة وللأبد !!! ونقول للشاويش البرهان شكراً لانقلابك لأنك وضحت للشعب السوداني الطيب من الخبيث!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..