نفس سلوك وغطرسة المخلوع ؟؟

أصحى يا ترس

بشير اربجي

انفجر مساء أمس الأول قائد إنقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021م بوجه رئيس البعثة الأممية فوكلر بيرتس، موجهاً له انتقادات على مبادرته وتهديدات بطرده من البلاد إن تجاوز حدوده على حد قول قائد الإنقلاب، وعلى الرغم من أن الشعب السوداني والثوار يلومون فوكلر بيرتس على عدم قيامه بمهامه الموكلة له من قبل مجلس الأمن الدولي، إلا أن قائد الإنقلاب ضاق زرعا بما يفعله الرجل وهو كما يقول مجمل الثوار السلميين يهادن العسكر ويفعل ما يريدونه منه دون زيادة أو نقصان، لكنها طريقة العسكر على مر الأزمان دوما يريدون المسؤولون سواء كانوا وطنيين أو دوليين أشخاصا تحت إمرتهم وتصرفهم ويحققون رغباتهم هم لا رغبات الشعوب، وهذا السلوك الذي بادر قائد الإنقلاب بإبرازه الآن عقب جولته على الخليج ومصر وتشاد، إنما هو نفس السلوك الذي كان يبديه المخلوع حينما كان يأتي من زيارة خارجية يكابد الأمرين فى اكمالها، والغريب أنه كان يأتي منها منفوخا يحاكي صولة الأسد مثلما فعل قائد الإنقلاب فى تخريج الكلية الحربية،

لكن لماذا أطلق قائد الإنقلاب هذه التهديدات فهو أمر معلوم بالضرورة لكل الشعب السوداني بعد أن وضحت تفاصيل حاضنته السياسية التي يعمل على تكوينها، من أجل إكساب انقلابه المنبت شرعية مفقودة بحث عنها سابقا باعتقال حمدوك وإجباره على توقيع إعلان سياسي لم يصمد كثيرا أمام ضربات الشارع السوداني الشجاع، ولكن هل ستعطي أحزاب مثل الاتحادي الديمقراطي المشارك للمخلوع وتحركات برمة ناصر ومبارك الفاضل وبقية أحزاب الفكة التي كانت تدعم المخلوع شرعية للانقلابيين؟، ألا يعتبر البرهان وحميدتي مما حدث للمخلوع وقد كانت معه نفس بطانة الانتهازيين التي يجرون خلفها بكل أحزاب الفكة والإدارة الأهلية المرتعشة والمرتشية، هل يريدون تكرار التجربة بشخوصها واحزابها ونفختها الكاذبة ويتوقعون نتائج جديدة، ألا يعلم برهان وحميدتي ومجموعتهم الانتهازية أن الشعب السوداني لفظ خلف ظهره كل هذه المجموعات الانتهازية وقرر السير نحو الحكم المدني الديمقراطي؟.

وهل يأمن البرهان وجنجويده وحركاته المسلحة الشارع وهو يتجه نحو هؤلاء الانتهازيين، بل هل يأمن مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة حينما يتحدي بعثتها المتكاملة بالبلاد، أليس من الممكن أن تتحول هذه البعثة إن أراد مجلس الأمن وارتأي أنها تستحق للبند السابع، فما يحدث من قتل للثوار السلميين بالطرقات هو أمر فعلا يحتاج للحماية من قبل قوات قادرة على فعل ذلك، طالما كل القوات المسؤولة عن حماية الشعب السوداني صارت توجه سلاحها نحو سلميته بشكل لا يقبل الشك أو الظن، نعم الشعب السوداني وثواره الأماجد قادرين على هزيمة آلة الإنقلاب العسكرية القمعية، لكن هذا لا يمنع العالم الحر للتدخل لإنقاذ الشعب السوداني من قتلته، خصوصا بعد أن صار التحريض على الشعب السوداني واضحا من قبل إعلام البرهان ومن قبله هو بشكل واضح، لكن درس الأمس القريب يقول الانقلابي البرهان، لن يمنعك هذا التحدي للبعثة الأممية المتكاملة من السقوط، فالشعب السوداني وثواره يعلمون أنك ستسقط بيدهم لا بيد مجلس الأمن الدولي، لذلك هم ينتظرونك فى السادس من أبريل لإعادة ما فعلوه بسيدك المخلوع الذى كان يهرف مثلما تفعل الآن تماما.

الجريدة