مقالات سياسية

أذكر في الكتاب المناضل الفذ والقانوني الأبرز علي محمود حسنين

في الطريق للسادس من ابريل

وائل محجوب

هزم المحالاتِ العتيقة
وانتضى سيفَ الوثوقِ مُطاعنا
ومشى لباحات الخلودِ
عيونهُ مفتوحةٌ
وصدوره مكشوفةٌ
بجراحها متزينهْ
متخيرا وعر الدروب..
وسائراً فوق الرصاص منافحا
الشاعر الكبير محمد المكي ابراهيم
…..

• مشى الأستاذ على محمود حسنين مشوارا طويلا دفاعا عن الحرية والديمقراطية، وهو من رموزها الكبار الذين جالدوا جميع الأنظمة الديكتاتورية منذ عبود وانتهاء بسيئة الذكر الانقاذ، عاش حياته منافحا ومصادما يزينه فكر وقاد وقلب واعي فطن تجاه الوطن ولم يفكر مرتين، كان ذكيا بما يكفي لاستيعاب ما فات الناس جميعا في شأن الثورة في أهم لحظاتها، وكانت خبرته حاضرة امامه بذلها وصلى ركعتين للوطن وارتحل.

• تقلد الأستاذ البريع علي محمود حسنين أرفع المناصب، وغادر سلك القضاء للمحاماة وكان سجل حياته ناصعا، فهو من قلة بذلت عطائها الفكري والسياسي والقانوني بذلا خالصا للوطن لا عداه، وكان متوهجا بما يكفي كعلم في مهنة المحاماة وكما ينبغي كمناضل لا يشق له غبار.

• وظل من أشد المقاتلين من أجل الحرية حتى صدر بحقه حكما بالاعدام في اعقاب هزيمة حركة ١٩٧٦م التي كان قائدها داخليا، وخفض الحكم لاحقا للسجن، وقد سجن في كل العهود الشمولية البغيضة، وتلقى تهديدا بالقتل في عهد الانقاذ عقب موقفه من قضية المحكمة الجنائية الدولية، ولم يختر الإ أن يكون في قلب عاصفة النضال ضد الاستبداد ولم يحد عن ذلك يوما.

• وقد رأينا بفضل عملنا الأستاذ المهول في المحاكم خلال عهد الانقاذ، مدافعا عن المناضلين ومتصديا لشهود الزور، وكان محكم العبارة ومحاصرا لقضاتها وسيدا بارع النظم والذكاء في تلافي حيلها وثغراتها القانونية، وسد عليهم الأبواب سدا محكما.

• كما كان سباقا لتحرير البلاغ الذي يحاكم به عناصر الانقاذ بتهمة تقويض النظام الدستوري، ورسم معالم تفكيك التمكين القانونية، وكان ملهما في ملاحقة فساد وإجرام الانقاذ.

• لقد كانت رؤيته صائبة وبصيرة حول ما يجب أن يحدث، مثلما كانت قبل أعوام طويلة حول الطريقة التي يجب أن تتبع مع الاستبداد وأعوانه، وخاطب الناس في القيادة واستمعوا له، وبذل علمه ومعرفته تنويرا وكان محقا في رؤيته حينما دعا لتشكيل الحكومة من داخل الميدان، وها قد أسفر العسكر عن غدرهم ونواياهم التي كان منتبها ويقظا لها، ولكننا سنسوي هذا العوج ونصلح خطونا.

• إن الاستاذ علي محمود حسنين كان فردا وفريدا في مسيرته وبارعا، وكان في كل حياته منقطعا لعمله ومنحازا لعلمه، ولما ارتأى انه الحق والصواب، وخالف نمط الطائفة الحزبية وتقدم عليها، وأختلف عنها وبذل علمه وجهده لكافة ابناء الشعب، وكان صداحا برؤاه الخالدة ودافع عنها الدفاع الحق، وقد حاصرته الانقاذ فانتصر عليها، لقد زالت بقبحها وإجرامها، وهاهو باق بفكره ونضاله المتصل.

• في الطريق للسادس من ابريل فلنذكر امثاله من الرجال الشرفاء والشجعان الذين ناضلوا بحق لأجل الديمقراطية، ودفعوا ما دفعوا من اثمان باهظة زودا عن قناعاتهم وأفكارهم، وما كان طريقنا سهلا نحو ثورة ديسمبر، انما كان مشيا متصلا على الجمر، وكان أمثال الأستاذ الجليل علي محمود حسنين من الذين عبدوا هذا الطريق، بثباتهم وشجاعتهم وبتلك الصلابة التي هزمت الجلادين، فانتصروا لشعبهم ونصرهم شعبهم حينما دك عروش الجلادين، وكان من أجل اللحظات حينما عانق الثوار في القيادة العامة.
الثورة مستمرة وستنتصر

‫3 تعليقات

  1. شكرا أستاذ علي سرد كفاح المناضل الراحل المقيم.
    ونتمنى أن يكون الهاما للشباب في السير للمستقبل.
    من أجل التغيير الفكري وبناء وطن ديمقراطي.

  2. شكرا الأستاذ الكبير وائل …فقد أعطيت حبيبنا حقه منصفا..،المفردات لا توفيك حقك وقلت وأكرر لا يعرف قدر الرجال إلا الرجال
    خاله المكلوم حسن الأفندي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..