أزمات غذاء للانسان والحيوان وعطش تضرب الشرق

نظمت منظمات المجتمع المدني بشرق السودان اليوم بقاعة شركة ارياب للتعدين بالخرطوم ورشة مآلات الأوضاع الإنسانية بشرق السودان والتي تتمثل في الفجوة الغذائية المخاطر والحلول وشح المياه ببورتسودان بعد جفاف سد اربعات والفجوة العلفية ومهددات الثروة الحيوانية.
واكد رئيس تجمع منظمات المجتمع المدني لشرق السودان ابو فاطمة احمد اونور ان منظمات المجتمع المدني سباقة للعمل الانساني وتدرك الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها البلاد وخاصة شرق السودان.
وقال ان تجمع منظمات المجتمع المدني لشرق السودان قام بجولة تفقدية ميدانية لولايات الشرق ووقف على أوضاع الفجوة الغذائية والعلفية ومشكلة العطش ومعالجة إشكالات التنمية بالشرق لافتا إلى أن المجتمع المدني له دور فاعل ومحوري فيما يلي القضايا التي تخص المواطن وتعالج الجوانب الاجتماعية والبيئية والغذائية.
ولفت اونور الى ان الفجوة الغذائية ناتجة من قلة الأمطار في خريف العام السابق التي انعكست في شح المياه وقلة المشاريع المزروعة وزيادة تكاليف الإنتاج نتيجة للظروف الاقتصادية وغلاء وانعدام الوقود.
واشار الى ان شرق السودان غني بالموارد كايرادات الموانئ والبترول والمعادن كالذهب الذي ينتج بنسبة 70 الى 75% مبينا أن إقليم بهذه الموارد لا يجب أن يعاني مواطنيه مطالبا بتنبيه الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني وتقديم مجموعة من المقترحات.
وأوضح ان هناك حلولا مطروحة لشراء محطات عائمة جاهزة لان الحلول التي طرحتها الحكومة المركزية لادخال محطات تحلية جديدة تحتاج لوقت والمدينة مقبلة على الصيف وشهر رمضان مبينا ان منظمات المجتمع المدني تدخل كشريك وتقدم الدراسات والمشورة وهي بصدد تكوين لجنة مهنية وفنية وعملية من علماء وأساتذة جامعات لتنفيذ المقترحات عبر الجهات المعنية وذات الصلة.
وقال البروفيسور ابراهيم احمد اونور رئيس المجلس الاستشاري الاعلى لشرق السودان ان المجلس جهة استشارية مستقلة تضم اساتذة الجامعات من شرق السودان وتهدف لتقديم النصح والمشورة الفنية والسياسية والإصلاح.
واكد ان محاور الأزمة الإنسانية في شرق السودان تتلخص في غياب السلام المجتمعي والذي يمثل مشكلة (القيادات المجتمعية، اللجوء والتداخل القبلي، التدهور البيئي) والقضايا التنموية من تعليم وصحة ومياه وموارد طبيعية والتشغيل والتدريب وكذلك المطامع الخارجية للموانئ وهدر الموارد الطبيعية.
واوضح ان هناك قضايا أساسية لابد من طرحها كاختلال ميزان الفيدرالية وهو أخذ موارد الإقليم دون دعم اتحادي واختلال ميزان التشغيل والتوظيف مشيرا إلى أن هناك معالجات مقترحة بتكوين مفوضية لمكافحة الفقر وتفويض المجلس الاستشاري الاعلى لشرق السودان بإجراء دراسات اقتصادية متكاملة عن الوضع الاقتصادي الاجتماعي في الولايات الشرقية.
وأوضحت الدكتورة حنان عبد القادر، الامين العام لمؤتمر البجا وعضو المجلس الاستشاري الاعلى لشرق السودان ان تناول القضايا بولايات الشرق لابد أن يتم بالبحث العلمي والعمل الجاد لانها تمتلك موارد زراعية وحيوانية ومعدنية بالإضافة إلى إيرادات الميناء.
وطالبت بإنشاء مراكز بحثية وتوعوية وانشاء فرع لبنك المزارع وتقديم قروض ميسرة لصغار المزارعين والرعاة.
وقالت إن ولايات الشرق لم تستفد من الأراضي لعدد من الصعوبات كاشجار المسكيت وفيضان نهر القاش وعدم التوعية لصغار المزارعين.
وناقشت الورشة ثلاثة أوراق الاولى بعنوان (المآلات الاجتماعية والبيئية للاوضاع الانسانية بالشرق) قدمها الاستاذ ابو فاطمة محمد اونور والثانية بعنوان (الآثار والعوامل المؤثرة على الزراعة والحيوان) قدمتها الدكتورة حنان عبد القادر والثالثة بعنوان (محاور الأزمة الإنسانية فى شرق السودان) قدمها البروفيسور ابراهيم احمد اونور.
وخرجت الورشة بالعديد من التوصيات منها استقطاب الدعم المالي والعيني لشراء مخزون من الغلال بواسطة الحكومات الولائية وإجراء مسوحات ميدانية للمناطق الاكثر تأثرا والتواصل مع الجهات الحكومية والمنظمات الطوعية والخيرية .
ونادت بتنظيم مناشط ايرادية من مباريات كروية لفرق القمة وحفلات غنائية ومسرحيات كوميدية والاتصال مع منابر المغتربين من أبناء الشرق للمساهمة في نفير العمل الخيري وإنشاء صوامع غلال بولاية كسلا اسوة بالقضارف وبورتسودان.
وطالبت التوصيات بشراء مخزون من العلف للحفاظ على الثروة الحيوانية من النفوق حتى لا يظل الرعاة عالة أبدية على الدولة والمجتمع وعمل خطة إسعافية عاجلة لإنقاذ بورتسودان من طامة العطش الناتج عن قلة الأمطار وتيبس المنهل الرئيس بخزان أربعات.