مقالات وآراء

( الحلومر) … فى بلاد الغبش..!!

د. منتصر نابلسي

[email protected]

هنا او هناك لكم ايها الاحباء اجمل التهانى بمقدم الشهر الكريم ،هذا الضيف الرحيم القادم من بين الشهور ينتظرنا او ننتظره بنفحاته الطيبــــة ، وخيـــره العميم واجره العظيم.
يعيد لنا كثير من حلاوة (اللمة) ،وسماحة الروح السودانية لمسة منه تأخذنا الى كل زمن جميل الى تلك الحيشان الواسعة ، والشوارع المفروشة بالكرم الاصيل وبليلة (المباشرة) ، وبروش الخير (المليانة) باليقين وسترة الحـــال والايثار رمضان التكافل بين بساطة ( القعدة) بين اهلنا الرحماء، وحفـــاوة التلاقى بدون تكلف.
اشواق الغبش سلامة الصدور رغم ظروف الحياة وقسوتها ،وتجـــاوزاتها لانسانيتنا بفعل الغلاء الطاحن ، ولكن رمضان بعبقه وروحانياته يذهب عن النفوس الكثير من شجـــون الدنيا وارقها وحساباتها المتداخلة ، ويعيــــد لها بعض من توازن ايمانى ، سلبته التقلبات الحياتية ، لتتحرر الارواح المتعبة مـــن استعباد النفس ( المعصورة ) بالدنويات .
رمضان فى ارض الغبش نسمة بر حميمة ،ودفـــقة محبة تمــلا القلوب قبل ( المواعين) ،لاتعرف الطيبة بينهم المسافة جارك القريب ولا ( ود امك البعيد) هكذا تكون مواثيق العلاقات ( السمحة) ،لاتتقيد بالقـــوانين والاتجاهات الاجبارية، تجدها بدون احتكار ،متوفرة تدخل البيوت مثلما تطـــوف رائحة (الحلــو مر) وصحن ( العصيدة) وملاحات ( التقلية) بين الانفاس تغمرك بينهم روعة الالفة قبل انواع الاكل واصنافه فهم البساطة الجميلة الغنية بالمعروف ،و مثلما تمتد (الكبابى) لك مليانــة بعصير التبلدى والعرديب والكركدى، تتناول معهم فاكهة الطيبة وحسن الطوية وسلامة الصدر، لتطــوف عليك انيــــــة من الترحيب فى (فناجين) القهوة الممزوجة بنكهة (جنزبيل) المحبة. .
لا انسى ونحن فى سفر الى مدينة سنار، فى شهر رمضان ، لما حانت ساعة الافطار لاحت امام سيارتنا عمامة سودانية بيضاء، لم تكن على رأس احدهم ولكنها كانت ممتدة امامنا بعرض الطريق ، كانها تستأذننا بالتوقــــف لنتناول وجبة الافطار معهم وبينهم ، كــــرم لا يعرف الحدود ، حفــظ الله الوطن من التشتت والتشرزم والضياع ، وحفظكم جميعا، ورمضان كريم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..