العارض شكلو سطل

عبدالرحيم سليمان
امس ذهبت الى السوق الشعبي امدرمان لتركيب اسبير “سكند” لسيارتي ، وطلبت كباية شاي من ست الشاي التى تبيع الشاي بجوار محل الميكانيكي الذى اتفقت معه على تركيب الاسبير الذى اشتريته ، وكان محل الشاي يضج بالزبائن والميكانيكية المتأثرين بالوضع الاقتصادي الذى احالهم الى بطالى بلا اعمال فى اماكن اعمالهم.
وفى الاثناء حضر ميكانيكي ناغم الميكانيكية الجالسين وشاغل ست الشاي بالفاظ نابية واوصاف بذئية اعجبتها واضحكتها حتى بانت نواجزها ، واغضبتنى حتى كادت ان تفقع مرارتي ، وبعدها طلب منها كباية قهوة ، ثم قام باشعال سيجارة بنقو “يشهد الله” البنقو” الواحد ده واخذ يدخن ويتونس مع زملاءه وقام بتمرير السيجارة للميكانيكي الذى يجلس بجواره والذى بجواره جره منها كم نفث ومررها الى ميكانيكي اخر والاخر فعل بها نفس الشي واعادها للاول!!
وكانوا بين الحين والاخر ينظرون نحوي فاعتقدت انهم يضمرون لي الشر ، فحدثت نفسي بان الهجوم خير وسيلة للدفاع وبادرتهم بالقول (اذا ابتليتم فاستتروا) فنظروا الىّ ببلاهة شديدة وواصلوا فى التدخين والونسة ، وطبعا لا اقبل ان يسفهني احد فقلت لمن حولي والله حكاية غريبة ياخي البلد دي ماشه وين مامعروف؟
فتصدى لي احد الجالسين وقال لي بالحرف الواحد دي الحرية ياعمك !
فرديت عليه بصوت جهوري نظام اياك اعني واسمعي ياجاره هذه ليست حرية، هذا انحلال اخلاقي وانحراف قيمي يقوض الثورة ويشكك فى مقاصدها ويعرضها لخطر الثورة المضادة التى بدأت توعي المجتمع بمخاطر المدنية وتستشهد فى وعيها بهذه السلوكيات التى لايقبلها احد.
وحاولت ان افذلك ذلك عسى ولعلي ان يشكل مصدر الهام للجالسين بمافيهم الجانحين الثلاثة واستطرت قائلا ان الحرية فى الدول الغربية لا تبيح للمدمن ان يمارس الادمان علانية وعلى عينك يا تاجر هناك ممنوع حتى تدخين السيجارة الحمراء فى المحلات العامة، لأن ذلك يعرض السلامة العامة للخطر كما ان المخدرات بصورة عامة لا تعني الرجولة بقدر ماتعبر عن جنون ابتدائي سيقود المدمن للجنون الكامل فى نهاية المطاف.
وفجأة قطعت حديثي بعدما تناه الى مسامعي صوت الميكانيكي غير المحترم الذى شاغل ست الشاي ولفه السيجارة يقول للمكانيكية الجالسين ، العارض شكلوا سطل بالريحة نتفكفك ياجماعه ، فخرجوا شذر مذر وتركوني وست الشاي التى اخذت تنظر الي بغضب شديد ولا ادري لماذا ؟ .
لا ننسا ايام مضت مرحا قضيتها