مقالات وآراء

رحل من أشعل وجداننا بهجة !!

حتى لا ننسى
منى الفاضل
عمل فى مختلف المهن التى تتعلق بالوجدان السوداني المرهف ، فقد كان شاعرا ، كاتبا وقاص مسرحى ، ممثلا ، مُلحنا ، معد ومقدم برامج ، ومستودعا لتاريخ ، شعر ، الغناء والأدب السودانى الغنائى الذى دغدغ وجداننا وشكلًه بمعرفة تامة وبشخصية كاملة الحضور والألق وقت التقديم والسرد والاداء السلس الممتع ، لم يحصر الفن والتراث والإبداع فى جيله ، بل فتح مجالا لكل الاعمار والمبدعين ووزع الأدوار بينهم بحنكة العارف والمطلع لكل دور واحدا منهم ، فقد وثق للمغنيين ، الشعراء ، الكتاب، الملحنين ، مناسبة القصائد ، حياة كل هؤلاء وما يجب معرفته عنهم بكل إحترام وحفظ حقوق بكل شفافية وتفانى ، غير متناسيا أى شخص او مهملا لهم ، بل وضع كل واحدا فى مكانه الصحيح ليصل الى الجميع بشكل جميل ممتع وشيق ، لم يُقسم الادوار فقط بين المبدعين الذين وثق معهم طوال السنوات الطويلة السابقة عبر برنامجه أغاني وأغاني ، بل أشرك كل الشعب السوداني روحا ووجدانا ولهفة معه ، فى تلك المساحة الزمنية التى كان ينتظرها الصغير قبل الكبير سنويا وفى خلال شهر رمضان المعظم ، الذي يجمع كل الحبان والأخوان والأقرباء ، فكان برنامجه حلقة أُنس ودائرة مستديرة تلتف حولها الأسرة السودانية على كل أرجاء البسيطة خارج وداخل السودان ، ويستمتع الجميع بوده ، تحنانه ، لطفه ، نكاته، قفشاته ، وتعليقاته ، ضحكته الرنانة ، وحبه للجمال والطرب والروح المليئة حياة فتفرض نفسها على ان تتجدد فيك حيوية تُشعرك أن الحياة عطاء وعمل وتفانى الى آخر العُمر مهما كان طويلا ولكن الروح الداخلية هى التى تُحرك الإنسان ليكون إنسانا ، على الرغم من النقد له من بعض المحبطين الذين لا يرون فى الدنيا الا السواد منها فيبثوه حولهم لكل قريب وبعيد ، لكنه لم يُعر أيا منهم إهتماما فقد كان إنسان صاحب فكرة وقضية ورسالة اوصلها حتى آخر أيامه المثمرة العطاء .
أما عن سيرته فقد ولد  السر أحمد قدور فى عام 1934 تقريبا ، فى قرية الجباراب أمبورى جنوب مدينة الدامر (المديرية الشمالية سابقا) بالسودان ، والدته / زينب بابكر شخيب المُلقبة ببنت البركة وتوفى فجر الخميس الموافق 31مارس 2022م، ألجم خبر وفاته التعبير وسبقت الدموع نعيه ، فهو ركن من أركان الثقافة والروح المحركة الحافظة والساعية والموثقة والمحبة لجمالنا السوداني ، تطريب ، فن ، مسرح ، تقديم ، حفظ حقوق وهى الأهم !! . فلطالما تهضم حقوق الكثيرين بسبب عدم التوثيق وتجاهل وبل احيانا سرقة مجهود لأشخاص ابدعوا وقدموا لكنهم جُهلوا او تعمد تجاهلهم فضاع حق للكثير من الجميلين تاركين البصمات فى حياتنا ..
ننعيك اليوم بكل حزن وألم لفقدك ، فقد كنت داخلنا برغم ان الكثير منًا قد لا يكون رآك شخصا لشخص لكنه عرفك تماما ولن تُنسى أيها الرجل الحنين الجميل المشاعر ومرهفها وصاحب كلمات شعر رقيق وجدنا انفسنا فى طيات حروفه ، حيث من بعض كلماته وأشعاره : كلمات اغنية ، حيث كتب (أرض الخير ) التى غناها  الفنان الراحل ابراهيم الكاشف / وأغنية (ست البنات) للفنان صلاح بن البادية و(حنينى إليك) التى غناها الفنان محمد ميرغني ، (أنا بهواك) للفنان صلاح محمد عيسى، (وإتلاقينا مرة) للفنان العاقب محمد حسن والكثير الكثير من الكلمات والألحان التى لحنها وضع بصمته بجمال راقى ورائع.
لك الرحمة والمغفرة ونُعزى فيك انفسنا وفى الشعب السوداني وكل رفقاء دربك فى مجال الفن والغناء والتأليف والمسرح ، وفى أهلك واحبابك وأصدقاءك فقد كنت حضورا .. أدعُ له بالرحمة والمغفرة ..

‫3 تعليقات

  1. صدقت عمل فى مختلف المهن التى تتعلق بالوجدان وغير الوجدان لقد عمل حتى جارسون في المطاعم!

    1. له الرحمة والمغفرة يارب..لم يخجل عن اى دور قدمه فى حياته كان شفافا ومخلص لأدائه وذلك ما فرض احترام وتقدير الغير له ..تحياتى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..